ماذا بعد رحيلكما؟؟
طفل في الحادية عشر من عمره، متمسك بدينه، يصلي صلاته في المسجد و يحافظ عليها. يحب تلاوة القران الكريم كثيرا خاصة في المسجد بعد صلاة المغرب.كان يحبه كل الناس و كان يبادلهم الحب نفسه حتى أنه كان يدعوا أصدقاءه للصلاة في المسجد، بعضهم يستجيب و بعضهم لا.لم يكن يعرف الحياة الدنيوية:همه الوحيد هو نيل رضى الله و رضى والديه. أمه التي كانت تعاني من مرض القلب كانت دائما تدعو له بالتمسك بدينه و تعطيه النصائح القيمة، أما أبوه فقد كان يصارع الحياة من أجل لقمة العيش و حسن تربية أبنائه.
لكن ماذا حدث لهذا الصبيهو أنه جاء يوم غير حياته و قلبها رأسا على عقب:انه اليوم الذي توفيت فيه والدته، يوم لم يستطع نسيانه.كان هو و أخته و جده في البيت، أما أمه فقد كانت في المستشفى مع أبيه و بعض أخواته. كانت قريبة من الموت، لم يكن يعرف ماذا يحدث معها على عكس جده الذي كان على علم بكل شيء و أبى ان يخبره. خرج الصبي لصلاة العصر، ثم ذهب للعب مع أصدقائه، الى أن جاءت الصدمة الكبرى:نبأ وفاة أمه.لم يستطع تصديق هذا الخبر حتى أنه لم يستطع البكاء و بدأ يقول: "كلنا سنموت".بعد أيام من تلقي الخبر، بدأت علامات الحزن تظهر عليه، بدأ يفقد ايمانه شيئا فشيئا، لم يبق يتلو القران الكريم كما كان و لا يداوم على الصلاة، حتى أنه تركها.كان كثير الحلم في أن يصبح طبيبا لعلاج أمه و أبيه، لكن تحطمت كل أحلامه و أمنياته.بات قاب قوسين أو أدنى من الانحراف .صار يفكر في والده الذي عانى هو أيضا من أمراض في الرأس حتى انتهى به الامر ذات يوم بحادثة سير مفجعة كان الدماء مصيرها .
عاش الابن مدة طويلة يعاني أمراض نفسية بعد أن فقد جل ما يملك في هذه الدنيا، حتى أنه حاول الانتحار في مرات عديدة و لكن اخوانه منعوه و حاولو التخفيف من آلامه لكن دون جدوى.و كان يقول: "أريد اللحاق على والدي". حتى جاء اليوم الذي توفي فيه هذا هذا الطفل البريء الذي كانت قسوة الحياة سببا في تدهوره.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|