عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 04 / 2009, 42 : 12 PM   رقم المشاركة : [48]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور ... باللون الأحمر ) ’ المجموعة العاشرة ’

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
(( صور .. باللون الأحمر ))
بقلم / سليم عوض علاونه
غـــــــــزة الصمـــــــود
++++++++++++++++
( المجموعة العاشرة )
( الصورة الأولى )
هي أرملة ، زوجها استشهد في الاجتياح قبل الأخير ، رفضت أن تتزوج تقديساً لذكرى الشهيد ، كانت ترفض أن يطأ رجل .. أي رجل فراش زوجها ، على الرغم من أن العديد من الشباب والرجال قد تقدموا لطلب يدها ، رفضت كل العروض بإباء وشمم ، بأنفة وعزة ، رغم أنها يتيمة الأبوين أيضاً ، وفضلت أن تعيش وحيدة على الذكرى الطيبة للشهيد .
اجتاحت قوات العدو ( المؤللة ) أطراف الحيّ بعد عدة محاولات أفشلها رجال المقاومة بدرجة عالية من الكفاءة والمقدرة ، إلا أن العدو قام بدفع عدد كبير من الآليات والدبابات الضخمة ، فاستطاع التغلغل لمسافات قريبة بالكاد .
هاجموا السكان الآمنين ، قتلوا العديد منهم .. وأصابوا أعداداً أخرى .
حطم الجنود الباب الحديدي للمنزل بعد أن رفضت الانصياع للأوامر المتلاحقة الصاخبة بضرورة فتح الباب ، ولكنها رفضت الاستجابة ..
دوت زخات من الرصاص في أرجاء المنزل ، تبعه صراخ متوالي .. ونداءات استغاثة .. ثم هدوء مخيف .
بعد أكثر من ساعة ، غادر الجنود المنزل فسارعت سيارات الإسعاف إلى المكان بعد أن حال الجنود بينها وبين الوصول إليه طويلاً. دخل رجال الإسعاف إلى المنزل ، أخرجوا المرأة جثة هامدة .
أكد الطبيب المعالج وجود أكثر من مائة رصاصة في جسد المرأة ، وأكد وجود آثار ندوب وتمزقات وحشية مخيفة في رقبة المرأة ، وفي صدرها وسائر جسدها ...
الطبيب الشرعي بدوره أكد بما لا يقبل مجالاً للشك بأنه .. قد تم الاغتصاب بشكل الجماعي ؟؟!! .
++++++++++++++++++++++++
( الصورة الثانية )
خيام متراصة ، تضم المئات من الأسر والعائلات التي فقدت منازلها أعادت بي الذكرى إلى الخمسينات من القرن الماضي ..
كان ذلك بعد عام النكبة بقليل .. عندما تم الطرد القهري من المدن والقرى الفلسطينية .. ونزوح أهل فلسطين إلى الدول العربية المجاورة والبعض منهم إلى قطاع غزة .. وإقامتهم في العراء أياماً وشهور . حتى أشفق عليهم العالم ببعض الخيام التي لا تقي زمهرير الشتاء ولا قيظ الصيف .
عدت بالذكرى إلى تلك الأيام الخوالي ؛ والتي كانت تطير فيها الخيام من فوق رؤوس سكانها إثر الزوابع والعواصف العاتية ..
هيء لي وأنا أسير بين الخيام المتراصة بأنني قد عدت إلى الوراء خمسة عقود أو ما يزيد ، وذلك عندما كنت طفلاً صغيراً أقطن في إحدى تلك الخيام مع أسرتي .. رجعت بذاكرتي إلى المعاناة ، الفقر ، القهر ، شظف العيش ، والعذابات التي كنا نكابدها .
خيل لي بأني عدت طفلاً غضاً .. ألهو مع رفاقي من الصبية بين الخيام .. حفاة ، عراة ، جوعى . نكابد الحياة ونعاني الأمرين .
