رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=center]
استاذنا الفاضل : الدكتور هشام برجاوي
أعتقد أن من بين المشكلات المنهجية التي يعاني منها التحليل السوسيولوجي العربي هو اعتقاد الباحث أنه الناطق الرسمي باسم ثقافة و حضارة الشعب العربي. أجد في مداخلاتك المحترمة هذا النوع من التحوير التحليلي الذي يبدو لي تقليديا عندما يتعاطى مع المادة المعرفية.
اعتقد انه لا يوجد اي شيء في مداخلاتي يدل على ذلك ، فانا لم اقصد الا ابداء الرأي في موضوع يهم تخصصي
و اقوم بابحاث متواصلة فيه ، كما اني درست التجميل كعلم و ثقافة و تقنية و تحت اشراف متخصصين عالميين من خبراء المعهد العالمي للتجميل بروما .
و الاوربيين اكثر الشعوب فهما لاغراض امريكا و رغبتها في عولمة ثقافتها لان عولمة تلك الثقافة و بقلبها التجميل يمهد لها لاغراض سياسية و اقتصادية كبيرة جدا لهذا فالمنافسة حادة جدا بين اوربا بزعامة فرنسا و ايطاليا من جهة و امريكا من الجهة الاخرى في مجال التجميل . و قد استطاعت اوربا ان تتفوق على امريكا في هذه المنافسة بعد ان تعافت من تبعات الحرب الكونية الثانية و انطلقت بكل قوة اعتمادا و احتراما لثقافتها و حضارتها المتأصلة التي مازال الاوربيون يشدون عليها و تنعكس على عالم التجميل لديهم إذ لا يعتمدون فقط على الجمال السطحي و إنما على ما يسمى بفن الاتيكيت و التواصل المستمد من تقاليد عريقة لديهم ، الشيء الذي منحهم الكثير من الثقة بالنفس فانفتحوا على حضارات اخرى بلا خوف و انعكس ذلك على فنهم خاصة في السينما اذ كانوا اول من عرض فيلما عن الحضارة الفرعونية و كانت البطلة التي شخصت كليوباترا هذه المرة سيدة سمراء و ليست سيدة بيضاء ذات شعر ناعم مسترسل و عيون زرقاء كما الممثلة اليزابيث تايلر .
هذا الامر تفتقر اليه امريكا لانها تفتقر لحضارة عريقة خاصة بها لهذا فإنها تعتمد على ابتداع ثقافة خاصة بها و تحب فرضها على الشعوب و تمهد لذلك بتشويه حضاراتهم او ضربها بالمرة كما تفعل الان بكل الشعوب التي تغزوها مثل العراق او ربيبتها اسرائيل التي تجتهد في طمس الحضارة الفلسطينية العريقة فتشوه معالمها خاصة في ميدان الاناقة و التجميل و لعلك سمعت ما تفعله الان بالكوفية الفلسطينية التي لم تستطع القضاء عليها و على ما ترمز اليه . لقد ابتدعت كوفية ذات لون أزرق !!
تقبل استاذي الفاضل كل التقدير و الاحترام
[/align]
|