04 / 04 / 2009, 29 : 04 AM
|
رقم المشاركة : [4]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: الاكتئاب
السلاح الذي يوهن الاكتئاب:
المثابرة / المواظبة، بعد الإيمان هي السلاح الأقوى الذي نملكه لمحاربة الاكتئاب. إنه يساعدنا في كسر الدائرة المميتة والتي قد لا نشعر بتواجدنا فيها. كسر هذه الدئرة ينتج تأثيرات جانبية إيجابية: عادات جديدة قوية تعمل وكأنها أصهارنا أو أرحامنا.
كيف يمكن لهذا السلاح أن يحقق كل هذا؟
في البداية لنأخذ نظرة على هذه الدائرة المميتة.
عندما نلاحظ وصول أو حدوث الاكتئاب، ما هي ردة فعلنا؟!
خلال خبرتي وما مررت به من أحداث حصلت معي ومع آخرين ساهمت في مساعدتهم في التخلص من هذا الاحساس، فقد اكتشفت أننا بدايةً نتصرف بطريقة من اثنتين:
البعض منا تأخذه المفاجأة، فنحن لا نتوقع أن الاكتئاب سيعود مجدداً ولا نستطيع رؤيته أو الإحساس به وهو يبدأ ويتنامى فلا نشعر به إلا وقد أحاط بنا تماماً.
آخرون منا يدركون أن الاكتئاب شعور دوري يذهب ويعود فهم يفهمون مؤشراته ويشعرون بقربه ورسوخه.
هذه هي الخطوة الأولى من دائرة الاكتئاب، وسواء أخذتنا الدهشة والاستغراب من ظهوره أو أننا شعرنا بقدومه، فإننا غالباً نتصرف بالطريقة ذاتها تجاه الخطوة الثانية من دائرة الاكتئاب، وهذا الجزء هو الأكثر أهمية – وما يمكن أن نطلق عليه الجزء المميت.
دعوني أتحدث بطريقة مباشرة حتى يصبح حديثي مفهوماً أكثر وسأجتهد في أن أبتعد عن التسميات والتعابير العلمية قدر المستطاع:
بعد ملاحظة أنك تواجه حلقة أو سياق محبط، كيف تتصرف (كيف تكون ردة فعلك)؟
إن كنت مثل الكثيرين، فأنت تستسلم لهذا الاحساس، ولا تفعل شيئاً حياله بل تترك له المجال يتصرف في مشاعرك وأفكارك وسلوكك كيفما شاء.
فأنت تلوح بيديك يمنةً ويسرى وتقول؛ يا لهذا الاحساس المحبط، ترى متى سأتخلص منه !!! أو بالعامي
(أووووووووووووووه ردينا !!!)
وش اللي أقدر أسويه الحين؟.ولا شي ...
أنت بهذا تترك الأمراض تملي عليك كيف ستكون ردة فعلك عاطفياً (الشعور)
مزاج متعكر ونوبات من الشك والريبة تتحكم بك حتى يقرر الاكتئاب أن يغادرك وتكتمل الدائرة في هذه اللحظة ،،
بعدها تنتظر لا إرادياً الدائرة الأخرى لتبدأ.
لكن ماذا سيحصل لو أنك غيرت الدائرة؟
صدق أو لا تصدق، فذلك من ضمن حدود قدرتك وقوتك التي وهبها الله لك،،
قد لا تكون قادراً على إيقاف الاكتئاب من التسلل إليك وخلالك، إلا أنك بالتأكيد تستطيع أن تختار الطريقة التي ستتعامل بها معه (كيفية استجابتك لهذا الشعور الذي يداهمك) ،،
اسمح لي أن أزرع هذا في ذهنك الآن لتفكر به
قد لا تستطيع التأثير على الشعور الذي يداهمك، إلا أنك أنت من يملك القدرة على التحكم في سلوكك لا الشعور الذي تشعر به ،، أنت من يختار سلوكك .. أتدري لماذا ؟؟؟
لأنك أنت من يقوم بهذا السلوك ..
من هنا تكون نقطة الانطلاق وتأهيل السلاح الذي تقاتل به الاكتئاب وهو المواظبة والمثابرة. وكأنك تقول للإحباط:
لن أستسلم لك أبداً، أنت قد تستمر لتكون مصدر إزعاج لي، ولكنني سأحاربك بكل ما أملك.
مشاعري ليست ملكاً لك، وأنا أرفض وبقوة أن أتركها رهينة لك دون إبداء أي مقاومة،
قد تسقطني أرضاً، إلا أنني في داخلي قد قررت أن أتابع النهوض، وسأقاومك وأحاربك طوال الوقت ولن أمل أو أكل...
ما الذي يحققه مثل هذا التصرف؟
• إنه يكسر دائرتك المعتادة، فأنت لم تعد تستسلم عندما يهاجمك الاكتئاب.
• عملية مقاومة الاكتئاب -حتى لو لم تشعر بذلك – تعطيك قدرة أكثر للتحكم في انفعالاتك (ردود الأفعال الناتجة عن المشاعر) وتساعدك في تخطي الاحساس بأنك دوماً ضحية.
• كلما قررت محاربة الاكتئاب متى ما ظهر، فأنت تبني ثقة بداخلك، وفي أغلب الحالات فإن هذا التصرف يقلص الفترة الزمنية التي يقضيها الاكتئاب معك.
• استخدام سلاح المثابرة بانتظام وثبات يبني عادات قوية في سلوكياتك وتصرفاتك، فاستخدمه بالقدر الكاف لتصل أخيراً إلى محاربة الاكتئاب حين وصوله حتى دون أن تتنبه إلى ذلك. (يتحول الأمر إلى عادة لا واعية من قبلك)
هل تسمح لي أن أمنحك كلمة تشجيعية؟
إن جهد قليل منك تجاه الدور الذي يتوجب عليك فعله سيكون نافعاً حتى لو لم تكن قادراً فعلياً على محاربة الاكتئاب هذه المرة، إلا أن البداية ومحاولة ذلك لهو دليل وإثبات على أنك حققت تقدماً ملحوظاً.
إن اتخاذ قرار أن تفعل ما بوسعك في كل مرة تشعر فيها بالاكتئاب لمقاومته سيجعل منك أقوى في المرة القادمة.
والآن أخي الكريم .. أختي الكريمة ...
حتى وإن واصل الاكتئاب الإيقاع بك، فليكن أول ما تفكر به وأنت تسقط هو:
معاودة النهوض ليكن هذا قرارك فيه ستصنع سلاحك بإذن الله..
منقول
|
|
|
|