هيء لي بأنني عدت صبياً يقف بالطابور الطويل لينال قطعة من الخبز وشيئاً الأرز ، وبعضاً من الحليب الرديء .
ثم .. في طابور طويل آخر ، لقضاء الحاجة في مكان أبعد ما يكون عن شيء اسمه " الحمام " .. أو " المرحاض " أو " دورة المياه " .
أفقت من تخيلاتي وتهيئاتي على صوت نشاز يحوم في السماء .. أدركت جيداً بأنني أعيش الواقع .. في القرن الحادي والعشرين .. وليس في منتصف القرن الماضي .. لا لشيء إلا لأنه وفي الخمسينات من القرن الماضي .. لم يكن هناك على الإطلاق شيئاً اسمه ... " الزنانة " ؟؟!!*
_____________________
* " الزنانة " .. هي طائرة استطلاع معادية صغيرة الحجم بدون طيار .. مهمتها الأساسية هي الاستطلاع والتجسس ورصد الأهداف .. تم تطويرها لكي تصبح - علاوة على ذلك - قادرة على إطلاق صواريخ صغيرة ولكنها قادرة على إحداث القتل والتدمير المريع .
++++++++++++++++++
( الصورة الثالثة )
دخل الجنود إلى المنزل .. لم يجدوا غير المرأة .. لا أحد سواها في المنزل .. عاثوا في البيت فساداً .. قاموا بالتفتيش في كل مكان .. حطموا الأثاث .. قلبوا الفراش .. كسروا الأواني .. لم يجدوا شيئاً .. سوى المرأة .. اشتد غيظهم .. زمجروا وصخبوا .. اقترب منها أحدهم .. سألها عن الجميع .. باضطراب حاولت أن تفهمه بأن لا أحد سواها .. سألها عما تحمله إلى صدرها وتضمه بقوة .. أشاحت بوجهها بالبعيد عنه .. حاول اختطاف ما تحمله بالقوة ,, تمسكت به بشدة .. صدر بكاء الطفل الوليد يملأ المكان .. ابتسم الجنود بابتسامة غريبة .. اقترب منها كبيرهم .. بهدوء .. ثم .. اختطف الطفل من بين يديها .. حاول أن يفر من المكان ، لاحقته المرأة بسرعة محاولة استعادة الطفل .. راوغها الجندي .. قام بقذف الطفل ناحية جندي آخر .. اتجهت ناحية الآخر لتخليص الطفل الوليد من بين يديه وهي تصرخ وتولول .. قذف به نحو ثالث .. لاحقته .. رابع .. تابعت المهمة ..
طال الأمر كثيراً .. أحست المرأة بالتعب والإرهاق للجهد الكبير .. لم تكل ولم تمل .. تابعت ملاحقة الجنود الذين ما زالوا يقذفون بالطفل لبعضهم البعض كالكرة ، وهم يقهقهون بضحكات شيطانية صاخبة .. وقعت على الأرض عدة مرات .. نهضت بقوة وإصرار لتخليص الطفل من بين أيديهم ..
أخيراً .. أصابها الإعياء .. والتعب الشديد .. سقطت على الأرض .. سحبت جسدها سحباً على الأرض محاولة اللحاق بهم وتخليص الطفل من بين أيديهم دون جدوى .. وقف كبيرهم وهو يحمل الطفل بين يديه مقهقهاً بوحشية .. أخبرها بأنه سوف ينهي اللعبة المسلية حالاً .. وسيعيد لها طفلها .. وكل ما عليها أن تنتظر قليلاً ..
أصدر لبقية الجنود إشارة معينة .. قذف بالطفل عالياً في الهواء ... وفي لمح البصر .. كانت تستقر في جسد الطفل الوليد مئات الطلقات النارية ؟؟!!
+++++++++++++++++++++
( الصورة الرابعة )
الأب رجل كبير السن مريض مقعد ، لا يستطيع السير أو التنقل من مكان إلى آخر سوى بالعربة الصغيرة ذات العجلات .
اشتدت عليه وطأة آلام المرض .. أحس بالإعياء الشديد .. زادت علته ومصائبه لما يدور حوله من دمار وقتل .. وما يتناهى إلى مسامعه ومسامع الجميع من تنكيل وتقتيل وفظائع ، فتراكمت عليه الهموم لتزيد آلامه المبرحة آلاماً أخرى .
استعملوا كل أنواع الأدوية والعلاجات المتوفرة بالمنزل دون جدوى .. حاولوا معه بكل الوسائل بدون فائدة .. فوجد الجميع بأن لا مفر من نقله إلى المستشفى لمتابعة العلاج .
تطوع كل فرد من أفراد العائلة بمرافقته ، الا أنه رفض أن يرافقه أحد سوى نجله الأكبر ، الذي كان يرافقه دائماً ويحسن التعامل معه عند نقله بالعربة ، فرضخ الجميع لرغبة الأب .
خرج الابن الأكبر يدفع العربة ذات العجلات التي تحمل والده ، اصطدم بثلة من جنود العدو الذين استطاعوا التسلل إلى المكان خلسة .. أمروهما بالتوقف بعنجهية وصرامة .. توقف الابن عن متابعة السير وعن المتابعة بالعربة التي تحمل الأب .. عربد الجنود عن بعد وهم يأمرون الشاب بالوقوف إلى جانب أحد الجدران ، ثم يأمرون العجوز بالترجل من العربة والوقوف إلى جانب الشاب ، حاول الابن أن يشرح لهم الأمر رغم أن الأمر شارح لنفسه.. حاول أن يريهم كمية الدواء المكدسة إلى جانب أبيه المريض ، إلا أنهم رفضوا مجرد الاستماع له ، لم تشفع للعجوز أناته وآهاته المتتالية المؤكدة للمرض وعدم القدرة على الترجل من العربة ، تابعوا إصدار الأوامر الصارمة بالترجل وضرورة المثول لأوامرهم .
حاول العجوز أن ينفذ الأوامر الصادرة له من الجنود بعنجهية وصلف .. وهم بالترجل من العربة ، فكاد أن يقع على الأرض .. ندت عنه صرخة ألم وتمتمة بالدعاء والتسبيح ، أسرع الابن نحو الأب ليسنده ويساعده على الترجل من العربة حتى لا يسقط على الأرض ...
بعد أقل من ساعة .. كان البيان العسكري يصدر عن قوات العدو .. بقتل رجلين من رجال المقاومة بعد أن حاولا القيام بعملية استشهادية بواسطة عربة مليئة بالمتفجرات بين جنود العدو ؟؟!! .
+++++++++++++++++++++++
( الصورة الخامسة )
هي امرأة مسنة .. تجاوزت السبعين من عمرها .. لم تستطع تحمل بكاء الأطفال وصراخهم وعويلهم .. حاولت بكل جهدها أن تهدئ من روعهم .. أن تسكت أصواتهم المدوية بالصراخ والبكاء .. لقد فقد الأطفال أبويهم عند بداية الحرب القذرة التي شنها العدو غيلة وغدراً .. الموت يحاصرهم من كل جانب بالقصف المتوالي .. والقذائف الحارقة .. والطعام قد نفذ .. ولم يتبق منه شيئاً يسدون به رمقهم .. والأمر كذلك .. كان لا بد من خروج المرأة المسنة للحصول على أي نوع من الطعام لأحفادها .. من أي مصدر كان .
خرجت متهالكة متعثرة تتوكأ على عصا الزيتون التي ترافقها دائماً .. شاهدت الدمار .. القتل .. القصف .. الخراب حولها من كل ناحية .. ندت عنها أنة ألم .. ومن عينيها دمعة حزن حارقة تكفي لإشعال النيران في العالم أجمع .
كالشياطين كانوا ينتصبون أمامها فجأة .. مجموعة من جنود العدو ..تقدم قائدهم من المرأة المسنة .. صرخ بها مستهزئاً متهكماً .. يسألها عن وجهتها .. أخبرته أنها تريد أن تأتي بالطعام للأطفال الجياع .. أخبرها بأنها قد وصلت في الموعد المحدد تماماً.!!. لم تفهم ما يعنيه .
