[كنان سقيرق]

أشرعت في ضوء الطريق الطويل بعد الآلام ووجع الأحلام المتناثرة على حافة الرصيف الممتد أبعد من بقايا الأيام المتلاشية بعض الصور أمطرت الرأس ذكريات .. أشرقت الشمس التي طالما غابت في شتاء العمر الحزين حين بدا وجهها بين مئات الوجوه ..كانت تقف هناك على بعد خطوات مني ..مدت يديها واقتربت أكثر ..انفرجت كل الدروب المستحيلة جراء ابتسامتها العريضة..تقدمتُ خطوة نحوها ..حدقت النظر في عينيي ومن خلال عينيها ..أبحرتُ إلى مكان آخر خالِ من الناس ..حُددِت معالمه مسبقاً ..لم أكن أنا من رسمه .. لم تكن هي من تخيله ..كان موجوداً منذ الأزل ..حدوده لا تقاس ..سماؤه لا تحد .. سألتها من أنتِ ..قالت أنا التي أعرفُ كل شيء عنكْ..أنا التي تنطق بما في داخلك ..أنا روحكْ ..وأنتَ الذي يعرفني أكثر من معرفتي لنفسي ..أنتَ الذي يستشعر بما في داخلي من احاسيس ..يتألم لأحزاني ..ويبتهج لفرحي .. أنت توءم روحي ..هات يدك ..قلتُ وكيف لي أن ألمس روحي .. الأرواح نشعر بتواجدها ..ولكننا لا نستطيع لمسها ..مددتُ يدي المرتجفتين ..
قالت..الوقتُ تأخر كثيراً ..الأيدي تباعدت ..المسافة باتت شاسعة ..بين الروح وشفق المساء امتزج ألم ..الوداع أشرع باب الرحيل وترك الأحلام معلقة على نافذة الذكريات المبعثرة في أرجاء مساحات ممسوحة داخل قلب نازف !!..