عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 06 / 2009, 03 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

السيما علمتني ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)

السيما علمتني ( قصة قصيرة – من الأدب الساخر)


د. ناصر شافعي


" عامر" صبي ورشة ميكانيكا السيارات التي تقع على ناصية الشارع . لم يتجاوزالعاشرة من عمره . أسمر نحيل , ذو ملامح نوبية واضحة , البشرة السمراء , الفم المبتسم , الشعر الأسود المجعد , الأنف الصغير ,العينان الصغيرتان الغائرتان . . صاحب شخصية فريدة متميزة , سريع البديهة , قوي الملاحظة , لبق الحديث . و رغم صغر سنه , يمتلك قدرة عجيبة على فهم الشخصيات التي يتعامل معها .. ويستنتج ردود أفعالها مسبقاً !! لذا فهو قادر على التعامل مع كافة ألوان و أشكال البشر بلباقة وحكمة , ويمتلك موهبة إرضائها بوسائله الخاصة . وهو صبي مجتهد ومكافح و شغال .. وكل شئ من عمل يديه آخر تمام .

في نهاية كل يوم من أيام العمل المضني الشاق , يعطي أمه اليومية الكاملة , أجره اليومي الكامل لا ينقص قرشاً . تقبله أمه الحنون الطيبة , وتدعو له من قلبها : "ربنا يحفظ طريقك , ويبعد عنك شياطين الأنس و الجن , ويخليك لنا ياعامر .. راجل زي أبوك الله يرحمه " .

"عامر" تعبان و شقيان طوال أيام الإسبوع الستة . من صباح الإثنين و حتى نهاية السبت .. أما يوم الأحد فلا .. وألف لا .. هو يوم الراحة و الإنبساط و الفرفشة . الشئ الذي لا تعلمه الأم , أن "عامر" يحتفظ لنفسه بالبقشيش (الهبات و الإكراميات ) التي يعطيها له بعض الزبائن الكرام , مكافأة له على مجهوده و شطارته و أدبه و جميل حديثه الذي لا ينقطع عن السينما و أفلامها و حكاياتها .

حصيلة الأسبوع , مبلغ مالي معقول لفسحة يوم الأحد , وكل أحد . برنامج ترفيهي سينمائي متواصل . من العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل .. مشاهدة أفلام سينمائية متنوعة في دور العرض الشعبية الرخيصة , التي تتميز بعرض خمسة أفلام متتالية متلاحقة , بنظام العرض المستمر . و هو أول من يدخل صالة العرض , ليجلس على كرسيه المُفضل .. كرسي في الوسط .. في أول صف ! .

وتتنوع الأفلام الخمس في كل دور عرض , بين أفلام الضحك و الحب و العنف و الحركة و المناظر ( المشاهد المبتذلة الخارجة) .. ولابد أن يكون هناك فيلماً هندياً وآخر لنجم الشباك الممثل الكوميدي المشهور . الذي يرى فيه عامر نفسه ومستقبله , ويحقق لعامر رغباته و أمانيه و طموحاته على الشاشة .

كبر عامر و تزوج و أنجب نصف دستة من الصبيان و البنات , وأصبح أباً مثالياً حنوناً , عطوفاً .. يتواجد في بيته , بعد نهاية يوم عمله الشاق طوال أيام الإسبوع ماعدا الأحد !! .. إنه يوم راحته ويوم السينما المقدس . يقضي يومه يتحرك من سينما إلى أخرى ليشاهد كل الأفلام المعروضة .. لكن الإختلاف الآن .. أنه بصحبة زوجته و أولاده ..يشاهد الأفلام في قاعات العرض الفاخرة .

يقول "عامر" : السيما علمتني ونورتني عن كل حاجة في الحياة .. أنا لفيت العالم كله وإتعلمت وأنا قاعد على كرسي السيما ! . إتعلمت أفرق بين الحلال و الحرام .. بين الشر و الخير .. وإن الخير لابد ينتصر في النهاية . إتعلمت إزاي أحب .. وإزاي ألبس نظيف زي البهوات . إتعلمت أحب شغلي و أحترم لقمة العيش علشان أبقى إنسان محترم بين الناس . يتنهد بحسرة و أسى و لوعة و يكمل حديثه : " السيما علمتني كل حاجة , إلا حاجة واحدة ندمان عليها .. القراية و الكتابة !".

إنتهى
د. ناصر شافعي . 3 يونية 2009

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس