الموضوع: هل نحن أمة تقرأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 05 / 2009, 08 : 12 AM   رقم المشاركة : [3]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: هل نحن أمة تقرأ

الأستاذة القديرة ناهد شما :
بسم الله الرحمن الرحيم

ماشاء الله .. لديكِ قدرة جميلة علي تحفيز الأعضاء الأفاضل للمشاركة و النقاش .
وأسمحي لي بالمشاركات .. والإجابة على سؤالك الهام في ثلاثة محاور رئيسية :

المحور الأول :
هل الأمة العربية أمة لا تقرأ ؟

الإجابة بمنتهى الصراحة و الوضوح .. نعم .. والدليل على ذلك النسبة العالية من الأمية الثقافية بين أفراد الشعوب العربية .. أمية في كل مجالات المعرفة و الحياة و الدين والمعاملات ( للأسف الشديد شئ مؤسف و محزن للغاية !).

ولكننا لا نستطيع أن ندرك نسبة القُراء إلى التعداد السكاني العربي .. للأسباب التالية :

1. عدم إيماننا وعدم ثقتنا في أهمية و جدوى علم الإحصاء و التدوين والتسجيل والتوثيق في جميع مجالات حياتنا . لذلك فالتخطيط في أي مجال غير قائم على أسس علمية صحيحة .
2. ليس لدينا إحصاء حقيقي للتعداد السكاني .
3. ليس لدينا إحصاء صحيح و دقيق لأعداد الكتب و الصحف و المجلات و الجرائد , المطبوعة ثم المباعة ثم المقرؤة في العالم العربي !!!! (كارثة ) .
4. ليس لدينا نسبة حقيقية للأمية في بلادنا !! ( كارثة أخرى ) .. والاضحوكة الكبرى هى في مقولة : لقد إستطعنا القضاء على الأمية تماماً .

المحور الثاني :
هل كنا جيل يقرأ ؟

نعم كنا و مازلنا جيل يقرأ ..
منذ طفولتي و حتي الآن الكتاب هو صديقي و رفيق حياتي الأول .. معرض الكتاب الدولي في القاهرة هو عيد حقيقي لمعظم أبناء جيلنا .. سور الأزبكية ( بميدان الأوبرا بالقاهرة ) حيث كانت تباع الكتب القديمة هو مغارة على بابا , التي بها الكنوز و الجواهر الثمينة النادرة . أتذكر الحاج " توفيق " رحمه الله , الرجل الطيب , صاحب كشك لبيع الكتب القديمة ( مكتبة خشبية متواضعة ) , حيث كنت أشتري منه مالذ و طاب من الكتب المختلفة في شتى مجالات المعرفة , ويحضر لي مختاراته الخاصة من الكتب التي يعلم أنها تستهويني و يهمني إقتنائها .

سعادة غامرة و ثروة كبيرة أحملها عائداً إلى منزلي .. مجموعة كبيرة من الكتب يضمها و يحتضنها أربطة من الدوبار ( الخيط الغليظ الخشن ) , التي تترك آثارها على يدي و أصابعي لساعات طويلة .. وآثارها الجميلة على فكري و عقلي سنوات عديدة . أقضي بعدها ستة أيام ألتهم مجموعة الكتب القيمة , حتي يجئ موعد زيارتي الأسبوعية التالية لسور الأزبكية .

للأسف الشديد إختفى منذ سنوات قليلة سور الأزبكية .. و أصبح البحث عن أمهات الكتب و جواهرها من الصعوبة بمكان و زمان . وضاع الكتاب وسط ضجيج وزحام العاصمة و البحث عن لقمة العيش , وغذاء البطون , لا العقول !! . هل تصدقوني لو قلت لكم , أن كل كتاب في مكتبتي الذاخرة أعلم متى و أين وكيف إشتريته ؟

المحور الثالث :
هل جيل هذه الأيام يقرأ ؟

بالطبع لا ..
الأطفال ليس لديهم الجديد و الجميل من الكتب .. وليس لديها الحافز الحقيقي لزيادة المعرفة .
الشباب .. وجد الكثير من الملاهي التي تبعده عن الكتاب . . السينما .. الكوفي شوب .. نوادي البلياردو .. البلاي ستيشن .. الدردشة في النت .. تقليد سخيف ممسوخ لمنهج و طريقة الحياة الغربية . بالإضافة إلى غياب الكتاب و الجريدة الجذاب لفكرهم و تطلعاتهم و رغباتهم .
الرجل الناضج و المرأة و الكهل و الشيخ .. ضاعت لديه مصداقية مايكتب في الكتب و المجلات و الجرائد .. وأنشغل بالبحث عن مخرج ضيق ( بصيص أمل ) لمشاكله و مشاغله اليومية التي لا تنتهي .

لقد قال لي أحد الشباب مداعباً :
" الفائدة الوحيدة لكتاب اليوم أن تضعه تحت رجل المكتب لحفظ الإتزان ".

تحياتي وتقديري . د. ناصر شافعي
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس