عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 04 / 2009, 37 : 06 PM   رقم المشاركة : [47]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور ... باللون الأحمر ) ’’ المجموعة التاسعة ’’

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
( المجموعة التاسعة )
( الصورة الأولى )
أحضروا الشهيد .. كان قد أدى واجبه في ساحة المعركة بشكل رائع ، دوخ جنود العدو بعمليات الكر والفر ، شهد له بالبطولة كل أقرانه ، عندما سقط على أرض المعركة مضرجاً بالدماء إثر رصاصات غادرة من جندي جبان ، قام الرفاق بإخلائه من ساحة المعركة بشق الأنفس .. فقد كان العدو يمطرهم بوابل من الرصاص كلما حاولوا الإخلاء ، إلى أن قامت مجموعة منهم بالتغطية بينما قام أحد الرفاق بعملية الإخلاء .
الأمر الذي حير الجميع أن الشهيد كان يقبض على البندقية بقوة .. بشدة .. حتى بعد استشهاده .. حاول الجميع تخليص البندقية من يده ففشلت كل محاولاتهم وذهبت أدراج الرياح .
وصلت الأم ، وقع بصرها على ابنها الشهيد .. صمتت لحظات .. أطلقت " زغرودة " مدوية في أرجاء المكان .. رددتها السماء بقوة .. مالت نحو الشهيد .. قبلته .. مئة قبلة .. مليون قبلة .. تناولت شيئاً من التراب المشبع بدماء الشهيد .. وضعته بين يديها كالحناء .. على رأسها .. على وجهها .. وناولت شيئاً منه لابن الشهيد .. الطفل الذي كان يقف إلى جانبها ..
حمله الرفاق .. إلى مثواه الأخير .. صرخت الأم بهم صرخة مدوية .. أمرتهم بالتوقف .. انصاعوا للأمر .. اقتربت من ولدها الشهيد .. قبلته مرة أخرى .. أدنت فمها من أذنه .. همست بعدة حروف وكلمات ..
عجب الجميع لما حدث بعد ذلك ؟؟!! .. فلقد ظهرت ابتسامة عريضة على وجه الشهيد .. ثم امتدت يده التي كانت تقبض على البندقية بقوة حديدية .. امتدت اليد بالبندقية بلطف ورقة نحو الأم ..؟؟!!

+++++++++++++++++++
( الصورة الثانية )
في مطلع الستينات من القرن الماضي ، قامت الدنيا ولم تقعد ، كل ذلك كان من أجل " كلبة " ؟؟!! .. نعم " كلبة " ، " كلبة " ولها اسم أيضاً ، أظنه " لاكي " ؟! ، كل تلك الضجة حدثت لا لأن الكلبة " لاكي " صعدت إلى الفضاء الخارجي في سفينة فضاء روسية فحسب ؟! ، بل لأن جمعيات الرفق بالحيوان اعترضت !!.. أقامت الدنيا ولم تقعدها ؟! .. فكيف تقوم وكالة الفضاء الروسية بالتعدي على الحرية الشخصية لـ " الكلبة " ؟؟!! ،وكيف تقوم بإجبار العزيزة " لاكي " على ذلك الأمر مكرهة ؟؟!! . إنه تعدٍ خطير على حقوق الحيوانات ..
ووجدت "لاكي " .. الكلبة .. من يدافع عنها ، - وهي التي لم ترفع قضية أصلاً - .. ولم ترفع عقيرتها بالنباح المعترض على ما حدث ؟؟!! .. لم تشكو .. ولم تتظلم ..
الصحافة العالمية – والعربية - جندت كل أجهزتها ..المقروءة .. المسموعة .. المرئية .. وغير المرئية ، من أجل الوقوف إلى جانب الكلبة " لاكي " وقضيتها العادلة ؟؟ .. فهي قضية تعدٍ على الحريات ، حتى ولو كان المعتدى عليه حيواناً ؟! .. فكيف بالأمر والشأن يخص " كلبة " بحجم وموقع " لاكي " ؟؟!!.
.. سرت بين الجثث المحترقة ، الأشلاء المتناثرة هنا وهناك ، فلا أدرِِ قدم من هذه ؟ ، ولا يد من تلك ؟! ، ولا رأس من ذلك ؟؟!! ، ولا جسد من ذاك ؟! .. أكوام من الأشلاء المتباينة .. الجثث البشرية المحترقة .. المتفحمة .. بينما الصراخ والعويل ينطلق من كل جانب، من كل صوب ، صراخ أطفال أصبحوا أيتاماً بعد أن فقدوا آبائهم ، نساء أصبحن أرامل وثكالى بعد أن فقدن رجالهن وأبنائهن ، رجال فقدوا إخوانهم .. أولادهم .. و ... حلم مزعج.. كابوس مخيف .. بل واقع مر أليم يفوق هذا وذاك .
امرأة مسنة أخذت تولول بصوت متشنج :
- أين أنت أيها العالم ؟؟!
ردت أخرى بشكل يثير القشعريرة في الأبدان :
- أين أنتم يا أيها العرب ؟؟!! .. عجوز معمم غمغم من بين الدموع :
- أين أنتم أيها المسلمون ؟! .
ركزت امرأة محجبة بصرها نحو السماء وقد تحجرت الدموع في المآقي :
- أين أنت يا ألله ؟؟!!
دارت الدنيا من حولي .. أحسست بالدوران يطغى على نفسي وأحاسيسي .. بالغثيان . تذكرت ما حدث للكلبة " لاكي " .. تذكرت من أقاموا الدنيا ولم يقعدوها .. تمتمت في أعماق نفسي المنهارة : " يبدو أنهم فعلوا ذلك .. لأنها كلبة " روسية " ؟؟!! "
وقبل أن أسقط على الأرض مغشياً عليّ بين الجثث والأشلاء .. تمتمت بصوت واهٍ مخنوق وكأنه يأتي من وراء الجبال .. من داخل القبور :
" أين أنتم يا جماعة الرفق بالحيوان ؟؟!!. "
+++++++++++++++++++
( الصورة الثالثة )
في شوارع وأزقة المخيم الكبير كان يعدو بشكل جنوني .. بلا هدف أو قصد .. يصرخ بكلمات متتالية مبهمة لا يفهم منها أحد .. سوى أن الرجل كان ينادي على أحدٍ ما ؟؟ يبحث عن شيءٍ ما ؟؟!!..
في بحبوحة من العيش كان يحيا ، مع زوجته وأطفاله ، فهو موظف كبير في إحدى المؤسسات الحكومية الهامة . زوجته ؛ لم تكن بأقل منه منصباً في مجال عملها في مهنة التعليم الرسمي ، طموحات الزوجة كانت كبيرة .. والرجل منساق لطلباتها الملحة كالعادة .
قبل سنوات قليلة .. ألحت عليه بضرورة ترك المخيم إلى مكان آخر أكثر رقياّ .. أكثر حضارة .. أكثر رفاهية ، فمثل هذا المكان ومثل هذا السكن في المخيم لم يعودا مناسبين لمثلهما ؟؟! . عز عليه ترك المخيم الذي نشأ فيه وترعرع ، والبيت الذي شهد صباه وشبابه ورجولته وكهولته ، حاول المناقشة ، بدورها لم تكن تعرف شيئاً اسمه " المناقشة " ؟؟!! . انصاع مرغماً لطلبها الملح ، بل لأوامرها المشددة بضرورة تنفيذ الأمر .. ترك المخيم والدموع تترقرق في عينيه ..
اختارا – بل لعلها هي التي اختارتها - قطعة أرض بمساحة كبيرة .. بعيداً عن الحيّ ، في أطراف المدينة ، قريبة من شاطئ البحر ، توافق تماماً تصورها لمعنى الرفاهية والحياة الجديدة ؟! .. قررا – بل لعلها هي التي قررت – أن ينشئا عليها " فيلا " أقرب ما تكون إلى القصر الصغير، فكان لها ما أرادت .
وكانت الحرب المفاجئة .. شعرا بالوحشة القاتلة ، فلا جيران .. لا أصدقاء .. لا أنيس ولا جليس .. شعر الجميع وكأنهم يعيشون في سجن مخيف .. الحاجيات الضرورية والكماليات الموجودة في المنزل – القصر – أخذت في النفاد تدريجياً .. عواء الحرب المستعرة من حولهم في كل مكان .
وأصدرت الفرمان بأمر جديد .. أمرته أن يخرج من المنزل لابتياع بعض الحاجيات الضرورية لهما وللأطفال .. من المحلات المتواجدة في المخيم ؟؟! ..انصاع للأمر .. كالعادة .
الحصول على الحاجيات يحتاج لوقت طويل .. وهو نفس الوقت بالضبط الذي احتاجه الأمر .
عاد إلى المنزل ليجده وقد أصبح أثراً بعد عين .. هرول في كل الأنحاء .. في كل الأرجاء .. القصف الرهيب أتى على المنزل برمته .. ورجال الإسعاف والدفاع المدني يقومون بواجبهم بإخراج الجثث المحترقة .. المتفحمة .. من تحت الركام والأنقاض .. صرخ بجنون :
- لقد ضاع كل شيء .. ضاع الجميع .. ضاع كل شيء ..
في شوارع وأزقة المخيم الكبير كان يعدو بشكل جنوني .. بلا هدف أو قصد .. يصرخ بكلمات متتالية مبهمة لا يفهم منها أحد .. سوى أن الرجل كان ينادي على أحدٍ ما ؟؟ يبحث عن شيءٍ ما ؟؟!!..
+++++++++++++++
( الصورة الرابعة )
.. اثنان ، من المقاومين ، كانا في مهمة ضد العدو .. وجدا نفسيهما وقد أحاطت بهما القذائف من كل صوب ، القصف المتوالي ينهمر من حولهما بلا هوادة ، شعرا بأنهما هالكان لا محالة .
لم يجدا مفراً ، فالمكان مكشوف ، وقد أحيل إلى قطعة من جهنم ، نزلا " حفرة " كان رجال المقاومة من أقرانهم قد أعدوها والكثير من أمثالها سلفاً ، مكثا في الحفرة لبعض الوقت .
القصف المزمجر ما زال يتوالى بشكل عنيف من حولهما في كل مكان ،أخذا بالتسبيح والتهليل ، أخرج كل منهما " مصحف صغير " من جيبه الداخلي ، فتحاهما سوية على سورة الأنفال .. الآية العاشرة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
" إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ...
.. سنة من النعاس أصابتهما ..داعب النوم أعينهما ، حاولا طرد النعاس ، فأي نوم ذلك الذي سيكون في مثل هذا الموقف ؟؟!! .
.. مما يؤكد بأنهما قد ناما بالفعل ، بل واستغرقا في النوم ..تأكدهما بأن القصف الصاخب قد توقف فعلاً من حولهما ، هذا من ناحية ، ومن الناحية الأخرى ، انتباههما إلى آثار " الاحتلام " على ملابسهما الداخلية ؟؟!! .
خرجا من الحفرة .. هطل عليهما المطر من السماء .. ترددت في آذانهم بقية الآية الكريمة :
" .. وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام " . صدق الله العظيم .
وراحا يستأنفا المهمة الموكلة إليهما ضد العدو ....
++++++++++++++++++++
( الصورة الخامسة )
في بداية الحرب القذرة الغادرة التي قام بها العدو .. تم قصف منزله .. وتدميره بالكامل .. لحسن الحظ أنه وزوجته وأطفاله كانوا خارج المنزل ، قام باستئجار منزل آخر في الحيّ ، في خضم الإحداث المتوالية ، وبعد أيام قلائل ، قصف المنزل الذي قام باستئجاره ، لحسن الحظ أنه وزوجته وأطفاله كانوا خارج المنزل ، بحث من جديد عن منزل يستأجره ، دون جدوى .. فجميع المنازل في المنطقة مكتظة عن آخرها .. لا يوجد متسع لقدم . فكر باللجوء لأحد الأقارب ، وجد الفكرة شبه مستحيلة .. بل هي مستحيلة ، لاكتظاظ منازل الأقارب والأصدقاء والمعارف بالنزلاء والسكان . أخيراً ..وبعد جهد جهيد .. توصل إلى الحل .
أقام بعض الخيام البدائية في أطراف الحيّ .. لكي تأويه وتأوي أطفاله العديدين .. ثلاث خيام صغيرة متقاربة .. وكانت الليلة الأولى التي يبيت فيها هو وزوجته في تلك الخيام .
بيان عسكري للعدو .. يعلن عن قيام سرب من الطائرات الحربية المقاتلة بمهاجمة مخيم لتدريب رجال المقاومة في أطراف الحيّ ، وإبادة كل من فيه ؟؟!!
++++++++++++++++
( الصورة السادسة )
قاد السيارة بسرعة يسابق الريح بعد أن تلقى الإشارة ، كانت الإشارة صريحة واضحة ، هناك عدد من الجرحى نتيجة القصف الأهوج للعدو على المنطقة النائية ، لم ينتظر أن يرافقه أحد من المساعدين ، لأنه لم يجد المتسع من الوقت لذلك . أطلق صافرة الإسعاف المميزة ، وأضاء كل المصابيح ، وانطلق يسابق الريح .
وصل المنطقة التي حددتها إشارة نداء الاستغاثة بالتقريب ، عجب السائق للسكون المطبق في المكان ، توقف عن القيادة ، ترجل من السيارة لمحاولة اكتشاف المكان ، ولتحديد المكان الذي تم قصفه ، المكان موحش .. مظلم .. كئيب ، لم يجد أي إنسان ليستفسر منه عن المكان المطلوب .
فجأة كانت الأضواء التي تخطف الأبصار قد أحاطت به من كل جانب ، أحس وكأن خطراً ما يترصده .. يحدق به.. أسرع ناحية سيارته ليقودها ويفر من المكان ، زخات من الرصاص أحاطت به من كل جانب ، كادت أن تصيبه لولا أن أسرع بإلقاء جسده على الأرض .. أحاط به جنود العدو من كل ناحية ؟! .. قهقهوا كشياطين جهنم وهم ما زالوا يطلقون الرصاص من حوله في كل اتجاه ، طلبوا منه النهوض عن الأرض ، سأله الضابط عن وجهته ، بصوت متحشرج وبتلعثم أجاب بأنه مكلف بإنقاذ أرواح بعض المصابين نتيجة القصف ، قهقه الضابط كالشياطين .. تمتم بصوت يشبه مواء القط المتوحش : ..
- ونحن سنساعدك في إنقاذ المصابين ؟؟!!.. أعدك .. صدقني .. سوف نسعفهم وننقذهم .. هيا .. وسنرشدك إلى المكان الذي تم قصفه من طائراتنا ؟؟ " ..
أتبع ذلك بأن لكزه في رأسه بمقدمة سلاحه الأتوماتيكي .
لم يسعه سوى النهوض عن الأرض .. والرضوخ للأوامر .. وصل سيارته .. ألقى بنفسه وراء المقود .. وراح يعمل على تشغيل السيارة بنفس مضطربة وأيدٍ مرتعشة .. فوجئ بالجنود يسارعون إلى ركوب السيارة .. أمروه بالقيادة ، أخذوا يصدرون له الأوامر بالسير .. ولم يسعه سوى الانصياع .. حتى وصلوا ...
الدخان ما زال يتصاعد من المنزل .. آهات الألم ترتفع هنا وهناك ..صرخات الاستغاثة الواهنة تصدر من الحناجر المختنقة بالدماء والدخان .. يأمره الضابط بالنزول من السيارة لإحضار المصابين .. يخاطب السائق بابتسامة صفراء قائلاً:
- لقد قلت لك بأننا سوف نساعدهم .. سوف ننقذهم .. أعدك ..
يترجل السائق من السيارة .. يتوجه إلى المنزل المحترق .. يساعد المصاب الأول في الوصول للسيارة .. يطلب منه الضابط أن يبقيه على الأرض قليلاً ... يأتي بالثاني .. الثالث .. العاشر . يسأله الضابط مستفسراً عما إذا بقي أحد آخر من المصابين .. يجيب السائق بالنفي .. يقهقه الضابط .. يشاركه الجنود الضحك الشيطاني .. يوجه الضابط سلاحه ناحية المصابين .. يطلق عليهم النيران بكثافة .. يساعده الجنود بالأمر ، يقهقه بجنون مخاطباً السائق :
- ها نحن قد قدمنا لهم الدواء الشافي ؟؟ ..
يقترب من السائق وهو يوجه السلاح إلى وجهه وعينيه ..كفحيح الأفعى يصرخ :
- .. وأنت .. يجب أن تأخذ نصيبك من العلاج ..
يصرخ السائق بصوت مجلجل :
- لقد قلت لي بأنكم ستساعدونني ... ستنقذون المصابين .. لقد وعدتني بذلك ...
قهقه الضابط بضحكات شيطانية وهو يطلق سيلاً من رصاصاته على جسد السائق .. وسيلاً آخر من عبارات التهكم :
- مشكلتكم أيها العرب .. مشكلتكم .. بأنكم تصدقون دائماً كل ما نقول ؟؟!!
+++++++++++++++++++++++++++
[/align]
[/cell][/table1][/align]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس