عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 06 / 2009, 28 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

ramadhan05 دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة

العاصفة الرابعة


الفقرة الأولى
_________



رُزق سلمان بطفلة وكان إلى جانبه
"أحمد"، و" وليد"
كان اللقاء الأول بينهما عند باب حجرة سلمان في المشفى ..
-"صافح( أحمد)،( وليد)، بعد أن عرَّفه بنفسه
-أحمد:
السلام عليكم
أنا أخو المريض
-وليد:
"أهلا،أهلاً"
ثم هزَّ رأسه وقال:
"الحمد لله على سلامته "
-أحمد :
منذ متى وأنت مع أخي؟
وليد :منذ بداية الحادث
-صمت أحمد ثم تابع كلامه
لقد قرأت خبر
الحادث من الصحف
-وليد:
-هل عَرِفتْ عائلتك و زوجة سلمان بالحادث.؟
- أحمد:
"لا ،لا"
-وليد :
لقد اتَّصلت بأخيها، وقال لي أنها في مستشفى الولادة
-ظهرت علامات التعجب على أحمد وقال باستنكار:
ماذا تقول ؟ لا أصدق ..هل أنت متأكد أنها مع أخيها ؟
هزَّ( وليد) رأسه بدهشة وقال :
-وما الغرابة في ذلك ؟
- أخذ" أحمد " يحكي
لوليد معاناة أخيه وعلامات الحسرة تعتريه :
- لقد رفض أخوها"فهد" زواجهما، وأصرَّ على ألا يتصل أحد من طرف عائلة زوجها ، حينها اضطرَّت زوجة سلمان أن تقطع صلتها بأخيها .
-ثم أردف أحمد بعد صمت : لذلك لا أستطيع الذهاب إليها إذا كانت برفقة أخيها

-شرَدَ أحمد لوهلة، ثم قال باستحياء: -هل تستطيع أن تقدم لي خدمة وسأكون لك ممنونا ؟
-" فأجابه وليد" وهو يخلع نظارته عن وجهه "قل ولا تَتَرَدَّدّْ"
-أحمد: هل تستطيع الذهاب يا أخ وليد إليها ،لتطمئنها عن حالة أخي قبل أن تقرأ الخبر من الصحف
-"وليد" :اتفقنا
انطلق السيد (وليد) ،متوجها إلى زوجة سلمان في المستشفى
وعندما وصل، اتَّجهَ نحو رجل الاستعلامات وهو يلهث،
- ثم عقد جبينه واستجمع قواه وألقى التحية على رجل الاستعلامات وقال:

.السلام عليكم ..

هل المريضة( سعاد عبد الرحمن) هنا.. ؟

- أجابه رجل الاستعلامات:
:نعم ،هي هنا
ثم تابع وليد سؤاله :
-هل من الممكن أن تدلَّني عن مكانها؟
رجل الاستعلامات:
خذ يمينك بعد ذلك سيقابلك" مصعد" وفي (الدور الثاني) اسأل عن "قسم الولادة"
-وليد:

"شكراً، شكرا لك"


اتَبع "وليد" وصف الرجل ،وعندما صعد للدور الثاني أشارت له الممرضة المناوبة إلى( رقم الغرفة 204)

فأسرع نحوها وما أن أمسك بمقبض الباب حتىعاد إلى "الوراء"، ثم "تقدَّم" وعَدَلَ وقفته باتزان
-ثم طرق الباب مُتنحنحاً
فتعثر فتحي بالكنبة
-نظرت سعاد نحو فتحي وقالت:
لا تخف يا "فتحي" سأتستِّر عليكَ كما كُنت أَمينا عليَّ، فأنا مُدينة لكَ وما عليك إلا أن تهدأ، ولا ترتبك... فليكن كل شيء طبيعيا
-ثمَّ استعادت (سعاد) جلستها وبهدوء قالت:
-مَنْ الطارق ؟
- (وليد) :
"السلام عليكم"،
هل ممكن أن أدخل؟
-ردَّت سعاد بحذر وهدوء:

