رد: لقاء حواري مع الأخ الكريم رشيد الميموني ...
شكرا أخي عبد الفتاح على هذه الورود التي تغني عن كل تعليق ..وأعود لأسئلتك ..
سؤالي الثامن
كيف ترى مسألة الرمز كأداة خطابية معتمدة، في القصة والرواية العربيتين قديمهما وحديثهما؟
في اعتقادي .. الرمز يكون في بعض الأحيان اضطراريا نظرا لعدة عوامل تخص البيئة التي يعيش فيها الكاتب .. فهناك مجتمعات لا يمكن للقاص أو الروائي التعبير عن أفكارهما بكل حرية فيلجآن إلى الرمز كما هو الشأن في الشعر والفنون الأخرى .. ولكن سلبية هذا المنحى تظهر في كون قراء هذه القصص و الروايات تنتمي لشريحة معينة ونخبة خاصة تستطيع أن تساير الكاتب و تفهم تلميحاته ..
هناك الرمز الذي يكون من أهدافه فقط إبراز جمالية النص فيكون رمزا من أجل الرمز فقط .. يستهوي القاص أو الروائي فيعبر كما يحلو له .. وربما كان هذا الرمز بمثابة بوح خاص بهما ..
أظن أن هذا النوع من التعبير قد يؤدي وظيفته في ما لو استثمر بطريقة جيدة و تم تجنب الإطناب فيه .
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية مستجدة في الكتابتين القصصية والروائية المعاصرتين؟
الجديد يأتي مع تغير الظروف سواء السياسية أوالاقتصادية .. فإذا كانت الحقبة الماضية عرفت الاستعمار ثم الاستقلال ونحن نعلم ما يمثله كل هذا بالنسبة لأي مجتمع وبالتالي بالنسبة للقاص و الروائي ، فإن الفترة المعاصرة جاءت بمستجدات وتغيرات جذرية عصفت بكل ما تعود عليه الناس .. فكان انهيار الاتحاد السوفياتي وبروز القطب الواحد المتحكم في مصائر الشعوب وماتلا ذلك من هجمة شرسة على كل مقومات كل بلد يهفو للاستقلال بهويته الثقافية .. فكان لا بد للأديب أن يتفاعل مع كل هذا إما بالانسياق وراء الموجة الجديدة التي "تحارب الإرهاب" طمعا في مكاسب آنية ، وإما الصمود في وجه هذه الهجمة التي أبانت عن وجهها المقنع سابقا .. بحيث صار من الواضع جشعها وطمعها في خيرات البلدان المغلوبة على أمرها ومن بينها الدول العربية والإسلامية .. ثم بروز خط جديد للمقاومة التي أظهرت استراتيجية جديدة لم تكن في الحسبان .. كل هذا مع تسارع وتيرة ثورة اتصالات .. فكان لا بد أن يؤثرهذا على القاص والروائي .
ولاننسى دخول العنصر النسوي - لا أقول كمنافس - ولكن كعنصرجديد يحاول فرض شخصيته و إثبات وجوده .. وإذا كانت بعض الأقلام النسائية واعية بما عليها من مسؤولية في تحرير حقيقي للمرأة ، فإن الكثيرات انسقن مع ما يروج له أعداء الثقافة العربية والإسلامية تحت ذريعة الوقوف إلى جانب المرأة و استعادة حقوقها المسلوبة .. فصرنا نرى منهن كما من زملائهن الرجال تجرأ على بعض القيم الدينية والخوض فيها دون تمعن أو دراسة متأنية ، إما عن جهل وإما طمعا في الشهرة .
تلك هي أبرز المستجدات التي عرفتها الكتابات القصصية والروائية في الفترة المعاصرة .
|