في بداية اطلاعي على النص , أول ما لفت نظري العنوان ( أيها الفتى الأندلسي )
كم قرأت قصص عن الأندلس وعن فتيان الأندلس المعروف عنهم بالبطولات , وفي قرارة نفسي فكرت لماذا اختارت الأستاذة نصيرة هذا الإسم بالذات
وماذا تهدف من وراء ذلك ؟؟
ولكني وجدت أنها ربما تُشَبِّه هذا الفتى بالشاب الأندلسي القوي الجبار المسافر في خيال الأنثى ولكنه ليس هو !!! أو ربما ما تقصده هو الحبيب
كلما اقتَرَبْتَ مني رأيت في عيونك ذات البريق وبدت لي طفولتك مرفرفة كفراشة في حدائق إشبيلية؛
الأنثى الغجرية هل هي واثقة من نفسها عندما تساءلت وقالت
أيَرَاني غجرية تأخذه إلى رُبى برائحة زهر البرتقال و خضرة الزيتون؟
أم أنها تستجدي الحبيب المهاجر فتقول له
أم يجد فيَ أنوثة أثمرت كنخلة غير آبهة بفراغ الصحراء؟
مازالت الأنثى تحتار ما يخفيه الفتى وراء سكونه وكلماته ولكنها عندما تصحو تعود إلى الواقع وإيمانها بأنثويتها
أبحث عن أجوبة خلف كلماتك وسكونك ولايوقفني إلا يقيني بنفسي وعودتي إليها.
ولكن لا أدري ماذا تقصد في هذه العبارة أن قلبها ليس كنزاً بل صندوقاً فارغاً هل تقصد قلب الأنثى الذي هو الوطن فإذا عاد الحبيب إلى وطنه سيجد هذا الوطن وقد امتدت إليه أيادي الزمن وتم نهبه وسلبه من قبل العدو أو أنها تحاول أن تجعله ييأس من الرحيل فالكنز هو أرض الوطن وترابه
أيًّا أكن ليس قلبي كنزا بل صندوقا فارغا وإن فتحته بمشيئتي أو خلسة لن تجد مايدعو للمجازفة؛ امتدت أيادي الأيام قبلك وسلبت ونهبت تماما كما فعلت بك واستبدلت أندلسك بحقائب السفر.
أجد أن الأستاذة نصيرة قد برعت في معالجة هذه الخاطرة أو التي تشبه القصة برغم أني وجدت أنه لربما اتخذت عنواناً آخر غير هذا العنوان الفتى الاندلسي
عبارات أعطت النص رونقاً وجمالاً وجعلت لتلك الخاطرة نكهة مميزة فراشة وغجرية وزهرة البرتقال وخضرة الزيتون نسائم خزامى ترحال صحراء مجازفة
ولم تكن ألفاظ الخاطرة صعبة ولا مصطنعة فأظهرت تمكناً من المفردة و هذا النمط الأدبي ربما يجذب العقول ويزيد من تخيلاتها
معذرة لمشاركتي المتواضعة
دمتم بخير