الأديبة سلوى :
بيدو أن مسيرة اكتشاف الذات بدأت تتضح أغوارها، فقد انطلقت الخاطرة بسؤال صعب جدا، سؤال أنهكته النسبية، من أنا ؟ أي شخص عادي عندما يواجه سؤال الماهية التي تستوطنه، ينهي حديثه بتتلك العبارة التي تتيح له الفرار من الواقع : " هكذا تقريبا أنا "، أما سؤال الماهية لدى أديبة مرهفة الإحساس فلا يختلف كثيرا عن قناعات يؤكدها الضمير المازج بإنصاف بين العقل و العاطفة،
أنا انثى ، أكون احياناً قوية واكون ضعيفة لو شئت وأعرف إنني لست نموذجاً للمرأة الشرقية رغم إنني أعشق العيش على الطريقة الشرقية ولا نموذجاً للمرأة الغربية بالرغم من انني أقتبس بعض من صفاتها،
يخيل لي ان هذه التناقضات مايميز شخصيتي الشاردة من الحياة بمنطقها المعاكس،اعشق التغريد وحيدة ، ولا يضيرني ان أكون انا المستمع الوحيد.
هذا ما أسميه سيدتي الكريمة، السهل الممتنع، شخصية لا تترك لقارئها أي فراغ قد يرادف بينه و بين العبقرية، مفردات بسيطة، لكن شحناتها الدلالية عميقة المغزى، ترحب بتأملات لا تغادر النطاق الإنساني. ذكرتني هذه السطور بالأديبة الفرنسية كوليت التي استشرت لدى زملائها إرادة سبر أسرار كتابات شخصية خاصة بها، أجابتهم بكل هدوء :" العالم ميزان، أنا المرأة في كفة و الإنسانية برمتها في كفة، أما إبرة الميزان فقد ارتقاها الصدأ من شدة ثبوتها عند المنتصف"، و قد كتبت لك تعليقا في منتدى :"فنجان قهوة"، قال حكماء الزمان القديم :"وراء كل رجل عظيم امرأة" و أجابت الثائرة على التقاليد البالية الأديبة سلوى حماد :"المرأة و الرجل شريكان متكافئان في العظمة".
الأستاذة سلوى، أنفقت كل استطاعتي التأملية كي تتوازى افكاري مع خاطرتك التي مزجت بين عناصر ثلاثة : الإختلاف، الصراحة و التمرد على القمع الذكوري، و إذا لم أنجح في قراءتك، فسأستعير قولتك الجميلة :
عذرك الوحيد انك لا تجيد القراءة.