عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 12 / 2007, 29 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
الباحث أحمد محمود القاسم
كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

 الصورة الرمزية الباحث أحمد محمود القاسم
 




الباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to behold

دور المرأة في الفضائيات وكيف يستغله الرجل؟؟

دور المرأة في الفضائيات، وكيف يستغله الرجل؟؟
الكاتب والباحث/احمد محمود القاسم
ظهرت المرأة بكل جمالها وأناقتها، وفنها وفنونها وإبداعاتها، وشخصيتها ولباقتها وإغراءاتها، ومرحها وفرحها ومفاتنها، على شاشات التلفاز، عبر الفضائيات، في كل مكان تقريبا، وكل زمان، وبدون استئذان من أحد، البعض كان يتقبل دخولها هذا بكل صدر رحب، حيث كان يتوق إليه بكل لهفة وشوق، منذ زمن بعيد، وكان يحلم ان يعيش فيه تلك اللحظات، التي يرى فيه المرأة بأحلى صورها وحللها ومفاتنها، ويمتع ناظريه منها حتى الشبع، وحتى الى ما فوق الإشباع، وآخرون، كانوا يعتبرونه دخولا بدون استئذان، فكان مرفوضا بكل ما في الكلمة، من معاني الرفض, ان يفتح التلفاز ويرى على شاشاته مناظر الفتيات والنساء، بأجمل صورهن وإغراءاتهن، وظهرت هناك صراعات في المجتمعات المختلفة، مع من هو مع ظهورها، ومن هو مع ضد ظهورها، حتى ان بعض الفضائيات، اظهرن مذيعات الأخبار، في بعض الدول، وصدورهن مكشوفة تماما، ونهودهن ظاهرة تماما حتى وكأنها تود الخروج من شاشات التلفاز، فقد كان منظرا لجمال المرأة أخاذ ومغري، ومثير جدا، من لا يحب الجمال حقا، يزعجه ذلك المنظر، ومن يحب الجمال، يسره رؤيته ويكيل له المديح.
أصبح ظهور المرأة بالفضائيات، من اهم الأمور التي يبحث عنها مدراء الفضائيات، والشرط الأساس، بقبول توظيفهن في فضائياتهم هو مدى تمتعهن بقسط عال من الجمال والأنوثة والدلع، ، ثم تأتي الكفاءة بعد ذلك، حتى أصبح الشغل الشاغل، الذي يجمع الرجال والشباب حول الفضائيات، هو جمال المذيعات، ومقدمات البرامج، بأنواعها المختلفة، إضافة الى أغاني الفيديو كليب، وما تحويه من صور الإثارة والإغراء، بالصوت والصورة، والحركات المثيرة أيضا، من هنا أو هناك، ومظاهر مفاتن المرأة، التي بعض الرجال المتزوجون، لم يعهدوها حتى من زوجاتهم، حتى على فرشات السرير، كذلك، فان الكثير من الزوجات أصبحن يتشاجرن مع أزواجهن، اذا ما أثاره جمال تلك المذيعة وأشاد بها وبكفاءتها وسلاستها بتقديم البرامج.
حقيقة لا لبس فيها، فانه قد أصبح وجود المرأة بجمالها وأناقتها، ودلعها وغنجها، من أكثر ما يشد المشاهد الى المحطات الفضائية، ثم يأتي بعد ذلك، توفر الفائدة العلمية والثقافية والإخبارية والترفيهية وغيرها، ولهذا، فمن يستطيع من مدراء الفضائيات، إدخال جمال وأنوثة المرأة، الى برامج فضائيته، ومسلسلاتها وأغانيها، وحتى النشرات الإخبارية، سوف يتمكن من سرقة أكبر عدد ممكن من المشاهدين، من الفضائيات الأخرى، الى فضائيته، من هنا، تجد التنافس الكبير بين الفضائيات في إظهار أجمل الجميلات على شاشات فضائياتهم، من الفضائية اللبنانية الى المصرية والسورية والأردنية والامارتية وقناة الجزيرة والعربية، وكافة الفضائيات العربية والدولية وهكذا.
أصبحت ظاهرة التنافس بين بعض الفضائيات، بإظهار مفاتن المذيعات ومقدمات البرامج، هو الشغل الشاغل، وحقيقة الأمر، والحق يقال، ليست كل الفضائيات التي تهتم بالجمال وحده، على حساب اهتمامها بالكفاءات والقدرات والوعي الثقافي، في تقديم نشرات الأخبار والبرامج الكثيرة، فالكثيرات من مقدمات نشرات الأخبار، ومذيعات ومقدمات البرامج بجذبك إليهن، شخصياتهن ولبقاتهن وأسلوبهن السلس في الحديث، وقدرتهن على تقديم المعلومة، بشكل اكثر جاذبية، وبذلك يمكنهن ذلك من تقديم موقف الفضائية التي يعملن بها، بشكل اكثر فاعلية واستحسان، وبذلك يقنعن المشاهد، بوجهة نظرهن ويستملنه الى جانبهن. ولكن لماذا هذا التهافت على الجنس اللطيف والجميلات منهن فقط، لتوظيفهن في الفضائيات، ولماذا المشاهد لا يتقبل الفضائية ويقد عليها، إلا اذا كانت المذيعة أو مقدمة البرامج على مستوى عال من الجمال والأنوثة، بل وعال جدا، كذلك فان البرامج يجب ان لا تخلوا من المرأة وعرض لجمالها. هذا يؤكد ما للمرأة من تأثير في المجتمع، خاصة تأثيراتها الجمالية والجنسية والنفسية، وهذا يثبت للمرأة، مدى تأثيرها وقدرتها في صياغة الأحداث، وحتى في اتخاذ القرار، في حالة امتلاكها رأس الهرم في السلطة، ولو انها امتلكت ايضا، آلية التحكم باقتصاد المجتمع.
الكثير من النساء عبر عصور التاريخ، تقلدن الكثير من حكم الأمم، وحكموا الإمبراطوريات التي لم تقهر في عهدهم، مثل كليوباترا وسميرا ميس ونفرتيتي وبلقيس وأروى (ملكتا اليمن) وزنوبيا (ملكة تدمر) وآسيا (زوجة فرعون مصر) أجمل نساء عصرها، و مريم بنت عمران والخنساء وشجرة الدر (حاكمة الدولة المملوكية) وهيلين كيلر (مكتشفة لغة بريل للقراءة للصم) ومدام كوري (مكتشفة الراديوم) وهدى شعراوي ولطيفة السيد وماري تريزا و فالنتينا تيروشكوفا (رائدة الفضاء السوفييتية) وآمنة بنت وهب (أم الرسول) و خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر وسكينة بنت الحسين وأسماء بنت أبي بكر، وفكتوريا وكاترين وآن بولين وانديرا غاندي ( رئيسة وزراء الهند السابقة) وسيراماكوبندرانيكا (رئيسة وزراء سيري لانكا السابقة) و ميجاواتي سوكارنو (رئيسة وزراء اندونيسيا السابقة) ومارجريت تاتشر(رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق) وغيرهن كثيرات، لمعن في التاريخ العابر والمعاصر، وما زال ذكرهن على كل لسان، كرائدات من رواد المرأة عبر العصور، بل كرائدات عن الإنسانية جمعاء. إذن، لا يمكن تغييب دور المرأة، ولا حتى تهميشه، فللمرأة تأثير في مجريات الأمور الكبيرة والصغيرة، وفي حكم الكثير من الإمبراطوريات عبر عصور التاريخ، وان كان لجمالهن دورا أساسيا في التأثير، إلا أنهن ايضا، امتلكن قسطا عاليا من الكفاءة والقدرة في إدارة الحكم والسلطة والمراكز الحساسة والهامة.
محامية إنجليزية كانت تدافع عن موكلها في قضية ما، في إحدى محاكم لندن، بكل ما لديها من الحجج والمنطق، كانت ترتدي بنطلونا يسمونه " التايت " يظهر مفاتنها بشكل مثير، وعندما احتج احد القضاة الإنجليز على لبسها هذا، وطلب منها الخروج واستبداله بلبس آخر، ثم الحضور الى المحكمة للمرافعة، رفضت طلبه، وأجابته قائلة " إذا لم استطع إقناعكم بحججي وأقوالي، فلعلني أستطيع إقناعكم بمفاتني وأجعلكم تغيرون وجهة نظركم " وعندما اعترض القاضي على كلامها هذا قالت له " من حقي الدفاع عن موكلي، بكل ما لدي من أسلحة “.
هذه المحامية الإنجليزية، تعرف ان للمرأة سلاح حاد (الأنوثة)، لا يملكه الرجل، ويمكن لها استعماله ضده، وتؤثر فيه تماما، فيما لو فشلت كافة الأسلحة التقليدية المستعملة من قبلها.
من هنا يظهر دور وأهمية المرأة وأنوثتها، ليس فقط على شاشات التلفاز، بل في كل مواقع العمل المختلفة، وكذلك معروف للجميع، دورها في عمليات التسويق التجارية، من تسويق الكوكاكولا الى تسويق السيارات، واكبر دليل على ذلك، ما تقوم به المغنيتان هيفاء وهبة ونانسي عجرم في هذا المجال، والملايين من الدولارات، التي تلقونها لتسجيل دقائق معدودات للترويج لبعض السلع التجارية للكثير من الشركات العالمية الكبرى.
