عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 04 / 2009, 09 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

خبايا عالم الطفل

خبايا عالم الطفل
د. ناصر شافعي
الطفل .. إنسان صغير الحجم .. كبير الفهم .. يمارس حياته و نشاطه بطريقة تدعو إلى الإعجاب و الانبهار أو القلق و الحيرة .يظلمه الكبار عندما يرغموه على تطبيق قواعد و شروط حياتهم و يتناسون أن له عالمه الفريد العجيب الذي يعيش فيه .. عالم بدايات المعرفة ، و التجربة و المحاولات ، و الخيال و الانطلاق .. عالم مختلف تماماً عن عالم الكبار في مكوناته و معطياته و أشكاله و نظمه و أعرافه .. يحكم هذا العالم عقل فطري برئ لم يتلوث بعد بملوثات البيئة و لم يبرمج بعد على النظم و القواعد المدروسة و المخططة و احتياطات الحيطة و الحذر .

يصعب على الكثير من الكبار الدخول إلى عالم الطفل و معرفة خصائص و صفاته و أبعاده و شروط الدخول إليه و الحياة بداخله .. و نجح قلة قليلة من الكبار في اقتحام عالم الطفل و معرفة خباياه و أسراره ، فنجحوا في التعامل مع الطفل و في المعايشة معه .

الطفل في أيام حياته الأولى يمتلك عقلاً مدركاً و متفاعلاً و لكنه خالي من الأفكار و المعلومات أي خاوي الذاكرة و كل ما يدخل إلى عالم الطفل في هذه المرحلة مجموعة من العادات و التجارب البسيطة تفرضها غرائز و أعضاء ه الجنسية .. فعند الجوع يتعود أن يبكي و يصرخ فتسرع الأم لوضع الأم حلمة ثديها في فمه .. فيتعود على استخدام هذه الوسيلة الذكية للتعبير عن حاجته للطعام .. و عند احتياجه لوجود أمه بجانبه يبحث عن وسيلة يطلبها فلا يجد سوى البكاء .. فتأتي إليه و بالتعود و التكرار يكتسب الرضيع خبرات و قدرات تختزن في عقله البرئ البسيط .

و يخلق الله الطفل الرضيع و يختصه بمجموعة من الغرائز يحكمها جميعاً حب البقاء مثله كمثل أي كائن حي .. و يعزي بعض علماء النفس أمثال فرويد معظم الغرائز الجنسية ..و لكن الأوقع أن غرائز الجوع و العطش و الحب و غيرها تولد مع الطفل كجزء لا يتجزأ من تكوينه و بنيانه و يساعدها في تهزيبها و تدريبها حواس الطفل المختلفة مثل الشم و الإحساس و التذوق و النظر و السمع و غيرها .. تعمل حواس الطفل في تناسق و تجانس لسد احتياجات الطفل الرضيع و كلما تدرج في النمو تطورت هذه الحواس لتكيف الطفل مع الحياة الدنيا الجديدة .. و قد تتأخر القدرة على الإبصار ساعات أو أيام قليلة ثم تبدأ تدريجياً في إدخال المدركات المرئية شيئاً فشئ .. فيتعود الرضيع على ما حوله من أشكال و مناظر .. و يبدأ في التعامل مع البيئة المحيطة به تدريجياً .. و في حدود الشهر الثاني إلى الثالث يمكن للطفل أن يتفاعل مع العالم المحيط به عن طريق الرؤية فيبتسم لأمه أو أبيه عندما ينظر أحدهما إليه .

و في خلال الشهور الأولى من حياة الطفل الرضيع تتطور بعض القدرات العقلية لديه .. و أهم مظاهر هذه القدرات ، القدرة على التخيل . و كلما ازداد الطفل في العمر ، ازدادت لديه قدراته على التخيل .. و القدرة على التخيل هي القدرة على إضافة أشياء مختلفة إلى الواقع فينتج عن ذلك عالم مختلف في تكويناته و تركيباته و تحركاته و تفاعلاته . فعندما يرى الطفل الصغير جواداً يجرى يمكن لخياله الخصب الفسيح أن يحوله لجواد يطير و يغني .. و عندما يرى طفلاً صغيراً يبكي يمكن لخياله أن يحوله إلى مأساة بكائية و أحزان لا نهائية .

الخيال في الطفل كحقل خصب يمكن زراعته و رعايته و الاهتمام به ليعطي ثماراً و ارتفاعاً وفيراً من الإبداع و الابتكار ..
و هنا تبرز بعض الأسئلة الهامة التي تحتاج إلى أجوبة :
كيف نستطيع أن ندخل عالم الطفل ؟
كيف يمكننا نحن الكبار أن نعيش داخل هذا العالم ؟
كيف نساعد الطفل على تنمية خياله بطريقة إيجابية و مثمرة ؟
كيف نستفيد من خيال الطفل في حياته ؟

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس