رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]موضوع أساسي و مهم أستاذة هدى أشكرك على وضعه تحت ضوء النقاش.
أعتقد أن الحديث عن الدور التاريخي الذي نفذته الطائفة المسيحية العربية يؤدي الى اثارة جزئية منابع القومية العربية خلال بدايات القرن السالف، ذلك أن البناء الأيديولوجي للتيار القومي العربي كان يستهدف محاصرة الانتشار السريع لأفكار المصلحين الدينيين من أمثال محمد عبده و جمال الدين الأفغاني. لقد كانت العلة الغائية التي دافع عنها المسيحيون العرب استيراد العلمانية الغربية تفاديا لظهور :"عولمة مصغرة" او "نمطية إسلامية" على امتداد الرقعة الجغرافية للوطن العربي. و بالفعل، فقد اتضح أن الفكر القومي انبثق عن مزيج مسيحي عربي بين الشيوعية و الرموز الدينية الإسلامية و في صدارتها الرسول محمد عليه السلام. و يشار إلى أن المحاضرة التي ألقاها ميشيل عفلق تحت عنوان :"في ذكرى ميلاد الرسول العربي" تترجم بصراحة الخوف الرهيب الذي استوطن الذات السياسية و الفكرية المسيحية بسبب ازدياد نفوذ الحركات الإسلامية بمختلف جذورها الاجتهادية. و من منظور بنيوي، نظرية :"العادل المستبد" التي أطلقها الفقيه المصري محمد عبده وجدت لها صدى ضمن الموقف المسيحي العربي من الحركات الإسلامية عبر مفهوم :"الدكتاتور الشيوعي (العلماني) المستنير" الذي كرست له كل التجارب القومية و كان أبرزها تجربة عبد الناصر في مصر. و هما مفهومان متباعدان إذا لم نقل إنهما متضادان.
الإشكالية الأساسية التي يجب أن تطرح في هذا الموضوع المهم تتعلق بتفسير المسيحيين العرب للحماية الشاملة التي وفرها المسلمون للذات الثقافية المسيحية سواء الدينية أو غير الدينية؟ و لماذا أثبت التاريخ المعاصر (القرن العشرين تحديدا) أن المسيحيين يرفضون نسخها على الجانب الديني و بالتالي القبول المبدئي بمطلب الخلافة لدى الحركات الإسلامية كبديل عن الأممية الشيوعية المتقنعة بالقومية العربية؟
لا يجب أن يفوتنا أن نثير دور اليهود العرب أيضا عبر نموذج المعارض المغربي السابق أبراهام السرفاتي مثلا. [/align]
|