أخي الكريم استاذ هشام
لن أخفي تأثري الشديد بما قراته هنا وبما استشففته من بين السطور
سالتك ذات يوم لماذا وانت تملك كل هذا الإحساس المرهف لا تكتب الخواطر
أو انك تدرجها تحت مقالات أدبية ؟؟ هل تذكر ؟؟
نعم استغربت عودتك المشحونة بهذا الكم الهائل من العواطف والمشاعر النبيلة السامية
والتي تعتبر من أصدق المشاعر على الأطلاق وهي علاقة الأب بإبنته .
اخي هشام هذا السن الذي تتحدث عنه سن مميز لكليكما فالفتاة في هذا السن تكون
شديدة التعلق بالوالد أو الوالدة وترى أنهم أهم شيء في الكون وتكون مشاعرها
نحوهما متميزة من الحب الشديد والخوف من ان تفقدهما وكذلك الانبهار الشديد
في شخصيتهما والأباء بدورهم يكونان بحاجة الى هذا النوع من الإهتمام الذي
يشعرهم أنهم على الطريق الصح وانهم مقتربين جدا من أبنائهم وهذا يحقق لهم نوع
من الرضى يخفف عنهم الأعباء والضغوطات ومصاعب الحياة
هذه الصورة جميلة ولكنها بعد 10 سنوات أخرى يطرا عليها بعض التغيير
لا تجزع ولا تخف فهذه سنة الكون ... الصغير يكبر ويرى العالم من حوله
بعد ان كان يراه فقط بعيني والداه ويصبح له رأي مستقل وقد يحصل اختلاف
لكنه اختلاف صحي ومطلوب وكذلك الأمر بالنسبة للوالد فهو يشعر أيضا ً
ان هذا الطفل لم يعد يرغب باستقاء المعلومة منه فيشعر بالقلق وربما الإستياء
وربما الإحباط بعض الشيء ولكن هي الحياة تتغير من حولنا وعلينا ان نكون مستعدين
لأي تغير وأن نتقبله وان نتعلم كيف نسير مع التيار وليس ضده في سبيل مصلحة
الأبناء والأباء معا ً
ربنا يخلي لك هالشمعة وتفرح فيها ان شاء الله ودمت بالف خير اخي هشام