عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 04 / 2009, 28 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
خالد حجار
شاعر

 الصورة الرمزية خالد حجار
 





خالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud ofخالد حجار has much to be proud of

Lightbulb قصة رمزية/ يُحكى بأن الكلبَ

قصة رمزية
يُحكى بأنَّ الكلبَ
يُحكى بـأنَّ الكلبَ فكَّـرَ مـرَّةً
يستصرخـنَّ مِـنَ النباح زئيرا
ومضى إلى الغابات يطرق بابها
وجدَ الهزبرَ مـن الجراحِ أسيرا
أسرى إليه وصار يصبغ كفَّـهُ
بـدمـائـه مُـتخيِّـراً تشهيـرا
ودعـا الكلاب لكي ترى أفعالهُ
نظـروا الهـزبر فعيَّنوه أميرا
وَطَـأ العرينَ وإذ بشبلٍ جائعٍ
مُلقىً على عرش العرين صغيرا
سألوه مَـنْ هذا الغريب أجابهم
هـذا صغيـري فاطعِموه كثيرا
وضعَ الكُليبُ لـه وزيـراً ثعلباً
وعلى الحـراسةِ عيَّن الخنزيرا
رسم الوزيرُ إلى الهزبرِ فرارَهُ
وقـرارهُ إذْ أحْسَنَ التـقـريرا
ووشى إلى فكرِ الأميرِ بقولـه
قـد يُصبحُ الشبل الصغير خطيرا
صَرَخَ الأخيرُ محـذراً هذا ابننا
ضَحِـكَ الوزير وزاده تحذيرا
فغـداً تـراه مُغـايراً عما ترى
وعلى حمـانـا قد يكون مغيرا
بكِّـرْ بقتلِ الشبلِ يكبـرُ مُلْكُكُم
كِـبَـرُ المخاطر يقتضي تبكيرا
قَبِلَ الأميرُ الـرأيَ أنْ يغتالـه
ودعـا الـوزيرَ ليرسمَ التدبيرا
* * *
أخَـذَ الوزير الشبل نحو مغارةٍ
لينـالَ صيـداً طيبـاً ويسيـرا
ما أنْ تَلَـمَّـظَ واستشاطَ زفيرهُ
حتى رأى الشبـل الصغير كبيرا
فالخـوف إنْ مسَّ العيونَ لهيبُهُ
نَظَـراتُهـا كم تُحْـسِنُ التَّكبيرا
يرتـدُ محتداً ليأكـل صيـدهُ
وفـؤادُهُ يـوحي لـه التَّقصيرا
والشبلُ يُبرق نـابـُهُ وكـأنـه
قَـد صبَ في قلبِ الوزير نذيرا
كم خـانَـهُ إبصارُهُ مـن خوفِهِ
كم كـان يرجو أنْ يكونَ ضريرا
سدَّ المغـارةَ راجعا في جوعِهِ
والشبلُ في جـوف الكُهيفِ أسيرا
وصغـارِ أرنبةٍ بِثَغْـرِ مَغـارةٍ
غـدت الغذاءَ وكـان ذاك نَزيرا
* * *
بَرَزَ الهزبرُ على الوزير بهجمةٍ
فَـرآه للمـوت الـزُّؤامِ سفيـرا
قـال اتَّـئدْ أوَلستُ مُنقذَكَ الذي
نفـثَ الحيـاة بمهجتيكَ عبيرا
إنَّ ابنكَ المـأسورَ يندبُ سجنهُ
عند الكلاب ويرتجيكَ نصيرا
ولأحضرنْ مع كـل يومٍ مأكلاً
بفريسـةٍ تـأتي إليكَ نَـظيرا
أنْ تأكـلَ النصفَ الذي تختارَه
ولِما تـبـقَّـى نَقْتَسِمْهُ أخـيرا
رُبعـاً لشِبلك والأخير فحصتي
قَـبِـلَ الهـزبر ووافـقَ التفكيرا
عـادَ الوزيرُ إلى الأميرِ مُطمئنا
قـال الأميرُ سأرسلنْ خنزيـرا
كي يـأتينَّ بعظمةٍ مـن جسمهِ
سُـرَّ الـوزيرُ وأحسنَ التعبيرا
ومضى مع الخنزيرِ نحو مكانهِ
وإذا بليثٍ كـاسـرٍ شـريـرا
فـانْقَـضَّ نحوهما ونال نصيبَهُ
والثعـلبُ امتشق الغذاء قـريرا
قفزَ الهزبرُ على الوزير مزمجراً
هيَّـا إلى الشبلِ الصغيرِ نَفيـرا
طَلَبَ الوزيرُ من الهزبرِ جزاءه
أنْ يصبحـنَّ على الكلاب أميرا
والليثُ مَـنْ يضعُ القرارَ لملكهِ
وقـرارهُ لا يَـقْبَـلُ التغـييرا
حَسْبُ الثعالبِ رُعبها من زأرةٍ
خَـرَجَتْ من الشبل الأسير زفيرا
لمَّا أتى الليث الهمـام أميرهـم
نـادى الـوزير أميره تحـقيرا
شمِّـرْ إلى هذا الهزبرِ فقد أتى
يبغي الهـلاكَ فَـأحْسِنِ التَّشميرا
مـولايَ إنْ كنتَ الحمـارَ فإنهُ
لا بُـدَّ أنْ يـرقى إليكَ شعيرا
شَرِبَ الكُليبُ من الخديعةِ بحرها
عـضَّ البنانَ وحـاولَ التبريرا
آهٍ على جـورِ الزمانِ إذا شتى
هيهـاتَ أنْ تلقى الزمـان مُجيرا
غيمُ الخيانةِ قـد غزاني ممطراً
قَـدَرٌ تُـنـزِّلُه السماءُ غـزيرا
مَـنْ يأمننَّ ثَعـالبا يُقضى لـهُ
سوء المصيرِ ولن تراهُ قـريرا
إنَّ الحيـاة وديعـةٌ فـإذا قضى
قـدرٌ عليك فلن تكـون قـديرا
يـا قاتلي لا بُـدَّ أنك ميتٌ
والدهـرُ يصنعُ للممات سريرا
صرع الهزبرُ الكلب وسطَ عرينِهِ
والثعلبُ اعتنقَ العـرين مُـديرا
* * *
اِستنَّ قانـونـا يُـذِلُّ كلابـهُ
فقضى ببترِ ذيـولها تصغيرا
مَنَعَ النباح على الكلابِ مبدلاً
صـوتَ النباح صفائراً وشخيرا
هَدْرُ الكـرامة للكلاب أهاجهـا
بركانهـا صبَّ العقـاب هـديرا
حَكَمَ الثُعيلبُ أشهـراً حتى قضى
بين الكلاب وسـاء ذاك مصيرا
والليث لمْ يسمـعْ نـداء حَليفهِ
والظلمُ يُشعِلُ في الجوى التثويرا
هجم الكلاب على الهزبرِ بسخطهم
واستبسلـوا بالـرَّدِ و التعـزيرا
زَأرُ الأسـودِ إذا تفـرُّ كنبحها
والظلـمُ يُنبتُ في النبـاحِ زئيرا
يـا حاكمين هلاككم في ظلمكم
والعـدل للحكم الطـويل خفيرا
خالد حجار
فلسطين












نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خالد حجار غير متصل   رد مع اقتباس