رد: المرأة وهستيريا عمليات التجميل
[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام أعود اليكم مرة ثانية لاطرح قضية مهمة بخصوص عالم التجميل ، سبق و أن المح إليها الدكتور هشام البرجاوي في مداخلاته السابقة :
و لا أحد سيجادل في حقيقة إدراكهن لما يقمن به. لدى ذهاب المرأة العربية إلى صالون للماكياج أو عيادة الطب التجميلي فهي تدرك أن جزئيات من هذه النشاطات تتعارض مع مفهوم الأخلاق العامة داخل المنظومة الديونتولوجية الإسلامية.
هذه نقطة مهمة جدا فحب التجمل غريزة فطرية في الانسان عموما و المرأة على الخصوص و العقيدة الاسلامية لم تحرم هذا الجانب بل هذبته و وضعت له ضوابط معينة الهدف منها حماية الانسان من الحاق الاذى بنفسه .
للاسف كما أن هناك سوء فهم و تطبيق للعديد من الشرائع الدينية فإن هناك سوء فهم ايضا لنظرة الدين للجمال و التجمل سيطرت على مجتمعاتنا الاسلامية حتى اصبح ذهاب المرأة لصالونات التجميل محرم او تحوم حوله عدة شبهات و بما ان مسالة التجميل شيء مهم جدا في حياة المراة فإنها لا تجد امامها الا دخول معركة التحدي لتلبي رغبتها و إن لاقت المزيد من الاعتراضات فإنها أحيانا و بدل التراجع فإنها تهرب للامام الى أن تصل مدى غير مرغوب فيه أو يدخل في إطار الحرام بالفعل .
السبب في نظري هو سوء فهم المجتمع الاسلامي لهذا العالم و سوء فهمه ايضا لعقيدته كذلك حيث صبغ جميع الامور بصبغة دينية فقدس شكلياتها و غفل عن مضامينها وهذا امر خطير يتجلى لنا الان فيما اصطلح على تسميته " بالاسلام السياسي " حيث تكونت كيانات تنظيمية تحمل شعار الاسلام فتعلق المسلمون بتلك الكيانات و الرموز أكثر من العقيدة نفسها و هيأ الفرصة لبعض الجهلة او المضللين لاستغلال العباءة التنظيمية الاسلامية لفرض مفاهيم خاصة بهم على الناس و تكفير من لا يتقبلها . هذا الامر انعكس ايضا على مسالة التجميل حين ظهر مصطلح " الطب النبوي " الذي اتحفظ منه كثيرا و أفضل مصطلح الطب الطبيعي أو البديل .
فالعامة عندما حين تسمع بالطب النبوي ـ الذي اقتحم كل المجالات حتى التجميل ـ فإنهم يصبغون مسحة من القداسة على مدعيه او الانسان الذي يمارسه فيتفبلون جميع وصفاته و كانها نزلت في الكتاب الكريم و حين تقع بعض الاخطاء في هذه الوصفات و هذا يحدث كثيرا فإن هؤلاء يجلبون الاساءة للدين و العقيدة .
صحيح أن الرسول الاعظم قدم لنا وصفات معينة في الطب البديل أو النبوي حسب ما نسب اليه صلى الله عليه و سلم و منها وصفات في التجميل أثبت العلم الحديث صحتها و نجاعتها إلا ان هذه الوصفات لم توحى اليه و إنما نقلها هو ايضا عن محيطه و كانت مما ورثه عن الاجداد وهي طبعا قابلة للتحريف و التشويه مع مر العصور لهذا يجب أخذ هذا الجانب بعين الاعتبار حتى لا نسقط في شباك بعض المشعوذين و الجهلة ممن يستغلون الدين لتسويق تجارتهم .
كما تجب مراجعة النصوص الدينية التي وردت في بعض اشكال التجميل منها حديث " النامصة و الواصلة و الموصول لها " الشهير و الذي بمقتداه حرم بعض العلماء تهذيب الحاجبين و وصل الشعر بخصلات مصطنعة .
في حين ان بعض العلماء فسروا الامر بطريقة اخرى اجدها شخصيا هي الاقرب للصحة و ذلك حين ارجعوا الحديث لاسباب تنزيله و قصته الحقيقة التي تتلخص في سيدة جاءت للرسول الاعظم تطلب رايه في موضوع ابنة لها تعاني من الشعر الخفيف و هي مقبلة على الزواج هل تصل لها ام لا تصل اي هل تضع لها خصلات صناعية لتخفي عيبها حتى يراها اهل العريس جميلة أم لا ؟ فذكر صلى الله عليه و سلم ذلك الحديث لكن من باب انه لا يجوز الخداع و الكذب على العريس و اهله و بعد ذلك تكتشف الحقيقة ، عليها ان تقدم ابنتها على ما عليه فان ارتضاها لدينها و خلقها فهو كذلك و ان كان لا يعنيه الا الشكل فلا خير فيه . أما بعد ذلك فيحق للمراة ان تجمل نفسها بما تشاء بل هذا مرغوب فيه حين تتقدم في السن و تحصل لها تشوهات في الجسد بفعل الولادة و الارضاع التي غالبا ما تلحق اضرار بالشعر على الخصوص هنا بامكانها ان تتجمل حتى بوضع خصلات شعر صناعية لتبدو جميلة امام نفسها اولا لتزداد ثقة و امام زوجها ايضا و هذا الامر له تاثير كبير في استقرار الاسرة .
فاصل التحريم في هذا الجانب هو منع الكذب و الغش و الخداع و ليس التجميل في حد ذاته .
شكرا لكم
[/align]
|