[رشيد الميموني]

لا تخافي ميساء .. فانهيار الجبل حصل منذ مدة طويلة .. ورغم الأمطار الطوفانية هذا العام و ما خلفته من أضرار و انجرافات للتربة فإن الوضع الآن ممتاز مع حلول الربيع .
في حالة صادفنا يوم الخميس فسنقضي وقتا ممتعا في أرجاء السوق الأسبوعي بمنطقة "المضيق" على بعد 10 كيلومترات من أسيفان .. وسوف نرى توافد العديد من القبائل للتسوق .. ونطلع على الزي الجبلي للمنطقة و هو بالنسبة للنساء عبارة عن "شاشية" وهي قبعة واسعة مزركشة .. و "كورزية" وهي حزام ملفوف عدة مرات على الخصر .. ثم "طرابق" وهي عبارة عن غطاء جلدي أو صوفي لما بين الساق و الركبة .. وهو غطاء مستمد من عادة الراعيات وهن يلبسنه اتقاء لجرح الشوك أو اللأغصان .. أما الرجال فهم غالبا ما يلبسون الجلاليب ..

السوق يعج بالحركة و الضجيج .. يمتزج كل هذا بموسيقى من كل صنف وخصوصا الشعبية .. لكني أميل إلى "الطقطوقة الجبلية" وموسيقاها الرائعة وهي تغني عن الجبال والروابي والوديان .. و ألم فراق الأهل وغير ذلك من المواضيع المنظومة بكلمات نظيفة وبعيدة كل البعد عن الابتذال ..
لتناول الغذاء هناك مطاعم بلدية وهي عبارة عن بيوت من القصب وقد مدت في أنحائها مقاعد مستطيلة وطاولات ..
نصفق فيأتي النادل القروي وقد لفحته الشمس .. هيا أحبتي اطلبوا ما تشاءون .. لحم .. دجاج .. فاصوليا .. سمك .. أنتم في ضيافتي فلا تترددوا ..
السيارة ذات النقل المزدوج في انتظارنا .. هيا لنصعد .. كي نصل قبل المغرب .. لحظة رائعة لرؤية القرية و هي تتثاءب قبل أن يلفها الليل .. في بعض المناطق قد يتجرأ الخنزير البري و يتقدم حتى الطريق من أعلى الجبل .. لكن لا داعي للخوف ، فقد أكد لي أحد الرعاة ألا خوف من الخنزيرما لم يكن مجروحا .. لكن في ما لو التقيت به وجها لوجه فحاول أن تحيد له عن الطريق ولو اضطررت لإلقاء نفسك على العليق .. وهو نبات شوكي يعطي نوعا من التوت البري الأسود ..
وأترككم كالعادة مع مقطع من أغنية جبلية :
قوللي علاش كاتبكي //////// حبيبك دابا يوللـــــي
أيلي العايلـــــــــــــــة //////// قوللي علاش كاتبكي
طال الوحش يالــــــلا /////// ونسيتني من بالـــــــك
إلى اللقاء .