أمرها بالوقوف فوق تلة صغيرة .. أوهمها بأنه سوف يأتيها بالطعام والشراب لها وللأطفال .. أخبرها بأنهم يريدونها للحظات فقط .. لتؤدي لهم خدمة بسيطة .. فلقد نسوا ( الشاخص ) الذي يتدربون عليه في إطلاق النار .. لم تفهم المرأة ما يريدونه منها بالضبط .. استفسرت من قائد المجموعة عن نوع الخدمة التي يريدونها منها .. أجابها ببساطة .. بابتسامة مزرية .. وضحكة قذرة .. وكلمات شيطانية .. " بكل بساطة .. نحن نريد أن تكوني ( الشاخص ) الذي سيتدرب عليه الجنود لبعض الوقت " ؟؟!! .
+++++++++++++++++++++++++++


( الصورة السادسة )
.. شقيقان هما ... توأمان .. لم يتعودا على فراق بعضهما البعض مطلقاً .. لا يطيق أحدهما الابتعاد عن الآخر ولو للحظات .. يأكلان سوية .. يلعبان سوية .. يدرسان سوية .. يعملان سوية .. ينامان سوية.
عملا سوية في حفر الأنفاق في الجنوب .. أقصى الجنوب .. كغيرهما من آلاف الشباب الذين تقطعت بهم أسباب الحياة .. وسبل توفير لقمة العيش الشريف .. فمصادر العيش والحياة أصبحت شحيحة بشكل لا يحتمل بعد الحصار الرهيب المفروض على الجميع منذ زمن طويل .. والحصول على لقمة العيش لا يستطيع الكثيرين الحصول عليها إلا بالكاد .. في النهاية ، لم يجدا مفراً من اللجوء إلى هذا المجال العصيب للعمل مكرهين كغيرهم من آلاف العمال في العمل بالأنفاق . أيضاً كانا لا يفترقان .. متلازمان كالشخص وظله تماماً .. يتحركان سوية .. يعملان سوية .. يأكلان سوية .. يدخلان النفق سوية ... يخرجان منه سوية .
استعدا للخروج من النفق لتناول الطعام .. لا يهم أن يكون طعام الإفطار .. أو طعام الغداء .. أو العشاء .. فكلها سواء بالنسبة لعمال الأنفاق .. أحدهما خرج من النفق متقدماً الآخر بعدة خطوات ..
فجأة .. وبدون مقدمات كان القصف الشديد المتوالي على الأنفاق من الطائرات الحربية ينهمر كالمطر .. حاول الجميع الفرار من الموت .. تمكن من ذلك بصعوبة من كان خارج النفق .. أما من كان في الداخل فقد كان الموت المخيف من نصيبه .
عاد الشقيق التوأم الذي تمكن من الفرار إلى النفق المتهدم للبحث عن شقيقه .. قام بالحفر بيديه .. بأصابعه .. ساعده آخرون في المهمة ..
وصلوا حيث الجثث المشوهة المهلهلة المطمورة تحت الرمال ... عملوا على إخراجها من النفق المهدم .. وجد جثة شقيقه فكاد أن ينكرها لما حدث بها من تشوهات ..
في اللحظات التالية تماماً .. كانت الطائرات الحربية تعاود الإغارة على المكان .. فتحيله إلى قطعة من جهنم ..
.. شقيقان هما... توأمان .. لم يتعودا على فراق بعضهما البعض مطلقاً .. لا يطيق أحدهما الابتعاد عن الآخر ولو للحظات .. يأكلان سوية .. يلعبان سوية .. يدرسان سوية .. يعملان سوية .. ينامان سوية.. تمتزج أشلاءهما في نعش واحد سوية .. ينامان في قبر واحد سوية .
+++++++++++++++++++++++++++

[/align][/cell][/table1][/align]
[frame="2 98"]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
[/frame]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس