عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 03 / 2009, 22 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

قالت .. مات الشعر



قالت مات الشعر، ولم أغضب.
حسنا .. مات الشعر! وأضافت: لم تكتب لعيني قصيدة،
هجرتني كلماتك، وكأن أخرى خطفت نور عينيك، وليالي السمر؟ والناي صمت، بل انتحر.

قالت مات الشعر منذ نسيت تضاريس جسدي، وهربت إلى عوالم مجهولة، ولم تعد تسمع صوت الطبول القادمة من فؤادي.

هل نسيت كيف فجرتُ شرايين قلبك شوقاً، وبقيت تركض حافي القدمين فوق أسفلت روحي؟.
لا .. وكيف أنسى هلاكي وموتي المتجدد بين أطراف أصابعك؟
تتقاذفيني كرسالة ما بين الوعي والشهوة العارمة تختزل حضوري.

تاهت علامات التعجب في لجّة المشاعر، وانطفأ بريق الفواصل.

قالت: أنا امرأة، طِوال الوقت تتساءل. أين اختفى ظلك؟
ذهبت لتشعل البحر جموحاً فأبتلعك الموج، ونساء الشتاء تنتظر حضور فارس.
لوحت الشمس جبينك، بل تخالها طوق نصر يزيّن قامتك.

تمطت بين أحضاني، رضعت أيامي، صباحاتي، دندنتي قرب المدفأة، والمطر يطرق سقف نهاري المتعب، ويدي الممتدة إلى صيفك، يا شتائي وربيعي، يا جبلة الحنّاء تنتظر ضفائر شعري.

أخفيت الشيب في مفارق رأسي، أتذكر؟

أخفيتُ منديلاً سقط ذات يوم على مرفأ، وركضتُ حافية القدمين، لاطمتني الأمواجُ زرقاء يعلوها زبد، ومضت قواربُكَ هائمة، حيث جبالُ الجليد العائمة، يا حبيبي يا ساذج.

ماذا تبقى من سمرتك الباهتة، امتصت نساء الشمال البارد رحيقك، وعدت لا تملك سوى ذكرى لقاء، ذكرى امرأة. انتهى أثرُ الحناء يا فارس الصحراء، قدماك لم تعد تحتمل الحصى، وبات الرمل يحرق باطن القدمين.



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس