عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 04 / 2009, 24 : 02 AM   رقم المشاركة : [38]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور ... باللون الأحمر ) ’’ المجموعة السابعة ’’

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
( صور ... باللون الأحمر )
بقلم / سليم عوض علاونه
" المجموعة السابعة "
+++++++++++++++++++++
( الصورة الأولى )
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ .. تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
-هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. انهضي .. قومي .. اخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. أحضرت لك ما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..
كان القصف قد اشتد بشكل جنوني .. يطال كل الأماكن .. كل الأشياء .. كل الأحياء .. تلوت الطفلة من الخوف .. لجأت إلى صدر أمها عله يحميها من شبح الموت الذي يدور في كل مكان .. ضمتها الأم إلى صدرها بحنان وحب .. علها تحميها .. جف حلق الفتاة .. طلبت من الأم كوباً من الشاي .. علها تطفئ الظمأ وشيئاً جفاف الحلق .. أخبرتها الأم بأن الشاي قد نفد منذ زمن بعيد .. والغاز .. والبترول .. فكيف تستطيع أن تلبي مطلبها ..؟؟!! .. كررت الطفلة الطلب عدة مرات وهي تبكي بألم ومرارة .. تأوهت الأم .. تحركت من مكانها لتبحث عن إناء الشاي علها تجد به شيئاً .. وجدت به بعضاً من الشاي ... مجرد بقايا البقايا .. مدت أصبعها في الإناء .. أخرجت منه تلك البقايا .. وضعتها على فم طفلتها علها تهدأ .. زاد صراخ وبكاء الطفلة .. راحت تطلب الشاي من جديد بإلحاح غريب ..
قصف مدمر أصاب المنزل .. جعله ركاماً .. حطاماً .. أصيبت الأم ببعض الإصابات .. أخرجوها من بين الركام والأنقاض .. ولم يلبثوا أن أخرجوا الطفلة .. كانت إصاباتها بليغة قاتلة .. ألقت الأم بنفسها إلى جانب طفلتها .. فتحت الطفلة عيناها المغرورقتين بالدموع والدم .. هتفت بالأم :
-أمي .. أرجوكِ .. أريد كوباً من الشاي ؟؟؟!!
بين القبور تجري هنا وهناك .. تصرخ .. تولول .. تبكي .. تئن.. في يدها تحمل وعاء الشاي .. تدور بين القبور دورات سريعة متعاقبة يصاحبها صوت الصراخ والنداء المتكرر .. لم تلبث أن تقف عند أحد القبور .. تهدأ قليلاً عن الحركة .. وعن الصراخ..تـتأمل القبر بتمهل .. تتمتم بكلمات هامسة رقيقة .. فيها نشيج البكاء .. ونبرة الألم والحزن ..
-هيا ابنتي .. هيا طفلتي .. أنهضي .. قومي .. اخرجي من القبر .. فها أنا قد أتيت لك بما تطلبين .. بما تريدين .. ها هو " إبريق" الشاي .. هيا انهضي .. هيا .. لتشربي الشاي ..
+++++++++++++++++++++++
( الصورة الثانية )
كالليث .. وقف يحمل سلاحه المضاد للدروع .. تهيأ لاستعماله .. ظهر الهدف أمامه .. لم يكن الهدف بالشيء العادي .. هو كان قد سمع عنه .. قرأ عنه .. رآه على شاشة التلفاز .. لم يكن يعلم بأنه في مثل هذه الضخامة .. بمثل هذا الشكل المخيف .. كأنه حيوان خرافي من عصور ما قبل التاريخ قد بعث من جديد .. طود مخيف .. جبل شاهق .. برج متنقل .. أصابه شيئاً من الخوف .. أصابته الرجفة .. شعر بالوهن يدب في أوصاله .. تساءل في سره وقد جف حلقه .. " وماذا عسى أن تفعل هذه القذيفة الصغيرة التي يحملها .. مع هذا الجبل المتحرك ؟؟؟ " .. أحس بثقل في جسده .. خدر في يديه .. سقط السلاح القاذف عن كتفه على الأرض .. اقترب الهدف .. زاد الخوف .. زادت الرعشة .. لجأ إلى الله بكليته .. إلى الدعاء .. استنجد بالله ..
لم يخذله الله ... ولا جند الله ... أحس بسلاح القاذف الصاروخي يرتفع عن الأرض .. يثبت على كتفه بقوه .. صوت روحاني يهتف به .." اضرب .. اضرب ولا تخف .. فالله معك " ..
استجمع قواه .. أطبق بقوه على السلاح .. ضغط الزناد بيد من حديد .. صرخ بقوة وحماسة : " الله أكبر .. الله أكبر " .. تهاوى البرج الشاهق .. تحطم الجبل .. تناثرت أجزاء الدبابة في كل مكان ..
++++++++++++++
( الصورة الثالثة )
همست الأم لزوجها : .. الطفل يأخذ مصروفه مزدوجاً .. منك ومني .. أتراه أصبح مبذراً إلى مثل هذا الحد ؟؟ ..
استدعى الأب طفله .. سأله عن الأمر .. وعن حقيقة ما أسرت به الأم له .. تلعثم الطفل قليلاً .. هتف بصوت متحشرج : .." نعم هو كذلك يا أبي " .. سأله الأب عن سبب الزيادة التي طرأت عليه في مصاريفه بهذا الشكل .. أجاب الطفل : .. أنا لا أصرفه يا أبي مطلقاً .. بل أنا أدخره .. " عجب الأب من الأمر .. سأل الطفل عما ينوي أن يفعله بالمصروف الذي يدخره .. أجاب الطفل بقوة وإصرار .. " أريد أن اشتري به " صاروخ " ؟؟؟!! عجب الأب للمرة المليون .. هتف : صاروخ ؟؟!! .. ولماذا يا طفلي العزيز ؟؟ .. أجاب الطفل بقوة وحماسة : لكي أقتل به الأعداء الذين قتلوا أخي الطفل " بيان " في الأسبوع الماضي بصاروخ كبير ...؟؟!!
++++++++++++++
( الصورة الرابعة )
القصف الأهوج طال جميع المنازل .. والسكان الآمنين .. ومجموعة من الأطفال الذين كانوا يجلسون في أحد الأزقة وصلهم القصف أيضاً .. أصاب منهم من أصاب .. قتل منهم من قتل ..
اندفعت سيارات الإسعاف .. وسيارات الدفاع المدني .. لإنقاذ المصابين والجرحى .. وإخلاء الشهداء ..
أحد المسعفين اقترب من المكان .. اقترب من شاب مصاب .. الإصابة كانت خطيرة .. ورغم ذلك كان الشاب يتمتم بالشهادة .. والحمد لله .. وهو يحاول الاستناد على يديه للنهوض .. حمله المسعف إلى سيارة الإسعاف .. التي انطلقت بسرعة نحو مستشفى المدينة .
أدخل الشاب المصاب إلى غرفة العمليات الجراحية ... دخل عدد من الأطباء إلى المكان لإجراء العملية الجراحية العاجلة للشاب .. كشفوا عن جسده .. وقفوا واجمين مشدوهين .
في نفس تلك اللحظة .. كانت تدخل إلى باحة المستشفى سيارة إسعاف أخرى .. يهرع رجال الإسعاف لإدخال المصابين والجرحى إلى الداخل .. يدخل شاب آخر إلى غرفة العمليات وهو يحمل أشياء مغطاة بين يديه .. يتقدم نحو الأطباء الذين وقفوا واجمين .. يهتف بصوت متحشرج تخنقه العبرات المتحجرة :
-انتظروا لحظة أيها الأطباء .. انتظروا لحظة .. أعرف بأنكم قد توقفتم عن إجراء العملية الجراحية العاجلة للشاب المصاب .. حسناً.. لتبدأوا بالعمل الآن .. فوراً .. فها أنا قد أحضرت لكم النصف الآخر ... النصف السفلي للشاب ؟؟؟!!!
+++++++++++++++
( الصورة الخامسة )
مركز القيادة يتصل بقائد طائرة " الأباتشي " .. يبلغه عن وجود سرب من الطائرات المعادية ؟؟!! .. يطلب إليه سرعة التوجه إلى المكان .. وتحديد الأهداف .
يتوجه قائد الطائرة إلى المكان الذي أشارت إليه القيادة .. يبحث في سماء المكان .. في كل الأنحاء .. يقع بصره على الهدف .. يتصل بغرفة القيادة .. يعلمهم أن الهدف عبارة عن مجموعة من " الطائرات الورقية " التي يلهو بها الأطفال .. يسأل عن كيفية التصرف بالأمر ..
تطلب منه القيادة مغادرة المكان والانسحاب فوراً .. توصيه بعدم المساس بالطائرات الورقية .. ولا المساس بالأطفال ..
بعد لحظات .. سرب من الطائرات الحربية المقاتلة تحيل الأرض والسماء إلى جحيم .
++++++++++++
( الصورة السادسة )
اقتحم جنود الاحتلال المكان .. بعد أن صبوا جام غضبهم عليه .. وبعد أن قصفوا كل الأماكن ..
دخل الجنود إلى الحي النائي .. المتهدم .. عاثوا فيه فساداً .. راحوا يقصفون قمم مآذن المساجد .. الطوابق العليا من الأبراج .. المحلات التجارية .. والمنازل .
" سوبرماركت " كبير ضخم تعرض للعبتهم القذرة.. قذفوا أبوابه بأسلحتهم المختلفة .. فتهاوت إلى الأرض ... دخل الجنود إلى المكان .. عاثوا فيه فساداً .. سرقوا محتوياته .. سرقوا النقود المتواجدة .. وما لبثوا أن اندفعوا نحو رفوف " البامبرز " ؟؟!! سلبوها بالكامل .
بعض الجنود في الخارج كانوا قد تأخروا قليلاً عن الدخول للمحل التجاري الكبير .. هالهم أمر الجنود الذين سبقوهم واستحوذوا على ما فيه .. رأى الجنود ما استحوذ عليه أصدقاءهم .. اندفعوا نحوهم .. حاولوا تخليص ما بأيديهم .. على وجه الخصوص .. وبالتحديد .. أكياس " البامبرز " .. فهم بحاجة ماسة لها !!.
استمات الطرفان في الاستحواذ عليها .. هؤلاء يحاولون تخليصها من بين أيدي أصدقائهم .. وأولئك .. يستميتون بالدفاع عنها .. ويتمسكون بها بقوة ...
تتطور الأمور بشكل سريع من التلاسن .. إلى التماسك بالأيدي .. ثم ...
بعد لحظات .. المصادر الإسرائيلية الرسمية تعلن عن مقتل خمسة جنود .. بنيران صديقة ؟؟!!
[/align]
[/cell][/table1][/align]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس