[محمد الحلوانى]

البدايــــــــة
بداية بحثى هذاكانت فى ساحة المسجد النبوىفى مدينة رسو ل الانسانية .. سيدنا وعظيمنا ومعلمنا وشفيعنا ( محمـــــد ... صلوات ربى وسلامه عليه ).
كنت مستندا بظهرى على احد الاعمدة الرخامية العتيقة التى يمتلئ بها هذا المقام الطاهر .. وكان الوقت بعد الانتهاء من صلاة العصر وفى انتظار صلاة المغرب..... جال نظرى المحدود فى انحاء المكان المبارك وفى هذا الجو العبق حيث تتلاقى الارواح المشتاقة والنفوس الهائمـةالتى اجتمعت من انحاء شتى من العالم الاسلامى .. اجتمعوا جميعا على قلب رجل واحد , ورايـــــت
هذا الجمع المهيب الذى يمتلئ به جوانب المسجد مابين راكع وسا جد وقارئ لكتاب الله .... وبين مجموعات تحلقت والتفت حول احد الائمة يستمعون وينصتون بجلال وخشوع للاحاديث والمواعظ الدينية ويجدوا الاجوبة الشافية والمثنعة فى نفس الوقت .. يسمع الجميع وينصت وكان على رؤسهم الطير.
اقترب منى اخا مسلما شابا فى العقد الثالث من عمره تقريبا ...وجلس بجوارى .. وبعد تبادل كلمات التحية الاسلامية اذ به يسالنى عن جنسيتى وموطنى - وهو استفسار عادى فى مثل هذه الاحوال- فاجبته بانى مواطن واخا مصريا ولكنى ايضا مواطنا عربيا افخر بعروبتى ومصريتى فى نفس الوقت ... فاذا به يسالنى ... وماهو مذهبك ؟ فاجبته بانى مسلم اتبع سنة رسولنا الكريم محمدبن عبد الله ...... فنظر الى
نظرة فاحصة وهز راسه وقال زز اذن انتى سنى ... انت سنى .. مذهبك سنى ... ودفعنى بيده فى صدرى وقام وجلس بعيدا عنى .
من اللهجة التى تكلم بها عرفت انه اخا مسلما من دولة اسلامية تلتزم بمذهب معين ( لاداعى لذكره ) ولهم عاداتهم ومفاهيمهم واحكامهم واساليبهم فى الفتوى والتشريع.
حقيقة حزنت .. وتذكرت رسولنا الكريم والصحابة الاوائل اللذين لقوا من المتعب والاهوال فى سبيل نشر الدعوة واعلاء راية الاسلام . وهم اللذين تعلموا فى مدرسة الرسول الكريم انه لافرق بين ابيض واسود وان كل القلوب التى وحدها الاسلام كانت تؤمن بالوحدانية وانه ليس لها سوى رب واحد قادر على كل شئ ثم تتابعت العصور واختلف المسلمون واصبحو ا شيعا و مذاهب وفرق.
وكانت هذه الحاثة العابرة فى حياتى سببا فى ان اقدم بحثا متواضعا عن المذاهب والفرق التى فرقت بين المسلمين واصبحوا طوائف شتى ... ارجو الله ان يعيننى واقدمه لكم قريبا . والسلام عليكم ورحمة الله
محمــــد محمد الحــــلوانى