عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 04 / 2009, 04 : 12 AM   رقم المشاركة : [29]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور .. باللون الأحمر ) ’’ المجموعة السادسة ’’

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
(( صور ... باللون الأحمر ))
( المجموعة السادسة )
بقلم / سليم عوض علاونه
غــــزة الصمــــود
++++++++++++++
( الصورة الأولى )
كانت تقاسى آلام المخاض وحيدة .. سوى من أطفالها الصغار من حولها .. والذين لا يستطيعون بأي حال من الأحوال تقديم أي نوع من العون أو المساعدة لها .. المكان ناءٍ .. القصف الوحشي المتوالي يزلزل المنزل .. الأطفال ينكمشون حولها .. العيون جاحظة .. القلوب واجفة .. والأم تقاسي آلام المخاض المبرحة .. تتلوى بصمت .. تكظم الآهات والعبرات .. فلا أحد يستطيع الوصول إليها وإليهم .. فالمكان ناءٍ .. والقصف يحيط بهم من كل الأرجاء .. وكل الأنحاء .
القصف الهمجي يهدأ رويداً رويداً .. سوى من أزيز متواصل لزخات متلاحقة من الأسلحة الرشاشة .. لغط غريب يقترب تدريجياً .. أصوات أقدام تدق الأرض بعنجهية .. تقترب منهم .. الطلقات الرشاشة تطغى على المكان .. يفزع الأطفال الجزعين .. ينكمشون أكثر .. يحاولون الاحتماء بالأم التي تقاسى آلام المخاض ..
ثلة من جنود العدو تقتحم المكان عنوة .. بصخب وحشي .. بدفعات متوالية من رشاشاتهم القاتلة .. تقع أبصارهم على الأم وأطفالها .. يتوقفون عن إطلاق الرصاص بعد تلقيهم إشارة من يد الضابط ..
يسألها الضابط بعنجهية وبلكنة غريبة عن الأطفال .. تخبره وهي ترتجف بأنهم أطفالها .. يبتسم ابتسامة شيطانية .. يدفع الأطفال بقوة وعنجهية بعيداً عن الأم ... يبدأ بإطلاق الرصاص عليهم .. يبدأ بالكبير .. يطلق عليه رصاصة .. تصاحب تماماً ( طلقة ) المخاض عند المرأة .. طلقة ثانية على الطفل الثاني .. ( طلقة ) ثانية من صراع الأم مع المخاض .. طلقة ثالثة .. رابعة .. خامسة .. يقع الأطفال على الأرض مضرجين بدمائهم .. يصرخ الطفل الوليد صرخة الحياة وهو يرى النور .. يتنبه الجنود للأمر ؟؟ فثمة طفل جديد .. طفل وليد .. يأخذون بالتحرك نحو الأم وطفلها الوليد .. تحمل المولود بين يديها .. ما زال يقطر دماً .. ما زالت الأم تنزف دماً .. ما زال الأطفال ينزفون الدماء بغزارة ..
تتراجع الأم إلى الخلف .. يلاحقونها .. تتراجع .. يلاحقونها .. تصطدم بإناء بلاستيكي ضخم .. يطلق نحوها أحد الجنود برصاصة ... ينقلب الإناء على الأرض .. يسيل منه البترول الذي كانت تحتفظ به الأسرة لوقت الشدة .. يشتعل البترول .. يشتعل المكان .. أصوات الإنفجارات تتوالى .. وأصوات الجنود تتعالى ..
مصادر العدو أعلنت بعد ساعات بأن خمسة جنود قد قتلوا بنيران صديقة ؟؟!!
الأم .. ما زالت ترقد في السرير الأبيض في مستشفى المدينة .. وهي تعاني من حروق شديدة في شتى أنحاء جسدها .. بينما رائحة البترول ما زالت تعبق من شتى أنحاء جسدها لتنتشر بالمكان .. وهي ما زالت تحتضن بقوة .. جسد طفل وليد .. محترق .. متفحم .
++++++++++++++++++
( الصورة الثانية )
اتصلت القيادة بالطراد العسكري الذي كان يجوب الشاطئ جيئة وذهاباً .. القيادة أخبرت قائد الطراد بأن أجهزة الرصد لديها .. وصور الأقمار الصناعية .. وطائرات الاستطلاع والتجسس قد رصدت قارباً مشبوهاً على شاطئ البحر ؟؟ .. ويحتمل أن يكون به بعض رجال المقاومة .. بل من المؤكد ذلك .. وعليه أن يقصفه فوراً ..
اقترب قائد الطراد من المكان .. من الشاطئ .. حيث أشارت القيادة بوجود القارب .. لم يجد شيئاً .. اقترب أكثر .. فأكثر .. بحث في كل الأماكن على الشاطئ .. أخيراً .. اكتشف وجود قارب بالفعل .. اتصل بالقيادة يعلمهم بالأمر.. أخبرهم بأن القارب الذي تم رصده .. ما هو سوى قارب صغير جداً من ورق .. مجرد لعبة يلهو بها طفل صغير على الشاطئ .. جاءه الرد سريعاً من القيادة : " اضرب القارب قذيفة .. واضرب الطفل عشر قذائف " ؟؟!! .
+++++++++++++++++
( الصورة الثالثة )
غادر الجميع المنزل .. فالمنطقة أصبحت معرضة للقصف بشكل مكثف .. لم يبق فيه سواها .. تركوها مكرهين .. فهي لا تستطيع الفرار .. أو الهروب من المكان .. ولا حتى السير على الأقدام .. فهي امرأة مسنة .. مريضة .. مقعدة .. مشلولة .. بدينة بشكل غريب .
أحد جنود العدو اقتحم المكان مزمجراً معربداً ... اصطدم بصره بالمرأة البدينة المقعدة .. اقترب منها هادراً صاخباً يسألها عن سبب وجودها في المكان وعن سكان البيت .. أصابتها الرجفة .. الاضطراب .. الارتعاش .. بصوت متحشرج أجابته بأنهم خرجوا جميعاً .. هربوا من المكان .. زمجر معربداً يسألها لماذا لم تلحق بهم .. لماذا لم تذهب معهم ؟؟ .. أخبرته بأنها مريضة ... مقعدة ... مشلولة ..
ابتسم ابتسامة شيطانية عريضة .. اقترب منها مطمئناً.. أخبرها بأنه إنسان ..إنسان ..وله أم ..عجوز مثلها .. وأعلمها بأنه سيعالجها الآن ؟؟!!.. سيعطيها الدواء الشافي فوراً .. وكاشفها الأمر بأن علاجها يحتاج لدواء كثير .. وهو لا يحمل مثل كل ذلك العلاج .. استدعى بقية رفاقه من جنود العدو .. همس في أذنهم بكلمات .. ابتسم الجميع ابتسامات صفراء شيطانية .. واشترك الجميع في تقديم الدواء لها .
عند حضور سيارة الإسعاف للمكان فيما بعد .. عاين الطبيب المرافق الأمر .. وأكد وجود أكثر من مائتي ثقب .. في جسد المرأة المسنة المشلولة .
++++++++++++++
( الصورة الرابعة )
قائد طائرة " الهليوكبتر " العسكرية اتصل بالقيادة .. أعملهم بأن طفلاً صغيراً قذف بحجر نحو الطائرة !! .. طلب من القيادة إعلامه عن التعليمات التي يتوجب عليه القيام بها .. كان الرد من القيادة سريعاً ..بل سريعاً جداً .. " عليك بإطلاق رصاصات المدفع الرشاش على الطفل وقتله فوراً " ؟؟ ..
قائد الطائرة يعاود الاتصال بالقيادة .. يعلمهم بأن الطفل الذي شكل الخطر على الطائرة بقذف الحجر نحوها .. قد فر ناحية مجموعة من الأطفال يلهون في أحد الأزقة واندس بينهم .. طلب من القيادة التعليمات الجديدة الواجب عليه القيام بها ... جاءه الرد سريعاً .. إياك أن تفعل شيئاً .. لا تطلق النار من مدفعك الرشاش على الطفل .. عليك بالانسحاب من المكان فوراً .
بعد ثوانٍ قليلة .. كانت طائرة مقاتلة من طراز أف 16 تطلق على الأطفال قنبلة فسفورية من ذوات الوزن الثقيل ؟؟ .
++++++++++++++
( الصورة الخامسة )
أعطي الإشارة المتفق عليها للطائرة لقصف المنزل الثالث من ناحية الشمال من مفترق الطرق .. في الحيّ الكبير .. قذفت الطائرة بحممها على المكان الذي أشار إليه ..
أخذ يعدو ناحية المكان ليرى نتيجة القصف المدمر .. وصل المكان ...وقف مشدوها ... أصابته الدهشة .. صعق .. تمتم وكأنه يهمس لنفسه :
" لقد قلت لهم أن يقصفوا المنزل الثالث من ناحية الشمال ... وليس من ناحية اليمين ... يبدو أن الطيار قد أخطأ تحديد الاتجاهات .. ولكنه بخطئه هذا قصف منزلي بدل أن يقصف منزل رجل المقاومة الذي وشيت به ؟؟ .. "
لم يلبث همسه أن ارتفع شيئاً فشيئاً .. أخذ يركض في كل اتجاه كالمجنون .. وهو يصرخ ويكرر العبارة .. إلى أن وصلت إلى مسامع الجميع .
تجمع القوم من حوله .. بعد أن سمعوا ما تفوه به من أمر خطير .. فتأكد لهم الأمر بشكل جدي وواضح ..بعد أن كان مجرد شك سابق بالشاب .. تحلقوا حوله .. من كل ناحية .. قرروا أن يفتكوا به .. جزاءً وفاقاً لما اقترف من إثم ومن آثام سابقة .
ما إن هموا بالهجوم عليه وهم يهدرون .. حتى كان صوتاً هادراً مزمجراً يطغى على كل الأصوات .. قصف مدوٍ صاخب .. أحال المكان إلى جحيم ..
أحضروا النعوش التي تحوي الجثث المحترقة إلى المسجد للصلاة عليها قبل دفنها .. عندما وصل النعش الذي يحوي جثة الشاب .. هتف الإمام صاخباً :
- أخرجوه من هنا .. أخرجوه بسرعة ... فمثل هذا الكلب لا يصلى عليه في المساجد .. ولا يدفن في مقابر المسلمين .
++++++++++++++
( الصورة السادسة )
اجتاز الحدود برفقة مجموعة من أصدقائه الجنود.. تمنطق بسلاحه الشخصي .. تمترس بالدبابة الضخمة.. أحكم الخوذة على رأسه .. ارتدى الدرع الواقي من الرصاص .. ورغم ذلك كله كان يرتجف ويرتعش ..
أطلق قائد الدبابة القذيفة الأولى نحو منازل سكان الحيّ الآمنين .. القذيفة الثانية نحو السكان أنفسهم .. الثالثة نحو مسجد الحيّ .. الرابعة نحو المدرسة .. الخامسة نحو مزرعة الدواجن .. السادسة نحو أشجار الزيتون .. السابعة كانت صاخبة أكثر من كل سابقاتها .. مدوية كالرعد المجلجل .. زلزلت المكان .. .. طوحت بالدبابة في الهواء .. تناثرت جثث الجنود من حولها ..
نظر ناحية جثث وأشلاء أصدقائه من الجنود .. لاحظ أن الدماء تنساب من وجهه وجسده بغزارة .. ارتجف .. اضطرب .. جزع .. سارع إلى الهاتف النقال .. مر بأصابعه المرتجفة على الأرقام .. هتف بصوت متحشرج واهٍ من بين الدموع والدماء ..
-ماما ... أرجوكي ... أدركيني بسرعة .. فأنا بحاجة وبشكل سريع .. إلى قطعة "بامبرز " ؟؟!!! .
[/align][/cell][/table1][/align]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس