الموضوع: منتصف الطريق..
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 04 / 2009, 03 : 04 AM   رقم المشاركة : [7]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: منتصف الطريق..

[align=justify]
الغالي كنان
تحياتي
تذكر أنني قلتُ في مكان ٍ آخر إن الكلمة عجينة طرية تشبه إلى حد ما اللبنة ، حيث نستطيع أن نبني بها قصرا ، أو كوخا ، أو نرميها دون فائدة هنا أو هناك .. هذا جائز في كتابة نص أدبي إبداعي ، وجائز في النقد .. وأريد أن أعود هنا أن أعود إلى قصتك من جديد بعد أن أجبتني، وبعد أن كتب عنها غيري من الزملاء .. وقصدي ألا تمرّ هذه الوقفة دون أن نستفيد منها بشكل كامل بعيدا بالتأكيد عن أيّ قصد غير قصد البناء ..
وقبل أن أبدأ أريد أن أقول لك أيها الغالي شيئا مهما ، ينطبق علينا جميعا ، أحبب ما تكتب فيه أو عنه ، أحببه بصدق .. ولا تنسى أن تكتب بتلقائية ، أي متحررا من القيود ، أو الشروط المسبقة ..ومثالي قريب ، وهو يتعلق فيمن يكتب نثرا ويريد أن يكتب شعرا ، كلمة شعر وحدها تربكه وتجعله مقيدا يفكر بالقافية وغيرها ، فيأتي عمله جامدا ..
الآن سأستعمل الطينة ذاتها ، أي الكلمة ، وأحاور نصك من جديد، وأيدك فعلا أن تقارن بين ما سأقوله الآن ، وما قلته من قبل .. كي ترى إلى أهمية التعامل مع المفردة حسب ما نريد وبالشكل الذي نرغب فيه .. طبعا أعرف تماما أن صدرك سيتسع لسماع كل شيء ما دام الهدف هو الفائدة ، ولا شيء غير الفائدة ..
سألتك : " علينا أن نلاحظ في مسارالقصة كلها أنها حلم .. وليست واقعا .. هل أراد الكاتب أن يقيد بطله منذ البداية؟؟.. لا ادري .. لماذا لم يجعله مثلا يسافر حقيقة؟؟.. ويصطدم بعدها بالواقع ؟؟.. لماذا لم يقدم لي شخصية تذهب إلى بلد آخر ، وترجع ممزقة موجوعة مسكونة بالفشل؟؟.. "..
وأجبتني بالقول :" أما بالنسبة لسؤالك لماذا اخترت أن تكون القصة متخيلة وغير حقيقية.. فالجواب : لأننا حتى في أحلامنا نفشل فكيف هو حال الواقع ؟؟ ".. أيها الغالي مثل هذا الجواب غير مقنع .. لأن الحلم مفتوح ولا تستطيع أن تغلقه ، وأن تقارنه بالواقع غير ممكن ، لأن الواقع يختلف تماما ..كيف ؟؟..
أنت تقول في قصتك " أراد " وهذا الفعل كما تعلم من الإرادة ، والإرادة لا تتحقق وأنت في حالة سكون ، أي وأنت تحلم ..فما جدوى الإرادة هنا ؟؟.. والحلم أيها الغالي ، يبقى حلما ، لأنك ستتصرف وأنت تجلس في مكانك ..وهذا الجلوس أو السكون لن يولد شيئا .. بينما لو جعلت بطلك يتحرك في الواقع ويفشل لاختلف الأمر كله .. لأنك في هذه الحال ستضعني أمام تجربة واقعية تجهض بعد تجريب وعمل ، فهي تؤدي غرضها ..لكنها في الحلم لا تؤدي أي غرض .. الفرق شاسع يا كنان بين الحلم والواقع ، لذلك سألتك .. ولذلك قدمت بأن القصة القصيرة خطيرة جدا وتحتاج إلى تركيز عال ..
مازلت أستعمل أدواتي ذاتها كما تلاحظ ، وهي الكلمة .. قلت لك إن القصة القصيرة جدا تحتاج إلى تكثيف شديد .. تعال الآن إلى القصة لنكتبها ونسقط بعض المفردات : سافر بعيداً، أراد الوصول إلى أعلى قمة في الفضاء وفيمنتصف الطريق سقط .. ".. ماذا تغير ؟؟.. ببساطة لا شيء .. هل أختصر أكثر " سافر بعيدا ، لكنه فشل فعاد حيث كان " ماذا يعني كل ذلك ؟؟.. لا أقول إن القصة غير جيدة ..لكن لا حظ انك تستطيع أن تغير وتبدل .. وعند هذه القدرة على التغيير شيء من الخلل .. لاحظ ماذا يقول محمود درويش في إحدى قصائده " بين ريتا وعيوني بندقية " حاول أن تبدل أو تغير ..ماذا يحدث ؟؟..يختل كل المعنى .. حتى الكلمة التي تحمل القافية " بندقية " والتي يسوقها الكثير من الشعراء لتكون قافية فقط .. محمود درويش يحملها المعنى كله ..إذا أبعدت " بندقية " سقط المعنى واختل التوازن ..
أردت أن أسوق كل هذا أيها الغالي لتهتمّ بالمراقبة وليس بنقد موضوعاتك .. نقد موضوعاتك سيبقيك في دائرتك أنت ، وموهبتك يجب أن تسعى لآن تباري مواهب الآخرين ، راقب قدر استطاعتك ..حلل ..ناقش .. قل لماذا هذه الكلمة هنا وهذه الكلمة هنا .. ماذا يجري إن حذفنا هذه الكلمة أو تلك ..طبعا النقد ضروري لنا كلنا ، لكن إلى جانب الاستفادة من تجارب الآخرين ..تجارب الآخرين هي التي تبني ..
لاحظ معي النقد الذي وجهه كل من الزملاء .. الأخت الغالية ناهد شما أشارت إلى وجود خمسة حروف جر ..يجب أن تسأل لماذا بينك وبين نفسك ..وقالت عن احد الأدباء :" كأنك تشرب كأس قهوة سوداء مركزة دفعة واحدةوأنت على عجل من أمرك لتترك مفعولهايفعل الأفاعيل في دواخلك الداكنة كذلك هي قراءة قصة قصير جداً " .. أيضا هناك إشارات يجب أن تتوقف عندها ..
الأخ الغالي رشيد الميموني قال :" منذ البداية يعتري المرء شعور بأن هذه الرحلة لن تصلإلى النهاية المؤمل لها " وهذا شيء هام ..لا تعطي القارئ التوقع أو معرفة ما سيحدث ، لأنك تقتل العمل الإبداعي .. ما الفائدة من أن تروي لي شيئا اعرف نهايته ومجرباته ؟؟..
كما وضعت الأخت الغالية ميساء البشيتي ما أدهشني فعلا / ولم انتبه له من قبل ، فأنت استعملت في التقديم ثلاثة أفعال إرادية " حمل ..سافر ..أراد " ثم انتقلت بعد الوصف لاستعمال فعل غير إرادي " سقط " وهو تقسيم جميل وثريّ له مراميه .. وقالت :" لا أعلم هل هو التشاؤم ؟ هل هو الإيمان المطلقبالقدر ؟ هل هي دعوة للاستسلام ؟هل هي دعوى للانهزامية ؟؟ أم هي طرح لما يحصل على أرض الواقع ؟" طبعا هي مالت لإعطاء رأي جيد في قصتك التي تكونت من سطر ..لكن تساؤلاتها بحاجة إلى إجابة ؟؟..
أرجو أيها الغالي أن تناقش ، إن أردت طبعا ، كل من أبدى رأيا ..والأهم أن تقرأ ما يكتبه غيرك ، فكلنا نتعلم من بعضنا ، ولا نخطو للأمام في الفراغ .. وأن تنتبه أولا وأخيرا إلى الكلمة كعجينة تحتاج على الحب والحنان والكثير من التحديق بدورها وأبعادها ..
سلمت



[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس