باب من ادعى ما ليس له ، ومن إذا خاصم فجر
في حديث ابن عمر وروى عن ابن مسعود وعمر : " من قال أنا مؤمن فهو كافر ، ومن قال هو في الجنة فهو في النار ، ومن قال هو عالم فهو جاهل ـ ولهماعن أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من رجل ادعى إلى غيرأبيه وهو يعلمه إلا كفر ، ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار ،ومن رمى مسلماً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه " .
باب الدعوى في العلم افتخاراً
عن ابن عمر مرفوعاً : " يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوض الخيل في سبيل الله ، ثم يظهر أقوام يقرءون القرآن يقولون من أقرأمنا ؟ من أعلم منا ؟ من أفقه منا ؟ ثم قال : هل في أولئك من خير ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : " أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار : رواه البزاربسند لا بأس به وللطبراني معناه عن ابن عباس قال المنذري اسناده حسن " .
باب ذكر جحود النعمة
في الصحيح عن ابن عباس مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت النار فرأيت أكثر أهلها من النساء يكفرن قيل يكفرن بالله ؟ قال : لا ، يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت من شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط " .
وعن أبي هريرة مرفوعاً : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " صححه الترمذي وقال حسن غريب .
وعن جابر مرفوعاً : " من أعطى عطاء فليجز به إن وجد ومن لم يجد فليثن به فإن الثناء شكر ، فإن أثنى فقد شكر ، ومن كتمه فقد كفر .
باب ما جاء في لمز أهل طاعة الله والاستهزاء بضعفتهم
عن ابن مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مراء ، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله لغني عن صاع هذه فنزل قوله تعالى : " إن الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم " الآية .
باب الاستهزاء
وقول الله تعالى : " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون " وقوله : " فاتخذتموهم سخرياً " الآية وقوله : " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم " الآية عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم في الآخرة باب في الجنة فيقال له : هلم ! فيجيء بكربه وغمه فإذاجاء أغلق دونه الباب ثم يفتح له باب آخر فيقال له هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فإذاجاء أغلق دونه" فما زال كذلك حتى إن أحدهم ليفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال له هلم فما يأتيه من اليأس " أخرجه البيهقي ولابن أبي حاتم وغيره عن ابن عمر مرفوعاً من مات همازاً لمازاً ملقباً للناس كان علامته يوم القيامة أن الله يسمه على الخرطوم من كلا الشدقين " .
باب ترويع المسلم
عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يحل لمسلم أن يروع أخاه " رواه أبو داود .
باب المتشبع بما لم يعط
ولهما عن أسماء أن امرأة قالت : يا رسول الله إن لي ضرة فهل على جناح إن تشبعت من زوجي بما لم يعطني فقال " إن المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور " .
باب التحدث بالمعصية
ولهما عن أبي هريرة مرفوعاً : " كل أمتي معافي إلا المجاهرين فإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملاً بالليل ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان علمت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه وأصبح يكشف ستر الله عليه " .
باب ما جاء في الشتم بالزنا
عن أبي هريرة مرفوعاً : " من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا يكون كما قال " .
باب النهي عن تسمية الفاسق سيداً
عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتقولوا للمنافق سيداً فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم " رواه أبو داود بسند صحيح .
باب النهي عن الحلف بالأمانة
عن بريدة رضي الله عنه مرفوعاً : " من حلف بالأمانة فليس منا" . رواه أبو داود وبسند صحيح .
باب النهي عن الحلف بملة غيرالإسلام
عن أبي زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال " : أخرجاه .
وعن بريدة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف فقال أنا برئ من الإسلام ، فإن كان كاذباً فهو كما قال وإن كان صادقاً فلن يرجع إلى الإسلام سالماً " . رواه أبو داود .
باب ما جاء في الغيبة
وقول الله تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضا " الآية عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر : " أي شهر هذا ؟فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، فقال : أليس ذا الحجة ؟ قلنا بلى ، قال فأي بلد هذا ؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال : أليس بلد الله الحرام ؟ قلنا بلى قال : فأي يوم هذا ؟ فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس يوم النحر ؟ قلنا : بلى قال : " فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً بضرب بعضكم رقاب بعض . فليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه . ثم قال ألا هل بلغت ؟ قلنا نعم قال : اللهم أشهد " قالها ثلاثاً . أخرجاه ولهما عن ابن عمر مرفوعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .
وعن أبي هريرة مرفوعاً : " من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة ، فيقال له كله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله فيكلح ويصيح " رواه أبو يعلي بسند حسن ولابن حبان وصححه عنه في قصة ماعز أن رجلاً قال لآخر : أنظر إلى هذا الرجل الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم " كلا من جيفة هذا الحمار كما نلتما من عرض هذا الرجل فإن ما نلتما أشد من أكل هذه الجيفة " .
ولهما عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ـ أما أحدهما فكان لا يستبريء من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " أخرج البخاري في الأدب المفرد نحوه من حديث جابر . وفيه : " أما أحدهما فكان يغتاب الناس " ولأحمد بسند صحيح معناه من حديث أبي بكرة ولأبي داود الطيالسي عن ابن عباس مثله بسند جيد .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا ـ قال بعض الرواة أنها قصيرة . قال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بما البحر لمزجته ـ قالت وحكيت له إنساناً فقال : " ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا " . رواه أبو داودوالترمذي وقال حسن صحيح.
باب ما جاء في اضلال الأعمى عن الطريق
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من أضل الأعمى عن الطريق ـ ولأبي داود عن معاذ مرفوعاً : " من حمى مؤمناً من منافق أذاه بعث الله له يوم القيامة ملكاً يحمي لحمه من نار جهنم ، ومن رمى مسلماً بشيء يريد تشيينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " .
باب تشييع الفاحشة في المؤمنين
وقول الله تعالى : "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة " .
باب الرشوة
وقول الله تعالى : " ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً " الآية عن ابن عمر مرفوعاً : " لعن الله الراشي والمرتشي " وصححه الترمذي ـ ولأحمد عن ثوبان : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والراتش ، يعني الذي يمشي بينهما .
باب هدايا الأمراء غلول
عن أبي حميد قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على الصدقة ، فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بال الرجل نستعمله على العمالة مما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلى ! فهلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه شيء أم لا ؟ والذي نفس محمد بيده لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله وهو يحمله يوم القيامة ، إن كان بعيراً له رغاء ، وإن كان بقرة له خوار ، أو شاة تيعر ـ ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال : اللهم هل بلغت " قالها ثلاثاً .
باب الهدية على الشفاعة
عن أبي أمامة رضى الله عنه مرفوعاً : " من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى باباً من أبواب الربا " رواه أبو داود .
وروى إبراهيم الحربي عن عبد الله بن مسعود قال : السحت أن يطلب الرجل الحاجة فتقضي له فيهدي إليه فيقبلها ، وله عن مسروق عنه من رد عن مسلم مظلمة فأعطاه عليها قليلاً أو كثيراً فهو سحت ، قلت : يا أبا عبد الرحمن ما كنا نرى السحت إلا الرشوة في الحكم قال : ذلك كفر وتلا قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " .
يتبع