الأستاذة القديرة هدى نور الدين الخطيب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على تعليقك الأنيق , الرقيق على المقال .
وأكرر هنا إعجابي بكلمات سيادتكم عن الحب في مقال " هذا هو الحب ".
وأسمحي لي بالرد :
الحب بين الرجل والمرأة قد يولد عملاقاً هائلاً كبيراً .. وقد يولد طفلاً رضيعاً صغيراً .. وهنا أقارن بين الحالتين :
في الحالة الأولى , أخاف من هذا الحب , أو أخاف عليه ! .. فهو حب خاطف , ساحر , يعمي الأبصار كالضوء الوهّاج الشارد .. ويصم الآذان كالرعد العنيف الفاجر. . فيسقط الحبيب في غيبوبة .. لا يدرك ولا يفرق فيها بين مزايا و عيوب المحبوب . أراه حباً يجري و يلهث , يحركه عاملان , أحدهما الأنانية و حب التملك, و الآخر الإصرار و العناد . يولد هذا الحب كبيراً مثل كائن الإستنساخ , فيشيخ و يموت قبل الأوان.
أما في الحالة الثانية , فيولد الحب صغيراً و ينمو و يتطور و ينضج مع الأيام . كل يوم إضافة جديدة لهذا الحب , التفاهم ,الأماني و الأحلام المشتركة , الأفكار والطموحات المبتكرة , معرفة جوانب الشخصية , تطور المشاعر و الأحاسيس الإنسانية , العيوب التي يمكن التغاضي عنها , وأخطاء الماضي التي يمكن الصفح عنها , الصفات الجسدية التي يمكن تقبلها , و السمات النفسية التي يمكن إصلاحها . كل يوم إضافة جديدة لهذا الحب الذي يزداد ثباتاً و نضوجاً و رسوخاً مع الأيام . . ويصبح حباً حقيقياً قوياً لا يعتمد على الأحلام و الأوهام .
إن سنة الحياة أن يولد كل شئ صغيراً ثم يكبر ( الحب , الصداقة , الإبداع , الإبتكار ,العمل الفني أو الأدبي .. ) , إلا شيئاً وحيداً يولد كبيراً ثم يصغر .. الحزن .
في الحالتين لابد من وجود شرارة إشعال الحب .. مثل : النظرة الأولى ( الحب من أول نظرة ) , اللقاء الأول ( الحب القدري أو حب الصدفة ) , ودائماً يكون سبب إشعال هذه الشرارة الإعجاب و الرغبة .. أو الإنبهار و الصدمة .
الحب الحقيقي لا يموت ولا يفنى .. ولكن يعيش و يبقى.
تحياتي و تقديري .