عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 05 / 2009, 17 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

المــوت في رحاب القرآن

مما لا شك فيه أن مواجهة الموت بموت قريب أو عزيز تشكل منعطفا جديدا في حياة أي شخص عاش التجربة.
الحياة التي تبدو واديا سيَّالاً مستمرا رغم انخفضاتها و ارتفعاتها و تقلباتها حين تصطدم بإمكانية النضوب و الإنقطاع تتطلب فلسفة و أسلحة فكرية ونفسية للقدرة على المواصلة و بعث الروح في مشوار الوادي.
في إحدى العروض المسرحية الساخرة لأحد الفنانين أين كان الموت محورا من محاور النصوص تحدث الفنان عن وفاة والده وعن جثث الشهداء التي يركض بها وسط الهتاف وغيرذلك و أضاف:'عندما أموت أود أن يمر الأمر بهدوء أن يشرب الناس شايا أو قهوة دون صراخ ولا هستيريا'.
ولأني شخصيا مع كل تذكار للموت أتذكر مواساة خالي لي حين توفي أخوه وكان شابا في مقتبل العمربقوله :"الحمد لله أننا مسلمـون".
وجدت أن حالة الهدوء التي وصفها الفنان و التي كانت بالنسبة له قريبة من أجواء العزاء الغربية هي في الحقيقة أمتن و أسهل اكتسابا عند المسلمين المؤمنين.
يعبئ الإسلام قرآنا وسنة و سيرة الإنسان بمخزون هائل وقدرة عجيبة على تقبل نهاية الحياة والتعايش مع أمرِّ وأقسى الأقدار التي هي أحداث في حد ذاتها.
يقول تعالي في سورة المؤمنون:'والذين يوتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربِّهم راجعون"
فالمؤمن الحق يؤمن بحتمية الرجوع إلى الله ، يخشاها ولايتوانى عن الإستعداد لها بل أن درجة الإيمان والإخلاص لله ترتبط ارتباطا وثيقا بتقبل الموت والاستعداد ليوم الحساب، يقول تعالى في سورة المنافقون:'قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء الله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين."
لكن هذا ليس كل شيء فالقرآن يؤكد على فجائية الموت ،يقول تعالى في سورة لقمان :"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" .
وفي سورة آل عمران:"يآأيها الذين أمنوا لاتكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لوكانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحي ويميت والله بما تعملون بصير "
إثبات على أن ساعة الموت ومكانها ليسا من تخصصات البشر وليس للمؤمن الصادق أن يستعمل كلمة 'لَوْ' حين تحط الموت رحالها لأنه ليس لها بمانع ولا قدرة له على استباق الأقدار وتغييرها.
يتضمن القرآن آياتا كثيرة تبث الطمأنينة في النفوس من ضمنها ما يشير إلى العدالة الإلهية في مسألة الموت كقوله تعالى في سورة الأنبياء:'وهو الذي خلق الليل والنهارو الشمس والقمر كل في فلك يسبحون.وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت فهم الخالدون.كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون".
ليست هناك امتيازات أو اختصاص لآدمي بالخلد دون غيره ، الموت مصير كل النفوس و الرجوع إلى الله لا مناص ولامفر منه.
عبثا هي محاولات إطالة العمر و تبطيء ركض السنين بالحفاظ على شباب هو ولاشك زائل و فانٍ و مضيعة للجهد والطاقة النفسية هي حالات الجزع و الهستيريا حين حلول الموت فالعودة إلى كلام الله والتجوال في رحاب القرآن يغذينا بالصبر و يفتح لنا النوافذ المطلة على رحمة الله و لطفه بنا.
في عتمة سواد النهاية وظلام انطفاء الروح نكتشف مع كتاب اللـه عظمته جلَّ عُلاه وروعة دورة الحياة التي أبدعها والتي نظل نتمتع بها مادمنا أحياء وعلينا أن نشكره ونحمده علينا مسبحين باسمه و مؤمنين بمشيئته.
قال تعالـى في سورة الأنعام:{"إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(95)فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(96)وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(97)وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ(98)وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(99)}.
فصدق الله العظيم فالق الأصباح والحب و النوى ومن إليه ترجع النفوس.

Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس