الطفح الجلدي لدى الطفل الرضيع
د. ناصر شافعي
الطفح الجلدي مشكلة شائعة جداً بين الأطفال الرضع .. و يختلف السبب لهذا الطفح الجلدي حسب شكله و موقعه . فهناك الطفح الجلدي الذي قد يصيب الجسم كله و هناك أنواع أخرى تصيب مناطق معينة مثل ثنايا الجلد ( مثل الرقبة أو الإبط ) أو محل ملابس الرضيع الداخلية ( في مقعد الطفل ) .
ليس كل الطفح الجلدي للطفل الرضيع سببها الحساسية كما تعتقد الأمهات .. و لكنها تشكل أحد الأسباب للمشكلة .و قد يكون الطفح الجلدي بسبب حساسية من بعض أنواع الطعام أو الدواء فيصيب أجزاء الجسم المختلفة .. و قد يكون بسبب حساسية لنوع معين من العطور أو الزيوت أو نتيجة لتعرض الطفل للدغ بعض الحشرات .. و قد يكون سبب الطفح حساسية الجلد الموضعية نتيجة بعض أنواع الملابس أو الحلي التي تسبب الحساسية الموضعية .
و من الأسباب الشهيرة للطفح الجلدي العام إصابة الطفل بإحدى الأمراض المعدية التي تكون مصحوبة عادة بمظاهر مرضية أخرى مثل إصابة الطفل بمرض الحصبة أو الحصبة الألمانية أو الحمى القرمزية أو المرض الخامس أو أي أمراض معدية أخرى .. و عادة لا يتمكن من التشخيص السليم لهذا الطفح الجلدي و أسبابه إلا طبيب الأطفال المختص .
الطفح الجلدي بسبب ملابس الرضيع الداخلية :
كثيراً من الأطفال يعانون من وجود طفح جلدي في منطقة المقعدة و في أغلب الأحيان يكون السبب الرئيسي تفاعل المواد الناتجة من بقاء البول و البراز ملاصقاً لجلد الطفل فترة طويلة . فالبول يطلق عند تحلله مادة النشادر أو الأمونيا و التي يمكن أن تسبب تهيجاً و احمراراً لجلد الطفل الرضيع . و من أهم طرق منع هذا النوع من الطفح الجلدي تغيير الملابس الداخلية للطفل الرضيع باستمرار و كذلك تنظيف مقعدة الطفل بالماء الفاتر ، و ليس هناك من ضرورة لاستعمال المواد المطهرة أو الزيوت فقد تحدث بعض هذه المواد تهيجاً أو التهاب أو حساسية لجلد الطفل . و يمكن استعمال مادة أكسيد الزنك المخلوطة بزيت الزيتون للحفاظ على جلد الطفل من البلل المستمر و من تأثير تفاعلات و نواتج البول و البراز . و ننصح بضرورة تهوية الجزء السفلي لجسم الطفل و تعريضه للهواء كلما أمكن ذلك .
و لا شك أن استعمال الحفاظات الورقية الجاهزة يسهل على الأم عناء غسيل و تجفيف اللفافات المصنوعة من القماش ، إلا أن هناك بعض الأنواع من هذه الحفاظات الورقية قد يسبب التهابات لمقعدة الطفل نتيجة لحساسيته لهذا النوع من الحفاظات أو نتيجة لترك الأم للحفاظة فترة طويلة بدون تغيير .
و في حالة استعمال اللفافات ( الكوافيل ) المصنوعة من الأقمشة القطنية يجب سرعة تبديلها عند ابتلالها و ضرورة الاهتمام بغسيلها و نظافتها الجيدة بالماء و الصابون و المواد المطهرة و تجفيفها جيداً بتعرضها للشمس أو باستعمال المجفف الكهربائي .
و قد تحدث بعض الالتهابات الجلدية الموضعية نتيجة إصابة الجلد ببعض الفطريات أو البكتريا مسببة حدوث الطفح الجلدي و يجب علاجها بواسطة الطبيب المختص .
و بصفة عامة .. في حالة الطفح الجلدي العام للطفل الرضيع يجب الإسراع بعرضه على أخصائي الأطفال لمعرفة السبب و البدء في العلاج المناسب .. أما إن كان الطفح الجلدي موضعي و بسيط غالباً يمكن للأم التعرف على سببه و علاجه لكن إذا زاد هذا الطفح الجلدي و بدأ في الانتشار لأماكن أخرى من الجسم فلابد من سرعة عرضه على الطبيب المختص لعلاجه.