تفضل


-وقف( وليد) من خلف الستار وعرَّفها بنفسه وقال:
( أنا ،وليد منصور) ...معرفة لزوجك ، ثم تابع دون أن يتيح لها الكلام:
عفوا "يا، سيدتي" إني أعتذر لكِ عَن غياب زَوْجِكِ، فقد أُصيب بارتفاع في درجة حرارته ودوران خفيف، وسيبقى في المستشفى لبضع ساعات .
-فزَّ قلبها وأوجس حيرة وقاومت التعب المتمكن من كل أجزاء جسدها وشعرت بالغضب والذهول !
فصرخت و باضطراب قالت :
"لا ،لا " أصدق
" أنت تكذب ، تكذب"
ثم قالت بدهشة وخوف: و هل أُصيب بمكروه .؟
"أرجوك ، أرجوك"، قل لي الحقيقة
- نظر( فتحي) إلى المكان مقطب الحاجبين واستدار بظهره قليلا إلى الخلف ،ثم نظر مرة أخرى إلى السيد وليد بنصف غمضة وشبّك أصابعه بعضها ببعض وطرقها
..
-صمت( وليد )للوهلة الأولى ، ثم قال بصوت مرتفع.: عفوا يا أخ
- فزع فتحي واقترب قليلا وازداد اضطرابه وسَرت في جسده رعشة.
-ثم استطرد ( وليد) قائلا:
أنا أعرف كل شيء-
- فاهتزَّ جسم (فتحي) أكثر وانتفض جسده وخفق قلبه خفقات مسارعة وبدا على وجهه انقباض .. فحاول التَجمُّل بابتسامته ..وبدأ العرق ينتفض من مسامه ، وتقدم بخطواته متلكئا على أطراف رجليه.،.ثم اقترب إلى مصدر الصوت هامسا
وبِحِيرَة وخوف من جوابه :
" أنا أتيت بها إلى هنا"
-فقاطعه (السيد وليد ) بتلقائية، ودون أن يعطيه فرصة :
أنا أعلم أنك تكره( سلمان زوج أختك ) ولم توافق على زواجهما ،لِكونه ممثلا.... فقد شرح لي السيد أحمد المشكلة..وعن مقاطعتك لهما ....ولكن يجب أن تقف يا سيدي إلى جانب أختك فهي تحتاج إليكَ في هذا الوقت العصيب ،ثم شرح له حادث زوجها وطلب منه أن يَتَفَهَّم الموضوع ويُهوِّن عليها ،
ثم شَكره و خَرج



***************



الفقرة الثانية



___________


بعد أن خرج السيد وليد من غرفة سعاد
قال لها فتحي بهدوء:
سأذهب لتنامي إذ يجب أن تحاولي أخذ قسط من الراحة لتعتني بطفلتك،

-ثم هون عليها وقع الحادث المؤلم واستأذنها قائلا:
سأذهب لأشتري لوالدتي إبر الأنسولين فهي مريضة بالسكر ويجب أن أُوفِّر لها الدواء
- سألته (سعاد):
بعد أن لاحظت حالته المادية من مظهره وملابسه "الباهتة المبهدلة"

-هل لديك من المال ما يكفي لشراء الدواء؟
طأطأ فتحي.ر أسه، وراح ينظر إليها بعينين دامعتين ساهمتين ويرمقها بنظرات خفيفة متصنعا الابتسامة، وكلمات قد رُسمت على وجهه
فشعر بالحرج والضيق ..ثم أطبق جفنيه و تَخَشَبت قدماه..وَجفَ حَلْقه
.. و أسوار الصمت تقيّده ،غموض يَحُوُلُ به كخطوط يديه ، وهو ينظر
إلى وجهها بزاوية عينيه،فاستبدَّ به العجب والتوتر مبهورا ببريق عينيها ، حتَّى بدت سعاد تبث إشعاعا وحيوية ..
(فأخذ (فتحي) يحدث نفسه) بانبهار :
" سبحان الله " يا له من بريق في عينيها كلؤلؤة داخل صَدَفَة، ويا لملامح وجهها الدقيقة.
والتي
تداخل بشرتها الحنطة كسهل مسحور بسحر جذع الصنوبر .
اشتعل صمته ليطفئ
أوجاعه ووجدانه ،
وأخذ قلبه ينبض بخفقان سريع ، وشريانه الأيسر يرتجف.
و بدا يحاكي و يساءل نفسه:
أَلِهذا الحد...!!.
هل يعقل أن الحب قد طرق بابي،أو هو مجرد إعجاب ،أم هو شعور أضاء لي حياة جديدة، أم هي مراسم توبتي التي زينَّت لي لقاء الله وإيمانه..

