[قاسم فرحات]

الأستاذ الغالي طلعت سقيرق:

للأسف نحن نرى أن الإنسان الفلسطيني بشكل عام والشاعر الفلسطيني بشكل خاص وُضع في قالب الإنسان الخارج عن المألوف .. فهو دائماً مسكون بالحزن ، مشغول بالألم والعذاب .. يعيش في الغربة حتى لو كان في أرضه .. لا يتحدث كثيراً عن الأنثى في شعره فالأنثى الوحيدة التي يحق لها أن تتخلل في شعره هي الأرض .. الأرض الأم .. الأرض الحبيبة .. الأرض التي تلد الأبطال في كل حين ..

طبعاً أنا لا أقول أن على الشاعر الفلسطيني إهمال موضوع الأرض والمقاومة في شعره بل يجب أن يكون الفصل الأول والعنوان الأبرز في ديوان الشعر الفلسطيني حتى تتحقق العودة ..

مثلاً: محمود درويش – رحمه الله - (شاعر القضية الفلسطينية ) انتقل في بعض قصائده التي كتبها في السنوات الأخيرة لطرح بعض موضوعات الأنثى والحبّ .. من خلال ( درس من كاماسوطرا، كمقهى صغير هو الحبّ .. وغيرها.. ) .

الأنثى يا صديقي الغالي هي الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..

هي الخصب والعطاء, والحياة خصبة ومعطاءة ..

هي الجمال، والحياة ساحرة في الكثير من جوانبها ..

هي الحب والكره والوفاء والغدر والدلال والغرور وغير ذلك الكثير ..

بالنسبة لسؤالك الثاني:

إذا قِسنا الأمر على أساس أن الشباب هو الأمل والتفاؤل والمرح فأنت تصغرني كثيراً بالعمر .. لكنك تكبرني كثيراً بالإبداع والعطاء .

وربما كانت عبارة ( قابضها زيادة ) من أكثر العبارات التي أسمعها منك في لقاءاتنا الكثيرة . وهنا يمكن أن أبوح للأصدقاء ببعض أسرار هذه العبارة ..

أنا أيها الأصدقاء للأسف إنسان متقلب المزاج أتأرجح دائما بين التشاؤم والتفاؤل أو لنقل أنني أنا ( المتشائل ) على حد تعبير الأديب المبدع إميل حبيبي .. دفعتني إلى ذلك مهنة الصيدلة فأنا أشعر بالكثير من الضجر لممارسة هذه المهنة .. الصيدلة مهنة رائعة يلاشك لكن سبب انزعاجي منها بعود إلى أنها تشغلني طوال الوقت وتسرق مني الكثير من لحظات الإبداع .. حتى أنني أضطر في كثير من الأحيان إلى طرد الفكر ة الشعرية في أوقات العمل لأن تشتت الذهن هو العدو اللدود لهذه المهنة ..

و أحد الأسباب الرئيسية لهذه العبارة هو أنني أحمّل الأمور أكثر مما تحتمل كما يصارحني الكثير من الأصدقاء..