هل يجب ان تكون مذيعات التلفاز ومقدمات البرامج المنوعة والكليبات، التي تعرض يوميا من خلال الفضائيات، خالية من النساء، او يكن نساء مبرقعات، كما هن معظم نساء أفغانستان والسعودية ودول الخليج وإيران، حتى تكون هذه الفضائيات مقبولة شعبيا ودينيا، هل يعقل هذا، في عصر تداخل العادات والتقاليد، وانتقالها عبر القارات والمحيطات وبين كافة الشعوب!!!!، ماذا لو ان نساء العالم لبسوا البرقع او الشيدر، كيف سيكون مثل هذا المنظر الرهيب، الذي يشبه قطعان الغربان، وهل هذا اللباس سيحمي النساء من المعاكسات، ويصون شرفهن وعزتهن وكرامتهن، و سيهديء من روع الشباب وهيجانهم الجنسي، وسيوقف الثورة الجنسية، والتي تشتعل رحاها في كافة أنحاء المعمورة؟ أليس الناس ولدتهم أمهاتهم أحرارا، فمتى استعبدتم الناس إذن؟؟ أليس من حق البشر، ان يأكلوا حسب أذواقهم ويلبسوا على أذواق الآخرين، كما يقولون، أصحيح ما يقال تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، او ليس خير الأمور الوسط، وهذا لا يعني انك تستطيع أن تمنع التطرف بكل ألوانه وأشكاله، ومع هذا، تبقى أعداد المتطرفون في المجتمع محدودة، سواء اللذين هم مع التزمت بكافة أشكاله وألوانه، او اللذين هم مع الانفتاح الكامل وحرية الناس في مأكلهم ومشربهم ولبسهم، بكل ما في الكلمة من معنى الحرية، فالمجتمع هو الذي يجعل الواقع المعاش، فيه نوع من التوازن، بين كافة الألوان والأشكال، فالتوازن الاجتماعي هو سنة الحياة.
آلاف بيوت الدعارة، تنتشر في الكثير من عواصم الدول العربية والإسلامية، وبنات الهوى وأشرطة الفيديو الإباحية وممارسات الجنس المتعددة الأشكال والألوان، باسم الزواج، أصبح منتشرا ايضا في الكثير من المواقع والأماكن، في القاهرة وبيروت وطهران والمغرب والكثير من الدول العربية والأجنبية. إذن، أين منها ما يعرض على الفضائيات، وهو لا يساوي جزء يسير جدا مما يحدث في داخل المجتمعات حقيقة. طالما هذا الانفتاح العالمي جاء دون سابق إنذار، والثورة التكنولوجية والتي جلبت معها الثورة الجنسية، لا يمكننا وقفها ومنعها، فعلينا واجب فقط، التقليل من سلبياتها ونتائجها، والقبول بها، ولكن على أساس تنظيمها ومراقبتها وتوجيهها بشكل أكثر ايجابية، بدلا من لعنها والدعاء عليها وعلى أسبابها ومسبباتها، وحسب المثل الذي يقول:( أن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام). حقيقة ان ما تقدمه الفضائيات من البرامج والصور والموسيقى والأغاني والثقافات والعلوم المختلفة، خلط الحابل بالنابل، ولكنك لست مجبرا للقبول ببرنامج دون الآخر، فلك الخيار بان تختار ما تشاء وحسب قناعاتك وذوقك، فأنت مخير ولست بمسير، وهناك عشرات الفضائيات، تعطيك ما تريد، من البرامج الدينية السلفية وحتى أدق التفاصيل فيما يتعلق بالقضايا الجنسية وخلافه، وهذا يتشابه كثيرا مع أنشطة الأنتر.نت، الذي أصبح موجودا تقريبا في كل منزل، والذي يحتوي على كل شيء، الصالح والطالح، فإذا كنت إنسانا سويا وتملك العقل والفكر والإرادة، فبامكانك أن تختار، بكل حرية، وحسب إرادتك ما تريد، بدون إزعاج ومزايدات. وتبقى ايجابيات الفضائيات ومذيعاتها ومقدمي البرامج فيها، يمثلون الذوق الراقي، في المظهر والمضمون، والذي يلقى هوى معظم المشاهدين وكل حسب قناعاته وقيمه وأخلاقه ودينه.
الكاتب والباحث/احمد القاسم

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع الباحث أحمد محمود القاسم
 الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
الباحث أحمد محمود القاسم غير متصل   رد مع اقتباس