الموضوع: هل نحن أمة تقرأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 05 / 2009, 30 : 12 PM   رقم المشاركة : [9]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: هل نحن أمة تقرأ

الأخت الغالية أستاذة ناهد شما حفظك الله،

موضوع غاية في الأهمية خاصة وإن الكتاب اصبح شيئ من الكماليات ،

كتبت موضوع في نفس السياق في منتدى الحوار بمنتدى حمامة بعنوان " هل مازلتم تقرأون؟"

وتسائلت في مستهل الموضوع "هل مازلتم تقرأون؟ وهل مازال للكتاب مكان في احدى اركان البيت؟"

من اجمل ساعات خصوصيتي عندما انفرد بكتاب في مكان هادئ يصاحبنا فنجان من القهوة على نغمات موسيقى هادئة كلاسيكية، ولأنني احب القراءة فإنني اتنازل احيانا عن هذا الجو الهادئ واحمل كتاب معي في تنقلاتي ، اقرأ اثناء سفري بالطائرة، اقرأ وانا على شاطئ البحر، اقرأ قبل ان اغمض عيني في رحلة سبات عميق، اقرأ في كل حالاتي النفسية ، وانا حزينة ، وانا فرحة ، وانا مريضة ، وانا بكامل صحتي، ببساطة القراءة عادة تلازمني منذ طفولتي. لقد قرأت في كل المواضيع.

كنت اتصفح احدى الكتب ووجدتني مأخوذة بكل ما جاء فيه لدرجة انني لم اعد اتواصل مع ما حولي ، وجدتني التهم المعلومة تلو الاخرى واصارع الوقت حتى اللهاث للوصول الى الصفحة الاخيرة ، شعور جميل هو الارتباط بالكتاب والنهم الى القراءة في وقت تكالبت فيه الفضائيات لتحتل الحيز الاكبر على الساحة وتقلل من قيمة الكتاب ، ولكن للكتاب رواده بالرغم من كل المحاولات الاعلامية الحديثة لتهميش دور الكتاب في الثقافة الجماهيرية التى باتت على المحك بعد ان سلبت الفضائيات عقول الكثيرين بثقافة هز الوسط والإسقاطات الجنسية المثيرة التى سكنت ابجدية هذا العصر.

من الاشياء التى لفتت نظري في دول الغرب هي انغماس الناس في القراءة ، فتراهم يحملون كتبهم في تجوالهم ، ينهمكون في القراءة في اي فرصة ، فهم يقرأون في المترو ، وفي المقاهي ، وفي اي ركن يتيح لهم فترة خلوة مع كتاب كما انهم يخصصون من الميزانية مبلغاً معيناً لشراء كل ما ينشر من كتب.

بينما عندنا بالوطن العربي ، فهناك عداء مستحكم بيننا وبين الكتاب بالرغم من اننا أمة إقرأ. وبإستطلاع بسيط في فئة الشباب عن اخر كتاب قرأوه ستلاحظوا بأنه كتاب مدرسي أجبروا على قراءته لدخول الامتحان فقط. واذا بحثنا في منازلنا سنجد بأن المكتبات قد اختفت وحل محلها جدارية سيريالية لا معنى لها او قطعة من الاثاث التى تثقل كاهل المكان لعدم فائدتها والحاجة لها ، فقط تم وضعها للمظهرية.

لو قرأنا سيرة العلماء والشعراء ، لوجدنا ان الكتاب كان يعني لهم الكثير وكان يصاحبهم حتى الرمق الاخير، دعوني اورد بعض الامثلة:

لقد توفي مسلم صاحب الصحيح وكتابه بيده


ومات الجاحظ تحت حفنة من كتبه

وقال ابن الجوزي بأنه قرأ عشرين الف مجلداً في شبابه

وقال المتنبي عن الكتاب: وخير جليس في الزمان كتاب

وقال الروائي الروسي الشهير تولستوي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن


فلقد بجل الشعراء الكتاب وصدق الشاعر حين قال:

نعم المؤانس والجليس كتـــــاب ***تخلو به إن خانك الأصحاب
لا مفشيـــــاً ســراً ولا متكـــــدراً ***وتفاد منه حكمة وصـواب
لنـا جلسـاء ما نمـل حديـثهـــــم ***ألـباء مأمومون غيباً ومشهداً
يفيدوننا من علمهم علم مامضى***وعقلاً وتأديباً ورأياً مســدداً
فلا فتنــة تخشى ولاسوء عشــرة***ولا نتقي منهم لساناً ولا يـداً
فإن قلـت أمــوات فمــا أنت كـــاذب***وإن قلت أحياء فلست مفنـداً

كما قال الأمير بن صمادح:

وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ
فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ
ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!
فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.

للأمانة الأدبية الموضوع موجود على هذا الرابط
http://www.hamama.ca/vb1/showthread.php?t=8262


أستاذة ناهد أشكرك على فتح هذا الموضوع المهم والذي يجب ان يؤرقنا جميعاً ، علينا ان نسعى لتحفيز الأجيال الجديدة على القراءة وان نعمل على إعادة المكانة للكتاب بعد ان خطفت الشبكة العنكبوتية منه الأضواء.

مودتي وصادق تقديري،

سلوى حمّاد
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس