أهفو اليك كما يهفو الطفل الى حضن أمه
امي ..
عفوا مدينتي
يا كل هذا العالم الذي يسيجني
يا أنت ..يا عشق كل المتيمين
وحلم كل الضائعين
مدينتي
....
تسرقني ليالي الغربة
من حضن قلبك
ضائعة من دونك
امي
مدينتي
طفولتي
فرحتي
…
كيف لمساء قلبي
ان يعانق فرح
صباحاتك
المعطرة بنكهة
القهوة ..الموزعة
اطياف عشق
تلم أشتات العناوين
......
أمي
تمر السنة ..وقلبي وحيد
كيف السبيل
وكل المساءات ترفض
فرحي
بعيدا عنك..
كل الحقائب
والشوارع
وجواز السفر
كل عدتي
وعتادي
في عراك مع
نفسي
فأين أجد عنواني
لأسكن طفولتي
يهددني حضنك
وتراقبني عيناك
حتى استسلم للنوم
فيرتاح جفنك
قليلا
ثم
يطل على نومي
عدة مرات
كي يطمئن
أن لا كابوس
يعكر صفو
تفاهاتي
.....
يا أنت
يا أعظم
أنت
يا أمي
يا نور الجنة
وعطر المسك
كيف لي
أن أعود
الى حضنك
الى عش أتقنت
نسج خيوط حبه
وبصمت بكثير
من العطف
فلم يبق لنا
الا أنت
كيف السبيل
اليك
وانت من
تدفعيني
للبعد عنك
بقولك انها سنة الحياة
فأي جور هي هذه الحياة
أقبل غيابك
وحضورك
واحضن دمعي
وحزني
وتعبي
واستسلم
لكوابيس حلم طويل
ثقيل..
ولا احد يراقب نومي
ويبعد الكوابيس عني
فتأتي صباحاتي بدون
نكهة البن
ولا نوار العشية الذي
احببت
....
أرنو من نافذة حزني على الشارع
الطويل
انتظر قدومك الكاذب
تحملين الي ابتسامات
الصباح
ومشاغبات المساء
...
ويأتي الليل عابسا
مكشرا أنيابه
يستعد لالتهام جسدي
المهيأ بالنواح
والبكاء في ليل
كموج بحر أرخى علي بالهموم #
سدوله#
...
آه أمي
مدينتي
تعبت
وتعب التعب
من تعبي
....
فريدة ابراهيم