[قاسم فرحات]

الأستاذ الغالي طلعت سقيرق:

أسمح لي في هذه العُجالة أن أستعيد شيئاً من شريط الذكريات التي حملتها من سنواتي الثمانية الماضية منذ ذلك اللقاء الذي دار في العام ( 2001 ) ..

في ذلك اليوم حملت قصائدي وقصدت مكتبك في مجلة صوت فلسطين .. كنت حينها أحمل أفكاراً متزمتة في الشعر ورثتني إياها سنواتي التي قضيتها بعيداً عن مرشد في درب الإبداع الصعبة .. فعلاً إنها صعبة يا أستاذي الغالي .. كنت حينها متعلقاً بالقصيدة العمودية إلى درجة أنني لا أرضى النقاش فيها ...

بعد ذلك اللقاء المحور ي في حياتي الشعرية رحت أفكر في كلماتك الرائعة حول الأشكال الأخرى للقصيدة ..
قرأت الكثير والكثير لشعراء قصيدتي التفيلة و النثر ...

قرأت شعرك فسحرني ( طائر الليلك المستحيل ) و شدتني قصيدة السطر الواحد في مجموعتك الرائعة ( القصيدة الصوفية ) ..

قرأت لمحمو د درويش ( رحمه الله ) شاعر فلسطين الأول .. فتعلمت من شعره الإبداع المتقن و البراعة في تطويع اللغة .. و شدّ القارئ إلى عالم ساحر من الصور والأحاسيس .. ورفع القضية الفلسطينية إلى المحافل العالمية من خلا ل الشعر ..

قرأت للشاعر المصري أمل دنقل وفتنت بشعره ...كما قرأت لشعراء كبار أمثال .. أحمد عبد المعطي حجازي و محمد الفيتوري و عبد الوهاب البياتي و نزار قباني( أمير اللغة البسيطة في الشعر العربي) وغيرهم الكثير .. ولا أنسى طبعاً شعراء فلسطين الكبار ( سميح القاسم و توفيق زياد وفدوى طوقان ) ...

وفي قصيدة النثر قرأت لبعض شعرائها الكبار مثل : محمد الماغوط و أدونيس وأنسي الحاج و .. ، وفتنت كثيراً بنصوص محمد الماغوط

وبعد هذه القراءات الكثيرة أيقنت أن الشعر هو إبداع مهما كان شكله أو قالبه ... فالعمودي والتفعيلة والنثر والمحكي وغيره كل له جماليات الخاصة إن أحسن الشاعر صوغ القصيدة ...

القصيدة روح الشاعر تترقرق على الصفحات البيضاء مهما كان شكل المجرى الذي تسيل فيه ..