عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 03 / 2009, 26 : 07 PM   رقم المشاركة : [15]
نزهة المكي
كاتبة و باحثة و خبيرة تجميل

 الصورة الرمزية نزهة المكي
 





نزهة المكي is a splendid one to beholdنزهة المكي is a splendid one to beholdنزهة المكي is a splendid one to beholdنزهة المكي is a splendid one to beholdنزهة المكي is a splendid one to beholdنزهة المكي is a splendid one to behold

رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل

بسم الله الرحمن الرحيم
اجدد التحية لكل الاحبة الكرام
احب ان اضيف في هذه المداخلة ان عالم الجمال هو أول من اقتحمته موجة العولمة التي قادتها الدول الاستعمارية و في مقدمتها الولابات المتحدة الامريكية
و قد بدأت منذ تاسيسها على ارض الهنود الحمر التي حاولت طمس هويتهم باجتثاث حضارتهم التي كان الزي و طريقة التجميل هي اهم ما يشير و يرمز اليها
فالزي و طريقة التجمل هي العامل الاساسي الذي يعكس حضارة الشعوب و ثقافتهم و معتقداتهم ايضا . ففي الحضارة الفرعونية مثلا التي تعتبر اول حضارة عرفت التجميل و مارسته بطقوسه متكاملة كانت النساء و الرجال ايضا يستعملون مواد طبيعية في التجميل يراعون فيها الناحية الصحية بالاساس إذ استعملوا مثلا كحلا طبيعيا من الاعشاب يقي العين و يحميها من كثير من الامراض و يقوي النظر ايضا مع العناية بوضعه بطريقة فنية ، كذلك زيوت طبيعية تدهن بها البشرة تقيها لسعات الشمس و حبيبات الرمال و تحميها ايضا من التجاعيد لتحتفظ المراة الفرعونية بنظارتها و شبابها الدائم لكن كل هذا كان مرفوقا بمعتقدات تضفي على النفس نوعا من السكينة و السمو الروحي تمثلت في طقوس و تعاويذ تتلى اثناء اعداد مواد التجميل او اثناء استعمالها كذلك كل الاكسسوارات المرافقة للزي و التي تتحلى بها السيدات او الرجال لها مضامين و رموز روحية . منها ما يجلب الحظ أو يدفع الشر و غير ذلك من المعتقدات .
عندما سيطرت الولايات المتحدة الامريكية و استطاعت أن تعزل حضارة الهنود الحمر و تبني كيانها الغاصب على جماجم ابناء الإنكا و الأزتك سجلت بذلك أول صفحة و اعتراف بمعاداتها للتاريخ و محاولاتها الفاشلة في صنع تاريخ آخر خاص بها تفرضه على الاخرين و ثقافة تمحو بها ثقافات الشعوب الاخرى فكانت الوسيلة الاكثر تأثيرا هي موضوع الجمال فأطلقت نموذجها الذي غزى العالم الذي كان يغرق في الحروب و التخلف و التراجع الاقتصادي ، نموذج هوليود فكان وجه مارلين مونرو الذي سوقته السينما و الاعلام الامريكي ليغزو العالم كأنموذج مثالي و وحيد لمقاييس الجمال و بعد فرض نموذجهم المبتدع بدأ راعي البقر الامريكي الذي يعاني من الافتقار للحضارة و التاريخ المشرف بعملية اغتصاب و تشويه لحضارات الغير خاصة منها حضارة الافارقة السود الذين لا يعترف بهم الا كعبيد . و لما كانت الحضارة الفرعونية جزئ متأصل من حضارة ذلك الجنس المنبوذ عنده و التي تحدت كل عوادي الزمان و بقيت آثارها جاثمة على ارض الكنانة تشهد لذلك الجنس الاسمر او الاسود بعراقة حضارته فإن هذا الراعي اللئيم الحاقد لم يجد امامه الا تشويهها فلجأ الى ابراز عمقها و روحها للعالم بالشكل و الهيأة التي تخدم صورته و ثقافته البديلة التي يريد ان يسوقها للعالم فقدم إبداعات فنية تتحدث عن الحضارة الفرعونية و الجمال الاسطوري الذي كانت تتمتع به نساء القارة السمراء ليس في الشكل فحسب بل في العقل و التربية التي كانت تكمل جمال المراة في ثقافة هذه الشعوب ، قدم كل هذا لكن في صورة " ليز تايلر " التي تقمصت شخصية كليو باترا ليسوق من جديد نموذه و عينته من الجمال و يطمس جمال المرأة السمراء ...
من هنا تاتي خطورة موضوع الجمال ، فهو يحتاج لتربية و تعليم و فهم و ليس تقليد فحسب بل ان اخطر شيء هو التقليد و اتباع الموضة العالمية في هذا المجال لان في هذا مساعدة للغير على طمس هويتنا و شخصيتنا و حضارتنا . لا باس من التبادل الحضاري و الاستفادة من معلومات الغير في كل المجالات و ضمنها موضوع الجمال لكن مع الاحتفاظ و احترام دائما النموذج و الشكل الذاتي او القومي لان الجمال يختزل الثقافة و العقيدة و الاعراف لكل الشعوب و يرسم ملامحها و هويتها .
سلمتم جميعا احبتي الكرام
نزهة المكي غير متصل   رد مع اقتباس