[خالد حجار]

طفلٌ ومؤامرة

طـفلٌ تـناول كـأسَ القـتل يرتشفُ
و سيـفُ يَعـربَ بالأغمـاد يرتجفُ
وحـشُ الجـريمة لم يـتركْ له أملٌ
فالأهل صرعى و ذاك الموت يختطفُ
والليل كالصبحِ نـار القصف توْقِـدهُ
لم يبقَ بـيتٌ علـى أنقـاضـه يقفُ
حَسْب الوليدِ لحـضـنِ الأم ملتحفاً
حتـى أتـاه مـن النيـران مُلتَحَـفُ
و البيت يهـوي على أشلاء صاحبه
و الأمُّ صرعى وطفـلٌ قربـها نَزِفُ
ها يستغـيث أيـا أمـاهُ يؤلـمــني
جوفي ورأسي و جنب الظهر والكتفُ
أمـاهُ كـلي دمـاءٌ مَـن يضمدهـا
أمـاه قومـي لأجـلـي إننـي تَلِفُ
قـصفٌ جديـدٌ يهز البيت في غَسَقٍ
يحـرك الصمتَ و الأشلاء تنعصفُ
جاء الغزاةُ فقـال الطـفل لست أنـا
من يعرفُ الحرب أو للحرب أحترفُ
تضـاحكَ الجـند و الأشلاء صامـتةٌ
و الطـفلُ يبكي و جندُ الغزو تختلفُ
فواحـدٌ قـال هـيا سـوف نسعـفهُ
و آخـرٌ قـال ذا الجنـديُ يـنحرفُ
الطـفلُ صـاح أغيـثوني بمـائكمُ
لكـنهم نهبوا الأشـلاء و انصرفـوا
فزيـنةُ الأمّ قـد كانـت لهم هـدفٌ
النـهب و القـتل في أهدافهم شرفُ
تضاحكوا طـربـاً من فعلهم و مضوا
حـتى أتـاهم مـن النـيران منتصِفُ
بـالَ الجـنود و فـروا دونما خجـل
و أسقـطوا النَّهـبَ و الأبدان ترتجفُ
لـم يأسـفوا أبداً من رعبهم و مضوا
أمـا عـلى نهبهـم قـد مسَّهم أسفُ
أطـفـال غـزة ليس القصف يقتلهم
زعامةُ العُـربِ فـي إذلالهـا حُذِفوا
زعامة العرب مَنْ فـي صمتها قتلت
أطفال غــزة و الإجــرام يأتـلفُ
و مُبْـحـِرُ الـذُّلِ إن سارت مراكبهُ
لا يرتجـى مـنـه لا درٌ و لا صدفُ
و الحـرب سيفٌ يرد الغزو لا خطبٌ
فالدَّم لا الحِبرُ و الأفعال لا الـصحفُ

خالد حجار

فلسطين