عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 03 / 2009, 07 : 09 AM   رقم المشاركة : [19]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل

[align=justify]
تحياتي أستاذة سلوى
تحياتي للجميع
بداية أود أن أقدم اعتذاري عن التأخر بالمشاركة في هذا الموضوع الشيّق
لا شك بأن من طبيعة الإنسان أن يسعى دوماً للتميز كلٌ من وجهة نظره
من أكثر الأمور التي تؤرق الإنسان- أي إنسان- الشيخوخة ومظاهر الشيخوخة خصوصاً عند المرأة ومن هنا كان السعي الدائم على مر العصور للحصول على ما يعرف بـ " إكسير الحياة والشباب الدائم"
يقول أحد الأدباء أن أكبر إهانة يتعرض لها الإنسان هي الشيخوخة (الهرم والعجز) ولهذا في المقام الأول لا زال السعي حثيثا للوصول إلى منابع إكسير الشباب
وكما يتحدث أبو العتاهية عن الشيخوخة :

بكيت على الشباب بدمع عيني = فلم يغن ِ البكـاء ولا النحــيب
فيــا أسـفاً أسـفت عـلى شباب = نعاه الشيب والرأس الخضيب
عريت على الشباب وكان غــضاً= كمــا يعــرى الـورق القــضيب
أيــا لــيت الشـباب يعـــود يومــاً= لأخــبره بمـا فعــل المشــيب

من هنا نرى أن هذا السبب الأول للبحث عن الوصفات التجميلية والسعي في عصرنا لإجراء عمليات تجميل من شد ومط وحقن بوتكس وما شابه وإن كان هذا أوضح عند المرأة الشرقية عامة والعربية خاصة.

أما الناحية الثانية من حيث لجوء الفتيات اليانعات وبصورة مبالغ فيها لإجراء مثل هذه العمليات فهذا بالتأكيد معظمه مرضي كما تناولته صديقتي الغالية ( التي تطيل غيابها عنا) الأستاذة نزهة المكي خصوصاً وأنها خبيرة تجميل.
تأثير الاستعمار على مر العصور في مفاهيم الجمال واضح على كل الشعوب التي استعمرت.
كان العرب في الجاهلية يكرهون العيون الزرق ويصابون بالتشاؤم إن أنجبت إحدى النساء من يحمل عيون زرقاء وكانت صاحبة العيون الزرقاء لا أحد يتزوجها إلى أن جاء الإسلام و نهى عن التطير والتشاؤم
وما زلنا حتى اليوم نستعمل أمثال الجاهلية الموروثة : " لا عيوني زرق ولا أسناني فرق " وهو من الأمثلة القديمة جداً عند العرب وفق مفهوم أن صاحب العيون الزرق حسود و وجوده يجلب سوء الحظ، بينما سمات الجمال عند العرب كانت في العيون السوداء الواسعة وبينهما مسافة عين ، ذوات البؤبؤ الكبير والرموش العربية الطويلة ( عيون المهى ) .
ما الذي حصل في تغيّر مفاهيم الجمال عند العرب؟
لا شك أن الاستعمار يخلف شعور بالدونية والانكسار في النفوس خصوصاً حين يتعامل بعنصرية واضحة تجاه سكان البلاد التي يستعمرها ، ونحن استعمرنا على مدى طويل وكان أيضاً للأتراك تأثير واضح بتغيير مفاهيم الجمال عندنا، ومع الغربي ترسخ أكثر وباتت مواصفات الجمال : " أبيض اشقر وعيونه زرق "
النكسة الكبرى المجلجلة حديثاً حدثت مع سقوط العراق وتضخم الشعور بالعجز والهزيمة النفسية وبالتالي الرغبة في الانسلاخ عن الأمة المريضة العاجزة والهروب إلى نمط المحتل القوي، ورأينا مباشرة على الفضائيات موديل الكليب الغربي يفرض مفاهيمه وثقافته بعد هذه الضربة القاسمة لتظهر غانيات الملاهي الليلية ويتحولن من عورة كانت تستر ضمن جدران الملاهي الليلية وبيوت الدعارة السرية إلى أعلام وأمثلة تحتذى واستبدال الفن بالغانيات يدخلن كل بيت بجرأة مفاجأة لم نشهدها من قبل..
ورأينا لأول مرة الخليجيات شقراوات زرقاوات العيون و الجميع يطعم مفرداته باللغة الانكليزية حتى في لبنان مثلاً وهو من البلاد التي تأثرت بالاستعمار الفرنسي وكانت النخبة تستعمل لغة تعرف بـ (فرنكو أراب ) فجأة تحولت المفردات من الفرنسية إلى الانكليزية، ومعظم الشباب في الوطن العربي يريد أن يعبر فيدعي بأنه لا يجيد التعبير عن نفسه بالعربية ( التملص والتنكر) إلخ من صور الشعور بالدونية والهروب والإنسلاخ عن أمة مهزومة والانبهار بالمستعمر القوي.
وهنا ظهرت أيضاً عيادات التجميل وفروعها في المستشفيات بصورة مرضية ، وظهرت في الخليج صالونات ووصفات تبييض لون البشرة والكثير منها خطير إلى حد أنها تسببت بتشوهات وسرطانات في الجلد،ولو بحثنا في الانترنيت نجد وصفات ومركبات لا حصر لها لتبييض لون البشرة ، حتى شركات التجميل الغربية بدأت تنتج مساحيق موجهة للشرق الأوسط عامة والخليج خاصة تحت بند تفتيح لون البشرة.
طبعاً مواد الفضائيات العشوائية التي تبحث عن الربح السريع كان لها أكبر أثر في هذه الموجة المرضية المحمومة ، خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار البرامج المدفوعة لتسويق خلطات وأعشاب لبعض التجار وبرامج الترويج لعمليات التجميل واظهار رموز الجمال وحصره بغانيات شقروات ( جراء ما يقمن به) والذي أثر في كل شيء على الذوق وعلى الجمال ومقاييسه وتدهور الفنون فبات ظهور الكليب والأغنيات مرهون بالمبلغ الذي يدفع لترويجه والمدة التي تدفع لظهوره وكل غانية لديها عشيق ثري يدفع يفرض وجودها في كل البيوت عبر هذه الفضائيات حتى بتنا حقيقة نعيش ومعنا الأطفال والمراهقين في ملهى ليلي كبير...
كله على حساب الصوت والفن الأصيل و بات قاع المجتمع المثل المحتذى للشباب بكل أنواع الفساد.
وإن كانت المكاسب المادية هي المؤثر الرئيسي لما تسيء له هذه الفضائيات و قدر الهدم الذي تمارسه وخصوصاً مع عدم وجود أي رقابة عليها للأسف فالرقابة فقط على السياسة، أما الفساد بأنواعه لا رقابة عليه، وإن يكن بعض هذه الفضائيات تمارس هذا الهدم لعقول الشباب عشوائيا ً ومن منطلق مادي بحت حسب الموجة السائدة فبعضها الآخر منظم ومدروس ومن خلفه أخطر مما يمكن لنا تصوره، يكفي أن بعض هذه البرامج الرائدة في هذا المجال والمكلفة منقولة نقل حرفي حتى بديكوراتها عن بعض البرامج الإسرائيلية ولو أضفنا دليل على عدم براءة هذه المحطات، نجد الإعلانات مثلا الموجهة للجالية العربية في أميركا وكندا فيها ( ترغيب الشباب للعمل جواسيس ) والتي تنحصر بإعلانات المخابرات والشركات الأميركية المتعاقدة معها وفوائد الانضمام للعمل وخصوصاً في مجال الترجمة في العراق ( أكيد أستاذة سلوى رأيت مثل هذه الإعلانات حين زرت كندا الصيف الماضي على المحطات العربية ) وهل محطات تسوق للخيانة وترغيب الشباب في العمل كعملاء وجواسيس ضد بلادهم يمكن أن تكون بريئة ؟!
بالعودة إلى موضوع عمليات التجميل بعيداً عما يسوق ويفسد عقول وأرواح الشباب،
عمليات التجميل ليست كلها سيئة فبعضها ضروري فعلاً، لمن حصلت لهم حوادث شوهتهم أو وهذا الغالب عند سكان البحر الأبيض المتوسط " الأنف الكبير النافر الذي يشوه معالم الوجه " وكلنا نعرف أشخاص ملامحهم جميلة ويشوهها هذا النوع من الأنوف، كذلك بعض العيوب الخلقية مثل ما يسمى بشفة الأرنب ( المشقوقة) إلخ..
كل شيء له جانب إيجابي عندما يستعمل بتحفظ وبقدر الحاجة له وعندما يزداد عن الحد الطبيعي يتحول لمرض سلبي و آفة حقيقية خطيرة.
المشكلة الحقيقية في الموديل الغربي الذي يسوق لنا عبر هذه الفضائيات المفسدة والمشبوهة وتريد معظم النساء والفتيات تقليده بما بات يشبه الاستنساخ.
الجمال ليس صورة إنما هو التناسب ولكل شعب من الشعوب ملامحه التي ينبغي الحفاظ عليها بما يتلائم معه وهذا هو الجمال الحقيقي وإلا تصبح حكايتنا مثل حكاية الغراب الذي أراد تقليد الطاووس.
الملامح الشقراء وروحها لا تليق بها ما ينطبق على السمراء، وبما أننا من سكان البحر الأبيض المتوسط لدينا الأبيض والأسمر والأشقر، حتى الشقار عندنا لا يشبه شقار الغرب وله خصوصياته وهويته الخاصة.
الجمال أيضاً ليس مجرد مقاييس فيه الحلاوة والحلاوة غير الجمال وفيه الجاذب والروح الذي تنعكس عليه وتبرزه سلباً أو إيجاباً .
العرب لديهم مواصفات نادرة بسبب وجود الشرق الأوسط منطقة وسطى بين القارات الثلاث بالإضافة للسمات الشرق أوسطية وروحها المشتعلة.
هنا في كندا الرجولة على سبيل المثال سمة يوصف بها الرجل الإيطالي واللبناني، حسب الأشهر طبعاً اللبناني غالباً يعني العربي ولكن لكون اللبناني أشهر هنا وخصوصاً اللبناني المسيحي الذي يوصف بالانفتاح ولا يخشون منه كما يخشون من بعض العرب الآخرين ولكونه ينصهر بسهولة أكثر بالمجتمع.
المرأة العربية أيضاً مثلها مثل الرجل العربي متميزة، شديدة الأنوثة فاتنة.
ولعلّ أهم ما يميز الجنس العربي هو الملامح الواضحة والروح ولغة الجسد، فالعيون تحكي وكل شيء ينبض بالحياة، و أقرب مثل: " البريطاني " تنظر للعينين فتجدها زجاجية خالية من أي تعبير ولا تستطيع أن تفهم انعكاس الكلام أو الموقف عليه أو تتبين على الأقل مشاعره وردة فعله" بينما العربي تحديداً تفهم كل شيء من عينيه و ما يحاول أن يخفيه تفضحه عيناه ..
لغة الجسد، جمال أيضاً وجمال نادر ومعظمنا يعرف ما يسمى بالعيون الباردة وحتى الأيدي الخرساء وكثير مما يعرف بلغة الجسد البلهاء، وربما لهذا فالجمال العربي فيه جاذب لا تستطيع أن تتغلب عليه المقاييس الغربية ولهذا أيضاً المرأة العربية ملفتة للنظر أكثر من أي امرأة أخرى.
أما مرض ما يعرف باللون، الحقيقة ليس الموضوع أبيض أو أسمر أو حتى أسود، هناك ألوان جميلة وألوان قبيحة، الأبيض جميل حين يكون مزهراً مشرقاً وقبيح حين يكون شاحباً لأنه يشبه لون الأموات ونيجاتيف الصور، كذلك اللون الأسمر يوجد الأسمر المزهر ( البرونز) وهو لون في غاية الجمال ويوجد أيضاً السمار القبيح المزرق والذي يبدو ملطخاً، كذلك هناك سواد فاتن لامع معجون بالاحمرار وهناك سواد قبيح، اللون بالفعل لا علاقة له ولكن لو حاولت السمراء مثلا أن تضع المساحيق لكي تبدو بشرتها أبيض مما هي عليه يصبح لونها قبيحاً ويبدو بالفعل مزرقاً وملطخاً وغير منسجم مع ملامحها العامة وكذلك البيضاء التي تسرف باستعال الزيوت ومصابيح الاسمرار وما شابه يصبح لونها ملطخاً مقززاً مليئ بالنمش.
الجمال هو التناسب والجاذب الخاص بكل إنسان، كذلك الرضا والثقة بالنفس أهم بند من بنود الجمال.
لعلي أطلت كثيراً لكني أردت أن أقول كل هذا
دمتم وسلمتم
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس