[حسن الحاجبي]

الأستاذة المحترمة ناهد شما
لي عظيم الشرف أن اشارك ببعض الملاحظات في هذا الموضوع الذي وفقت جدا جزاك الله خيرا في اختياره
و دعيني سيدتي أبسط بين يديك من امور هذا الموضوع ما أنت أعلم به مني :
اما الأخطاء النحوية و الإملائية فلا أحد يرضى لنفسه الخطأ إلا أن يكون ذلك مبلغه من العلم , وفي هذه الحالة لا يكون الخطأ عيبا و حبذا لو نأخذ بيد المخطئ بما يحببه في تصحيح خطإه في غير تجريح أو تنقيص , وجل من لا يخطئ .
وأما الألقاب و رفع الكلفة فأنا معك في أن أصول الكتابة تقتضي حفظ المقام لكل ذي مقام .
أما المغازلات و الخروج عن جادة اللياقة و الأدب فمن لم يغمره نور الأدب بفيضه و بهائه , فلا حاجة لنا به , والمطلوب التشطيب فورا على من يسلك هذا السبيل تلميحا أم تصريحا .
وأما مسألة الكتابة بغزارة تارة و التوقف عن ذلك تارة أخرى , فالكتابة سيدتي كالصيد بصنارة عند شط الوادي , قد ترجع منه محملا وقد ترجع خائبا , كما أن عددا من الأعضاء لا يكتبون مباشرة بقدر ما يعيدون كتاباتهم السابقة وفي ذلك بعض السر في غزارة الكتابة و بشكل غير منتظم , وليس في ذلك عيب على الإطلاق , وإنما العيب كل العيب في أن ينسب بعض الأعضاء لأنفسهم كتابات غيرهم , وأتمنى صادقا ألا نضطر لتكرار هذه الملاحظة بالذات , وان توقع الكتابات بأسماء أصحابها .
واما الإنسحاب الذي هو أقصر طريق كما تفضلت بتسميته يا سيدتي , فلي فيه قول قد لا يعجب البعض ولكن الجهر به لا مندوحة منه وقد آن أوانه :
حين ننحدر إلى مستوى السب و القذف و التنابز بالألقاب يصبح الإنسحاب فضيلة .
حين نشتم الملوك و الرؤساء ونكيل لهم من التهم و المثالب ما تبوء له الأسماع و تنفر منه الآذان , يصبح الإنسحاب واجبا .
حين نسم الغير بالإرهاب و الظلامية أو بالزندقة و الإلحاد, و نتخطى حدود الأدب ونهتك حرمات الآخرين لمجرد أنهم لا يشربون معنا من نفس النبع يصبح الإنسحاب شرفا .


لك مني كل التقدير و الإحترام
حسن الحاجبي