"لا ،لا "

إنها النظرة الأولى التي أخذتني إلى جمال الربيع بورود مستمدة من وجنتيها،.

و بدا يشعر ببساط يطير به إلى سماء تعانق أمانيه ،بحلم مُكَلَّلٍ بالندى ، يعوم به بين أمواج من الأفكار تعانق وتنسج منه فجر جديد

.- فبات يناجي نفسه :
" يا عاذلي لا تلمني فأنت لا تعرفها مثلي، ويا لائمي بالهوى أنت لا تعرف كيف الحب يضيء ظلمة النفس"
طفقت أقفاص صدره ،وتنشقت نيران الآهات بأنين الهوى، مستسلما لناظريه صامتا بلا حراك، متأملا ..

"إنه سهم طائش، أصاب فؤاده"
-فنظرت (سعاد) إليه نظرات غير مفهومة
اختلطت فيها الحيرة والحزن والشكوى
- وسألته باستعجاب واستنكار:
-اسمح لي أيها الطِيِّب أن أسألك عن سر اهتمامك بي ؟ فأنا لا أعرف عنك سوى اسمك !
-و بهدوء كررت سؤالها :
هل تسمح أن تعطيني عنوانك أو هاتفك لأَسْتدِّل به عن مكانك ؟ فقد أحتاج إليك في ساعات عصيبة!

-فردَّ عليها (فتحي) بحرج :
اعذريني.. لا أستطيع أن أقول لك الآن، ولكن لا تخافي أنت في آمان ما دُمْتُ معكِ .
كانت ذاتها تغرق بسهام متوترة تغور بحرارة في قِعْر شديد من البرودة والتجلد والقشعريرة....
وأخذت تحدِّث نفسها:
- لم هي تكلمه ببساطة! لم تعامله وكأنها تعرفه من سنين !..

" كيف،كيف ؟"

،"

أليس لها الحق بذلك!
فانتابها شيء من الخجل، من إحراجها له ،وشعرت كمن يرمي نفسه بصحراء قاحلة مترامية الأطراف ،وحملت نفسها على الصبر و الوحدة من جديد، ثم اعتذرت له
-و قالت له باستحياء:
" حسنا،حسنا" ،
أيها الطيِّب لن أُعَطِّلك عن والدتك ،.ولكنْ ،لا تتركني بين بَرَاثِن الوحدة و مَخاِلب الوحشة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج فتْحي ليبحث عن الدواء لوالدته ولم يعد له فكر للرجوع
وعندما وصل للصيدلية طلب من الصَّيدلي أن يعيره ثمن إبرة الأنَسُولين لأنها باهِظة الثمن وهو لا يملك ثمنها
-عَقد الصيدلي جبينه وبشدّة رفض :

"مستحيل، مستحيل"


هذه مسؤولية عليَّ... والإدارة لا تسمح لي بذلك
-فتقدَّم (فتحي) إلى "الأمام "واتَّكأ بيده اليمنى فوق الحاجز المقابل للصيدلي،
-ثم صرخ بحده وقال :
-لا تخف سأعيد لك ثمنها بعد ساعة ،
وفيما هو يتحدث مع الصيدلي
دخل رجل، كبير في السن قصير القامة تبدو عليه علامات الطيبة والبشاشة..
-فقاطعه الرجل موجها كلامه
(لفتحي )وقال:
أنا، سأدفع لكَ ثمنها يا ولدي
- رفض (فتحي)

-فأردف الرجل كلامه بِسَكِيَنَة:
"ما عليك، ما عليك "
سأعتبره دَيْنا وعندما تستطيع رُدّهُ"إن شاء الله"
فابتسم ( فتحي) وقال"
"هذا من فضل الله و دعا له أن يفتح الله له الأبواب .. كما فرَّج عنه كربته هذه."...
".سبحان الله "،
وكأنّ الله يكافئه على وقوفه إلى جانب سعاد
أخذ ( فتحي ) الدواء وهرع إلى عشه الذي يسكنه هو وأمه
،وهو عبارة عن "غرفة واحدة "واطئة السقف تَفُحُّ منها رائحة الرطوبة وتتلون جدرانها الطينية بألوان العفن ..وتتراكم في مساحتها أكياس الخيش الطافحة بتراب الجبل
.
وفانوس" من فوق الطاولة الدائرية "وزنبيل" معلق على الجدار ..و "صندوق خشبي" .."وبراد صغير" في زاوية الحجرة
"ومطرحتين" صفراويين مزركشتين بورود حمراء فاقعة اللون قد دهك عليهما" الزمن"
وعند زاوية الغرفة ،"مَرْسَمَهُ الصغير "الذي هجره منذ زمن وبعض الأدوات القليلة من "الفحم" و الذي يرسم بها لوحاته لأن حالته المادية لا تسمح له بشراء "الألوان"
.. لذلك كانت أغلب لوحاته المرمية من بين الزوايا بالفحم
أما" نافذة "الغرفة فكانت تطُّل على الشارع
وعندما دخل( فتحي ) إلى داره
وجد أمه تنتظره وقد بد التعب والقلق عليها..
سألته بحيرة واستنكار: أين كنت يا ولدي !
- فأجابها فتحي والعرق يتصبب من رأسه :
"آسف،آسف".
يا أمي، لقد
اضطررت لذلك،.و.هذا الدواء خذيه ونامي
ثم قبَّلها على جبينها وعَينَيِه ذابلتين....

ومدَّ يديه وانحنى إليها وضمَّ كفيها إلى شفتيه ، وَقبْلَ أن تَلْتفتْ تمكَّن من سماع صوتها وهي تقول بصوت خافِت:"الله يحميك.... وينور لك طريقك".
-ثم نهضت وهي تجثو على ركبتيها ومن بين أضلعها وجع شديد
وقالت: سأَعُدُّ لكَ يا بُنيْ كوب من الشاي وطبق من الفول...
-فرد عليها فتحي
" لا،لا"
.لقد تناولت العشاء عند أحد الزملاء،،ثمَّ نظرت" والدته "إليه وإلى وجهه الشاحب وأيقنت أنه لم يكن صادقا

(إنه قلب الأم )




******************


الفقرة الثالثة


بينما كان( وليد) برفقة |(سلمان) في المشفى ومن حوله الأطباء والجراحيين ،أقبل العديد من الإعلاميين والصحفيين
لاتقاط هذا الخبر المفجع ونشره في الصحف والساحة الفنية
حيث تعرضَّ (سلمان) لكسور ونزيف وجروح عميقة ، وقد بدت أنياب الموت تسابقه، ولكن القلب ما زال صاحيا ،ولا بُدّ له المزيد من الدم
حينها خرج الممرض ليسعفه
ثم التفت من حوله وقال :
هل يوجد هنا أحد من الأقارب فصيلته تتطابق مع فصيلة المريض؟
- أجابه السيد أحمد :وقد بد التعب عليه :
أنا أخوه ولكن فصيلته تختلف عن فصيلتي
-تقدَّم (وليد) وراح يَتَحَسَّس شعره القليل القصير الذي ينبت على حواف رأسه
-ثم قال للمرّض: تستطيع تحليل دمي
فقال الممرض: إذاً اتبِّعني إلى المعمل
ثمَّ خرج الممرض بالنتيجة. مُتَبسِّما .

" ممتاز، ممتاز"
إنها
"b "


وذلك بعدما تأكد الممرض أنه لا يعاني من أي مشاكل مرضيه


"يا لهذا الرجل كم هو إنسان ذو خلق و نخوة وشهامة ومروءة ،فمن النادر في هذا الزمن أن نقابل مثيله"

وعندما انتهى الممرض من نقل الدم ،.طلب من وليد أن يستريح لبعض من الوقت، وأن يشرب كوبا من عصير البرتقال و الكثير من السوائل كي يعوَّض ما فقده من دم
-سأله وليد :
متى سيخرج سلمان من غرفة العمليات؟
- أجابه الممرض:
سيأخذ وقتا طويلا فالطبيب سيقوم بثلاث. عمليات،
وعندما خرج وليد من المختبر وَجد الضابط ينتظره ليستفسر عن الحادث، وذلك من بعد أن حقق مع السيد أحمد وغيره
طلب الضابط منه أن يجلس ثم سأله:
هل لك أن تزوُّدني ببعض المعلومات عن الحادث.....؟
كان وليد مرهقا جدا
-تابع الضابط كلامه وقال:
أعلم أنَّكَ مُتعب ولكنْ لابدَّ لي من إجراء بعض التحقيقات اللازمة...

ما اسمك....وعملك..وأين تقيم..؟؟

شَرقَ السيد وليد بغصَّة حادة وشديدة تجْرَح بلعومه وجحظت عيناه إلى آخر درجة الجحوظ ....وراح يكحُّ حتى كادت روحه تطلع ولما استرد
أنفاسه انفكَّ عن لسانه صوت به بحَّة قويَّة خشنة تَخلَّلَ عنها التقاط أنفاسه.
فمد الضابط له كأس من الماء
وأجابه
اسمي (وليد منصور)
"كاتب ،و صحفي" في (جريدة الصباح) وأقيم في "مدينة الرياض"
الضابط:. ما صلة قرابتك بالمريض؟؟
. هزَّ وليد بكتفيه ورفع حاجبيه ثم قال متمتما:
لا أعرف عنه سوى أنه ممثل مشهور.
-فحدَّق الضابط بعينيه قائلا:
هل تعرف أحد من أقاربه..؟؟
"وليد":
أنا لا أعرف أحد منهم وليس لي أي احتكاك به ،
وهذا هاتفه الَنقَّال وجدته مرمياً إلى جانبه أثناء الحادث ،
لم يُدْل وليد له بمكالمته الهاتفية بفتحي خوفا من أن يتعرض للمزيد من الأسئلة.
سكت قليلا ثم قال:
لقد قُلت لك أيها الضابط عنه كل شي ..
-الضابط يكرر سؤاله:
من فضلك قل لي أيضا عن وَقْع الحادث ؟؟
تأفف وليد ثم قال :
كان الحادث في الحي الذي أسكنه وكان لا بد لي أن أسعفه أنا وبعضا من أهل الحي وهذا كل ما لدي يا حضرة الضابط
ثم تابع (وليد) كلامه و سأله بعصبية :
هل لي أن أعود للمريض؟؟؟..
الضابط:
"نعم،نعم"
بعد السؤال اعتذر له الضابط عن ارهاقه له ثمَّ شكره
عاد( وليد) إلى جانب غرفة العمليات وهو يحدِّق في عقارب ساعة الحائط المربَّعة وأخذ يشبِّك كفيه ويعقص جذعه إلى" الوراء" تارة وإلى "اليمين" تارة ..حتى أصابه المزيد من التوتر العصبي وبعد ساعات طويلة خرج الطبيب من الغرفة ،وقد بدت عليه علامات الحزن
فقال بصوت هامس:
"الحمد لله" على سلامته
ثم قال بأسف شديد :

"لكن ،لكن"

قد يصاب بشلل مؤقت
ثم صمت وقال متعذراً:
لقد حاولت الكثير ليكون أفضل من ذلك ،ولكن لا بدَّ له أن يتصبَّر،
و أرجوأن تهوُّنوا عليه حالته
"والحمد لله" أنه ما زال على قيد الحياة
فهو ما زال شابا يستطيع التغلب على ذلك بإرادته القوية


فتهادت خطوات وليد الوئيدة متثاقلة






******************



خولة الواشد



يتبع بإذن الله

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 31 / 08 / 2009 الساعة 00 : 03 AM.
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس