عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 04 / 2009, 18 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

ابني .. متى يعتمد على نفسه ؟

ابني .. متى يعتمد على نفسه ؟

د. ناصر شافعي



يولد الطفل و يبدأ خطوات حياته الأولى معتمداً تماماً على أمه أو من يرعاه لتغذيته و رعايته و تربيته .. ففي مرحلة الرضاعة يتغذى على حليب ثدي الأم أو الغذاء الصناعي بالألبان المجففة أو حليب البقر أو الماعز ، و يظل طوال شهوره الأولى يتطور و ينمو و يتعلم كيف يواجه الحياة الدنيا و كيف يعتمد على نفسه .. شهور طويلة تمر حتى يستطيع الطفل أن يُطعم نفسه و ينظف جسده و يرعى نفسه و قد تمتد هذه الفترة إلى سنوات عديدة حتى يتمكن الطفل من امتلاك هذه القدرات كاملة .

و مع نمو الطفل و دخوله إلى مرحل الصبية يبدأ الاعتماد على نفسه رويدا رويداً و يحاول أن يتعلم و يتعرف على جوانب الحياة المختلفة .. و يبدأ في الابتعاد عن الاعتماد الكلي على الأم و الأب .

و عند دخول الابن أو الابنة مرحلة البلوغ يشعر كل منهم بضرورة الحاجة إلى الاستقلالية و يبدءون في البحث عن الحرية و معناها و تطبيقها ، و ضرورة فرض شخصيته المستقلة على الأسرة .

و في المجتمعات الفقيرة يبدأ الابن في الاعتماد على نفسه مبكراً و قد يضطر للبحث عن مصدر للدخل في سن الطفولة منذ بداية وصوله إلى عمر عشر سنوات - حتى يستطيع مساندة الأسرة مادياً نظراً لعدم كفاية دخل الأسرة .. و قد يدفعه الوالدان أو أحدهما لمجال العمل ( مع الاستمرار في الدراسة أو تركها ) للإنفاق على أفراد الأسرة .

و رغم أن هذا الطفل قد يتعرض في بداية حياته إلى الكثير من المشاكل و العقبات التي تواجه طريقه ، إلا إنه يبدأ رحلة الاعتماد على نفسه مبكراً عن غيره من الأطفال و الأبناء في الطبقات المتوسطة أو الغنية .

و كلما ازداد المستوى الاجتماعي للأسرة كلما زادت فترة اعتماد الابن على الأب و الأم كمصدر للدخل و بالتالي اعتماده عليهم في توفير كل لوازمه و احتياجات حياته .

و في الطبقات الثرية يصبح الاعتماد على الأب و الأم كاملاً .. و يتأخر كثيراً اعتماد الابن على نفسه .. فتتحمل الأسرة كل ما يحتاجه الابن ليس فقط في مراحل دراسته الجامعية و لكن في تكاليف زواجه و زفافه و تجهيز مسكنه .. و شراء سيارته الجديدة و أحياناً كثيرة تتحمل الأسر الثرية مصروفات منزل الابن المتزوج .

في معظم الدول الأوربية و المتقدمة تتحمل الأسرة مسئولية رعاية و تربية الأبناء حتى مراحل البلوغ .. و بعد ذلك تدفعه لكي يبحث عن مصدر الدخل و العيش المناسب له و بذلك فهي تدفع الابن لكي يعمل و يوفر تكاليف حياته كما يشاء و تجبره على أن يحترم العمل و يدرك أهميته و ضرورته للحياة . و لكن في المجتمعات الشرقية يظل الابن عبئاً على كاهل الأسرة لفترات طويلة قد تمتد حتى عمر الثلاثين أو أكثر . و نفس هذه العادات تنطبق على الفتيان أو الفتيات . ربما لذلك فائدة على المحافظة على الأبناء من التعرض لمشاكل الحياة و العمل و لكن لها مضارها الكثيرة في عدم اعتماد الابن على نفسه و عدم تقديره و احترامه للعمل و أهميته إلا في مرحلة متأخرة من العمر .

كيف يمكن التغلب على هذه الظاهرة ؟
يمكننا التغلب على ظاهرة اعتماد الأبناء على الأسرة و الآباء لفترة طويلة من عمرهم عن طريق :

أولاُ : تعليم الطفل مبادئ الاعتماد على النفس منذ الصغر . فبداية من مراحل الطفولة المبكرة يجب أن يتدرب الطفل على تنظيم و ترتيب لوازمه و إطعام نفسه و تنظيف مكانه و مشاركة أفراد الأسرة في الأعمال المنزلية .

ثانياً : تدريب الطفل على بعض الأعمال المنزلية في فترة أجازه الصيف و يمكن أيضاً إلحاقه ببعض الأعمال المناسبة إن كان عمره قد تجاوز الرابعة عشرة .. فدخول الابن إلى سوق العمل في هذا العمر يعلمه الكثير و الكثير عن ضرورة العمل و أهميته .

ثالثاً : تشجيع الابن على أن يكون فرداً منتجاً و أن يشارك في النشاطات الإنتاجية التي يمكن أن تزيد من دخل الأسرة .

رابعاً : تعليم الابن على أهمية العمل المنتج و الذي يكون مصدره عمل شريف و يلاقي قبول و احترام من حوله و لا يكون مخالفاً للشرع أو القانون .

خامساً : عدم المبالغة في تدليل الأبناء و تحقيق كل رغباتهم بسهولة حتى في حالة توافر جميع الإمكانيات و ضرورة مشاركتهم الفعلية في التكاليف المالية اللازمة لهذه الرغبات و الاحتياجات حتى يزداد إحساسهم بضرورة الاعتماد على أنفسهم كمصدر للدخل .
تحياتي . د. ناصر شافعي
حقوق النشر محفوظة للمؤلف . د. ناصر شافعي .حياة صغيري . القاهرة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس