عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 05 / 2009, 19 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الإبداع بين المطرقة والسندان !!

[align=justify]
قبل أي بداية لا بدّ من الإشارة إلى أن الثقافة العربية مظلومة بكل المقاييس.. المبدع مظلوم ، الناقد مظلوم ، والقارئ بالنتيجة مظلوم.. فهناك نوع من الإهمال العام الذي يطال كل ما هو ثقافي، لنتحول بين ليلة وضحاها ، إلى أمة تنهي مبدعيها ، والاستفتاء القائل إن القارئ العربي لا يقرأ ربع صفحة في السنة ، يحمل دليلا خطيرا على التردي الثقافي المروع، مع العلم أنّ الثقافة تبني الأمم وترفع من شأنها .. ومما يزيد في المأساة ، أنّ المبدعين والنقاد يساهمون مساهمة كبيرة في زيادة مساحة التردي..حتى صرنا فعلا نخشى على ثقافتنا من الذوبان والاضمحلال ، وهذا الكلام لا يقال جزافا ، بل هو مرتكز على ما يحدث في الساحة الثقافية العربية من أفعال تصدر عن المبدع والناقد ، في حملة تنطلق من الذات ، لتطال كلّ شيء ، مما يراكم السلبية في الوضع الثقافي ويدفع نحو انتحار أو نحر للثقافة سيبدو مقصودا،إن فكر كل واحد منا بما نفعله كمبدعين ونقاد!!فماذا أقصد بذلك ؟؟..
المبدع عندنا صار يستسهل الكتابة وينطلق من كونها فعلا يتيح له أن يتجاوز كل شيء من لغة وبناء وفنية وتركيزا على الموضوع، حاملا في الوقت نفسه سلاح الرفض لأي نقد يوجه إلى نصه، فهو يريد مدحا لا قدحا.. وإذا كنا مع المبدع في ضرورة الابتعاد عن القدح والمبالغة في إظهار عيوب النص موجودة كانت أو غير موجودة ، ومعه في انه ليس من حق الناقد أن يكتب وكأنه لا يريد إلا التحطيم !!..فإننا في الآن ذاته ، لا يمكن أن نرضى بنقد يمدح ليس إلا !!.. لأن مثل هذا النقد يضرّ المبدع والقارئ معا ، ويفتح الباب واسعا أمام التجرؤ على خوض غمار الكتابة دون التسلح بأي موهبة وثقافة .. ليكون الأدب فيما بعد ، مجرد كلمات فيها من اللغو ما فيها ، وفيها من تحطيم اللغة والإبداع وأسس الكتابة الكثير وهو ما يجعل الساحة الثقافية ، ساحة جرداء لا تنفع في شيء بالنسبة للقارئ ، مما يزيد في ابتعاده عن كل إبداع ..
أما الناقد ، فهو في أكثر الأحيان خاضع لسلطة المبدع الذي لا يريد منه غير المدح ، وإن تجرأ وقال كلمة حق فالويل والثبور له ..إذ انه يتحول إلى ناقد فاشل لا يفقه شيئا بالنقد ، هذا إضافة إلى قطيعة مع الناقد قد تستمر العمر كله ، ولا أقول هذا من باب المبالغة ، بل من باب المشاهدة والمعاينة والمتابعة .. والمحصلة التي نشهدها ، وهي مؤسفة بالفعل ، أن يبتعد الناقد الجاد عن الساحة كلية ، تاركا المجال مفتوحا للنقاد الذين قبلوا أن يتحولوا إلى جوقة تمدح كلّ نص ، وتغمض العين إن شاهدت الخطأ في هذا النص ، حتى وإن كان بحجم جبل !!.. وفي مثل هذا الوضع ، تصير الثقافة هي الضحية الأولى والأخيرة ، ما يستدعي بالتأكيد ملل القارئ وإدارة ظهره لكل ما تنتجه الثقافة ، ما دامت على هذا الشكل من الترهل والانسلاخ عن كل ما هو حقيقيّ أصيل.. وبعد كلّ هذا ، نسأل لماذا وصلت ثقافتنا العربية إلى هذا المستوى من التردي ؟؟.. وربما يكون السائل مبدعا أو ناقدا من تلك العينة التي أشرت إليها ، والذي ترى ما يجعلك تتعجب من سؤاله حين تقرأ له في هذه الصحيفة أو تلك !!..
ومما يؤسف له ، أن يأتي العالم الافتراضي ، أو الشبكة العنكبوتية ، لإضافة تمزق ما بعده تمزق .. فالنشر متاح للجميع دون استثناء، مما يجعل الحدّ الأدنى المفترض أن يوجد في أيّ نص إبداعي مفقودا ..هذا إضافة إلى فتح باب السرقات الأدبية على وسعه، والتخلي بشكل مطلق عن النقد أو ما يشبهه، مما يربك القارئ والمبدع الحقيقي .وكأننا بذلك نطلق رصاصة الرحمة على الثقافة العربية برمتها ، غير آسفين على شيء ، لأن الكاتب في العالم الافتراضي سيكون في أكثر الأحيان - حتى لا نعمم - دخيلا لا علاقة له بالثقافة من قريب أو بعيد ..!!..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس