[frame="13 98"]
لم يأت ِيا أبت...
شعر : سامر عبد الله
لم يأتِ يا أبتِ
وقمتَ بتأويل الأحاديث
إلى وسوسة عبثية
كيلا تتقمص
المتطفلين...
أكنتَ تخاف النعاس
مثل الشيخوخة
مثل الظبــــــاء التي تشعل
جلد الطريق
لينتبه القطيع
سأقطعُ منكَ لحمي
وأضيعْ
ثم أعلن أن السواد
الذي أرى
نصب عيني
ما هو إلاكَ
بياضٌ في البياض
وستحدثني روحكَ بأناتِ الغواية
تعب مستديم لا ينبرئ
لمْ يأتِ يا أبتِ...
وكنتَ دائما ًتكسرُ صدركَ
بالوقت
الرئة اليمنى أكبر قليلا ً
على الكثير من اليسرى
لأن قلبا ًما ينتزع
الشهوتين من السحائب
وعاجلكَ الظن ُّبأمي
وإني...
ولسوف أستدير كالمقام
قبل آوان الطواف
كنتَ تقول أن الشعب
يتدثر بالنائمين
وأن الفصول انسلاخ الأوسمة
كذب ما يؤولون ‘‘
لم يأت يا أبتِ...
فلماذا تحمل الجمر
كبادية جفلى
ونحن توابيت المدينة الصغيرة
نجري لنستقر في السهل
الممتنع
ونشبع حبلا ًكالقش
وقد قالوا :
للخراب المستقيم أنتَ قـِبلتنا
أنتَ الغائبُ الذي لا يجيدُ
الحضور
لم يأت يا أبتِ....
نزقٌ..نزقْ
مرضٌ أليف يطال حريتي
ويغيب الشفقْ...
[/frame]