رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني
[align=justify]
قصة " العيد " للقاص رشيد الميموني
أول ما يبدو للناظر أو القارئ لقصة " العيد " هو هذه التركيبة الانفعالية النفسية لبطل القصة الذي يأتي هنا دون اسم أو ملامح أو علامات فارقة ، مما يتيح له أن يعمم على أكثر من شخصية ، وليكون بطل بيئة أو مكان ينطبع بالمحيط ويتأثر به بشكل واضح ..
يبني القاص رشيد الميموني قصته من خلال بؤرة حادثة واحدة " الغش في الامتحان " ويركز بشدة وانتباه ووعي على نفسية البطل / الطفل وكيف تتطور عنده هذه البؤرة أو المنطقة الصغيرة لتصير ضاغطا نفسيا يأخذ به يمنة ويسرى فيصير مثل قشة في مهب الريح ..وظني أنّ الحدث / وهو واقع / يفرد بقية اللقطات التي يدور معظمها في الذهن.. وذكاء القاص يتمثل في جعل الأحداث شديدة الترابط ، رغم تفككها في الذهن ، لأنها عبارة عن قفزات واسعة في الزمان والمكان .. ويمكن أن أرسم صورة أولى للقصة – حسب رأيي – تتمثل في حدوث واقعة الغش بالفعل ، ومن بعدها يتوقف الزمن الواقعي ، ليتحرك الزمن الذهني الذي يأخذ في بناء عدة منعطفات تدمج الماضي بالحاضر بالمستقبل ، ولا تنسى أن تخصص الكثير من المساحة للعادات والتقاليد والذكريات المعاشة ..
البطل – وأقف هنا عند إشارة أ . نصيرة تختوخ – اخذ الخصوصية من جهة ، وكان عاما متعددا من جهة ثانية ..أي أن التركيز على البطل لم يكن تقليديا أو عاديا ..هو خاص من خلال الحادثة والتصورات التي تطرحها الذاكرة ، وعام من خلال عدم ذكر اسم أو وصف أو أي تشخيص له .. وكثيرا ما نجد هذا في القصص التي تكون بحجم صغير وبرواية " الأنا " ..والجديد أنّ القاص مزج بين رواية " الأنا " ورواية " الهو " .. نلاحظ هذا من حركة التحدث عنه بصيغة الغائب ، والتحدث عن أفعاله أو تصوراته من خلاله ..
قصة " العيد " ليست قصة مغلقة ، أو ذات وجه واحد ، بل هي مفتوحة على الاحتمالات وعلى قدرة القارئ في أن يشارك في تصور ما يريد من خلال التشابك في ذهن البطل .. وانجح القصص هي القصص المفتوحة لأنها لا تربط كل شيء بمجرى واحد تفرضه فرضا على المتلقي .. فما طرحته وجه من الوجوه ، استطيع أن أتصور أو اطرح غيره في حالة مغايرة أو من خلال معاناة خاصة تتعلق بي واجد في النص مسربا لها ..
الترابط الشديد في هذه القصة يفرض أن أتحدث أكثر ..لكن أتمنى أن أسمع رأي الكاتب والآخرين قبل ذلك ..
سلمتم
[/align]
|