الأستاذ الغالي طلعت سقيرق:
إن ما وصلت إليه بعد صدور مجموعتي الأولى ( اختيار) ومجموعتي الثانية / المشتركة ( صِبا ) يعد جيداً نوعاً ما في هذا الزمن الذي تضاءل فيه صوت الشعر ، فقد لاقت المجموعتان قبولاً طيباً بين من قرأهما.
أما بالنسبة لأنطولوجيا الشعر الفلسطيني الصادرة في الجزائر وإدراج اسمي ضمن هذه المجموعة من الشعراء المبدعين فإن ذلك يشعرني بالفخر ولا أستطيع أن أصف لك شعوري بالفرح عندما قرأت إعلان صدور الكتاب على شبكة الإنترنت فهذا يعني انتقال قصائدي إلى شريحة أوسع من القراء
أما ما أتطلع إليه فهو كثير جدا منه الوصول بشعري إلى قلوب أكبر قدر ممكن من القراء ، و محاولة نقل شعري إلى درجة أعلى من الإتقان والتطوير.
- نماذج من شعري:
أبي
- 1 -
إذا ما تسللتُ
بينَ سطورِ حياتكَ
كي أتنشقَ منْ راحتيكَ
رحيقَ الكفاحِ
وعطرَ الإباءْ
أراني
ألملم حفنة فخرٍ
وأُسْلِم ُ رأسي
لنجمِ السماءْ ..
- 2 –
أراكَ
إذا ما صحا الفجرُ
تصحو
وتمضي على طرقات العملْ
تُساقِطُ
عبءَ السنين الخوالي
وتفردُ عيناكَ ..
خيطَ الأمل ..
- 3 -
وحين يُحاصرني
الهمُ ...ما أصعبهْ !..
وزحمة أفكاريَ المُتعِبهْ
أراكَ أمامي ..
تمهدُ حلاً
وتلبسهُ روحكَ الطَيبهْ
- 4 –
وأنقشُ فوق الضلوعِ
أبي
يُزللُ لي
دربيَ المُتْعِبا ..
يلملمني
من عناءِ الحياةِ
بعطرِ ابتسامتهِ الطيبهْ ..
- 5 –
لكم كنتُ أحلمُ
أني ألملمُ
من خلجات الحروفِ
قصيدة
وها قد فعلتْ ..
لأجلكَ .. يا عُمرَ عمري
كتبتْ ..
- 6 –
لكم كنت أعشقُ
أن أحنيَ الرأسَ لكْ
لألقي بظاهر كَفِكَ
قبلة
بحبٍّ طبعتْ ..
وكم كنت أسعى
وأسعى
لنيل رضاكَ
فهل قد فعلتْ ؟ ..
ـــــــــــــــــــــــــ
أنا والليل
أطـلَّ الليـلُ يا سَمـْرا
ءُ ،مدَّ عَبَاءَةَ الضَجَرِ
وأغلـقَ خلفـهُ الأبـْـوَا
بَ ، أبقاني مع الصُوَرِ
مضى عامانِ ياسَـمْرا
ءُ ، جَفْنـي دائمُ السـَهَرِ
وشِعـْري دائمُ التـرحا
لِ ، بين الحرفِ والوَتَرِ
أٌغَني ، ليس بي فرحٌ
ولكن... هكـذا قـدري
أُغَني الأرضَ والأَمْجَا
دَ ، أعبر ُ لجَّةَ الفِكَرِ
وأَغـْزِلُ وجـهَ فاتنتي
على أرجوحـةِ القمرِ
أنـا جسـدٌ بـلا روح
فروحي الآن في سَفَرِ
تُسافرُ في دروبِ العُمْـ
رِ ، بينَ مرافئ ِالبَشَرِ
مضى عامانِ أبحثُ عَـنْـ
كِ ، بينَ الورد ِ والزَهَرِ
وأسـألُ كـلَّ قـُبــَّرَةٍ
على غصنٍ من الشَجَرِ
ولكـنْ دونَ أجـوبــةٍ
تجـيءُ إلـيَ بالخَبــَرِ
أطلَّ الليلُ ،لمْلمُ عنْ
خُدودي دمعةً تجري
وخاطَبني وكفُّ الصَمْـ
تِ ، تَمسَحُ أُفقَهُ القَمَري
تـَمهـلْ أيُهـا المُشـتـا
قُ ، حانتْ ساعةُ الظَفََرِ
ستـأتي من تُحِـبُّ إليـ
كَ ، عند تَبَلـُّجِ السَحَرِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باب الصباح
- 1 -
على شفة الجرحِ
كانت تنامْ
وحين استفاقتْ
رأت قطعاً من فُتات السلامْ ..!
فلمَّت ضفائرها ..
خصلة ً ..
خصلةً ..
وراحت تيممُ درب الغمام
- 2 –
رأت أمهاتٍ يزغردن فيها
وسنبلةً ..
فارقت عاشقيها
وبنتاً
تنادي أباها الشهيد
فلا يستجيب ..!
وهل يستجيبُ الذي
فَككت عمره
رشقات انتقام ؟!...
- 2 -
لها ..
كلَّما لملم الفجر عنها
غطاء الظلام
وأشرع باب الصباح الجديد
لها ..
كلما خبأ المجد بين أزقتها
ثائراً
أو شهيدْ
سلامٌ ..
سلامٌ ..
و ألف سلام
-3-
بلادي التي عتَقَتْ صبرها
من كروم الجليل
وراحت تديرُ
كؤوس الإباءْ
بلادي التي عبرت ذات يوم
على كفن الصمت والمستحيل
ومدت أناملها للسماء
لترسلْ مع شهقات الأصيل
وفوداً إلى سدة الشهداء
- 4 -
سلامٌ عليهم
وهم يصعدون .. إلى شُرف المجد
جيلاً
فجيل
سلامُ عليهمْ
وهم يسحبون .. غطاء الظلام
يلمون منه الصباح الجميلْ
سلامٌ عليهم
وهم ينقشون .. على جسد الأرض
حبّاً أصيلْ
سلامٌ على من غدوا شهداءَ
وقد تركوا الخوف إرثاً قتيل
سلامٌ ..
سلامْ .