رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
السلام عليكم جميعا،
أود أن أثني أولا على مبادرة فتح هذا الموضوع من جانب الأستاذة سلوى و أحيي من سبقوني بمشاركاتهم و طرح أفكارهم.
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ مداخلتي بالضبط هل من فلسفة البحث عن السعادة وشق الطريق إليها أم من أزمة التقليد و ثقافة الترويج و العولمة أم من تخبط الجنسين لإرضاء نفسهما و بعضهما..
ربما أختصر كل هذا في أمثلة بسيطة من واقع الحياة:
*كاتيا تلميذة درستها منذ بضع سنوات ولازلت أراها من حين لآخر، عندها تشوهات خلقية في وجهها خاصة؛ أظنه مرضا عضليا خلقيا يجعل وجهها يبدو نوعا ما كوجوه سكان الفضاء في بعض أفلام الخيال العلمي؛ تعلمت من وجودها في فصلي أنه في المرة الأولى التي نقابل وجها كهذا نحس بضرورة التأقلم معه و الاعتياد عليه لكننا مع الأيام لا نرى الوجوه بل الأشخاص وأن التعايش مع أي عيب خلقي ممكن بل أن ترويض النفس واجب لرؤية ماخلف الأجساد و الوجوه.
كثير من الوجوه المعروفة نراها تتغير باستمرار وتقاوم الزمن بدأب عجيب لكن سنة الله في خلقه ولادة و شباب وشيخوخة ووفاة وأظن أن الأمر يتحول إلى صراع مع الزمن و الطبيعة وضغط نفسي مستمر كلما تقدم العمر.
حدثتني إحدى زميلاتي سابقا وقالت أنها لم تكن تقدر على أن تغادر باب المنزل دون ماكياج لكنها اليوم تستغرب من ذلك وهي تجد وجهها على طبيعته عاديا جديدا لذا فالخلل ليس في الصفة بل فيما يدور في الرأس.
في الصين قديما كانت أرجل النساء تربط لكي لا تكبر فالأرجل الصغيرة كانت رمزا للجمال والأنوثة وكان هناك مايسمى بأقدام اللوتس، تشوه نراه اليوم مريعا ما كان يصيب الأرجل حتى و أن النساء كن يجدن صعوبة في المشي لاحقا فحتى الأصابع كانت تلتصق ببعضها ، لكن المجتمع آنذاك وخاصة الذكور كانوا يثمنون هذا النوع من الأقدام..الأمر مشابه للشفاه المنفوخة هل هي جميلة فعلا ؟؟ أم أنها مسألة مروج لها وستختفي و يسخر منها من بعد كأقدام اللوتس.
هل تفكر من يتهافتن على تقليد نساء أغلفة المجلات في كل هذا لاأظن ؛لكن من يتابع تجربة من يخضعون لعمليات التجميل و التخسيس ..إلى النهاية سيكتشفون حقائق قد تجدهم يعدلون عن رأيهم.
الباربي توينز التوأم الأنثوي الأمريكي الشهير الذي كانت صوره تملأ اليوميات توأم عانا من أمراض عدة ومن اضطرابات نفسية بالغة لدرجة أن الشقيقتين صارتا تجريان لقاءات تحذيرية من مغبة ماجرى لهما؛ مايكل جاكسون الذي كان يُتوقع له أن يعيش عمرا طويلا يعاني حاليا من أمراض عدة وطبعا قد لا يختلف كثيرون على لا طبيعية شكله و على أن شكله السابق كان أفضل بكثير...
من حق المرء أن يسعى لأن يكون شكله محببا لكن ليس لدرجة الهوس والإستيلاب وليس لدرجة المخاطرة بالصحة وهي كنز المرء و رأس ماله الأكبر.
هناك أمور صحية مثل الرياضة و التغذية الحسنة يحافظ بها الإنسان على توازنه الذاتي .
يقول الفيلسوف ديفيد هوم:'جمال الأشياء يوجد في الأرواح التي تنظر إليها'.
لذا يجب ترويض النفوس و العيون و العقول ، في نظري، قبل محاولة تعذيب الأجساد و تطويعها و إدخال الدخائل عليها بشكل قد يجني عليها و على طبيعتها.
أتمنى أن لا أكون أطلت و لكم تحياتي؛
|