[رشيد الميموني]

الرحلة بلغت أوجها .. وتكللت بزيارة الكهوف و معانقة قمم الجبال حيث ترامت أمامي أودية تهدر بمياهها ..
كان وصولي - عفوا وصولنا - بعد الظهر بقليل .. لم تدم الاستراحة إلا دقائق ودبت في نفسي رغبة الارتماء في أحضان الغابات و الربى .. ومع حلول المساء هدأت كل الأصوات إلا خرير المياه و نباح الكلاب بين الفينة و الأخرى وخوار البقر .. يستقبلنا أحد البدويين بقصعة لبن طازج .. وسمن و بيض .. مع كأس شاي منعنع ..
بينما ظهرت وجوه بعض الصغار في وجل تتطلع إلينا في قضول .. وقد بدت عليها إمارات الصحة و العافية - اللهم صل على النبي - بينما كان أهل الدار في حركة دائبة لإعداد العشاء .. رائحة الدجاج البلدي بدت تتصاعد في الجو .. لا يمكن ألا نشعر بالجوع .. فالهواء المنبعث بين أشجار السنديان و العرعر لا بد و أن يجعل دمنا نقيا ودورتنا الدموية نشيطة بعد ساعات من المشي بين الربى و التلال .. ما ألذ الثريد بمرق الدجاج ..
أستأذنكم أحبتي في زيارة الأماكن العزيزة على قلبي و التي تركتها في المرة الأخيرة متشوقة لعودتي ..
أحس بشهية لكتابة شيء ما يدون هذه اللحظات .. من قمة الجبل إلى أسفل الوادي .. بين الربى و التلال إلى الشلال .. قرب الجدول .. في عمق الغابة وفي الكهوف ..
شكرا لتتبعكم و اهتمامكم .. وموعدنا مع الخاطرة عما قريب إنشاء الله ..
دمتم بكل الحب .