4- كلمتك للاجيال الفلسطينية التي ولدت بعيدة عن الوطن ولم تره وهو يعيش في قلوبها؟
أجيال وأجيال ولدت وترعرعت بعيدا عن أرض الوطن، عرفت وطنها من خلال كتب التاريخ، وذاكرة جيل عاش في الوطن، ومن مستجدات الأحداث المتتابعة ، هي حالة فريدة لايذكر التاريخ حدثا مثلها، كبر الوطن بداخلهم، وكما قيل: كل الناس يكبرون في أوطانهم، لكن الفلسطيني يكبر وطنه فيه.كلمتي اليهم: أنتم الجيل الذي يواصل المسيرة نحو العودة، أنتم صلة الوصل بين جيل وجيل، تحملون الأمانة لابنائكم وأحفادكم، كونوا على قدر المسؤولية، لاتتهاونوا في التواصل مع مايستجد من أحداث، واقرؤوا مابين السطور، واظبوا على تنمية إمكانياتكم في مختلف الجوانب، كونوا يدا واحدة، عليكم تُعقد الآمال بعد الله عزّ وجلّ، فالقضية قضيتكم وأنتم أصحاب وصنّاع القرار، والحسم والنصر سيكون على أيديكم بإذن الله.
5- بما اني لاجئ من الاردن واحمل الجنسية الاردنية على الورق وحبي لوطني وفلسطينيتي في قلبي، كلمة توجهها للاجئي الاردن؟
أهلنا في الاردن جزء لايتجزأ من الشعب الفلسطيني، وإن كان يحمل جواز سفر أردني، فهو صفة مؤقته لاتلغي ولا تنفي عنه إنتماءه لوطنه وشعبه.كل الأحداث أثبتت أن الفلسطيني في الأردن يحمل هم الوطن، ويعيش في قلبه، كان ولازال له دور فاعل في مسيرة النضال، والكلمة نفسها التي وجهتها الى أهلنا في الشتات هي نفسها أقولها الى كل فلسطيني أينما كان، فنحن شعب واحد وطريقنا واحد وهدفنا واحد.
6- بعد مرور 61 على النكبة كيف ترى تمسك ابناء فلسطين بالمهجر بفلسطين، هل زاد ام قل؟
راهن العدو الصهيوني على موت قضية فلسطين مع موت الأجيال التي عاشت في فلسطين، وأن الأجيال التي ولدت خارج فلسطين ستذوب وتنصهر بين الشعوب العربية وغير العربية التي تعيش معها، وما أثبتته الأيام والأحداث أن هذه الأجيال التي لم تولد على أرض فلسطين هي من حمى وحمل راية التحرير، هم من أفشل مشاريع التوطين، وتصدوا لكل أشكال التآمر، هم الرافد الحقيقي لاهلنا في الداخل، يتشبثون بحق العودة، وما يقلق أعداءنا هو ازدياد الوعي والحس الوطني ونموه ماديا وروحيا.
7- كلمة توجهها لكل من يساوم باسم اللاجئين على حق العودة؟
حقيقة لابد من ذكرها هنا، بأن أبرز وأهم مكونات القضية الفلسطينية هي قضية اللاجئين ومسألة حق العودة، لان ذلك مرتبط بالانسان الفلسطيني الذي وقع عليه الظلم، ولولاه لاقيمة للأرض أو السلطة.وحق العودة حق غير قابل للتصرف، وبهذا لايحق لأي كان، دولة أو سلطة أو مؤسسة.. التفاوض أو التنازل عنه، كما لا تجوز فيه الإنابة، والشعب الفلسطيني لم يفوّض أحدا بالتنازل عن حق العودة أو عن مشروعه الوطني بإقامة دولة فلسطينية، أيا كانت الصفة التي يحمل.
لأن حق العودة حق فردي، ويكتسب الصفة الجماعية، لأنه يتعلق بقضية شعب بأكمله، ولهذا فهو حق وملك للأجيال ولا يسقط بتقادم الزمن. لقد قاوم شعبنا كل محاولات التهجير أو التوطين بكافة أشكاله ومسمياته، ويعتبر إقامته في دول الشتات إنما هي إقامة مؤقتة، بانتظار العودة والتعويض عن الضرر الذي لحق به،والعودة حق لجميع اللاجئين الفلسطينيين دون استثناء، وأي اتفاق باطل قانونيا بموجب المادة الثانية من معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949م والتي تنص على أن أي إتفاق بين القوة المحتلة والشعب المحتل أو ممثليه باطل قانونيا إذا أسقطت حقوقه.
كثيرة هي المواقف التي مررت فيها وكنت احني رأسي عندما اقول اني اردني ( مع احترامي للاردن) ولا استطيع ان انطق كلمة فلسطيني.
لاسباب الحياة والسفر والدراسة.
كثيرة هي التخوينات التي سمعناها اننا هربنا من ارضنا واننا جبناء.
وكثيرة هي الالقاب التي صدرت علينا نحن فلسطيني الخارج
في ظروف معينة يضطر فيها الانسان إلى إخفاء حقيقة ما، ولكن ذلك لايعني أنه أنكر الحقيقة، وانتماؤنا العربي فخر لنا وعز وعزوة، وإذا تواجدنا على أرض عربية فذلك لاننا أخوة الدم والمصير، مايهددنا يهددهم، وما يفرحنا يفرحهم، وإن وجد بعض ضعاف النفوس أو ممن باعوا قضاياهم فهم قلّة قليلة لايعوّل عليها.
إرفع رأسك أخي .. فلسطيني أينما كنت، وإخوانك في كل الدول العربية والإسلامية هم سندك وحماك.
أما عن التخوينات وأننا هربنا من أرضنا وجبناء، فقد تضمنت الأجوبة السابقة بالتفصيل هذه النقطة، بالأحداث والوقائع وليس بالأقوال!!
وإذا ما استعرضنا التاريخ الإسلامي في بداياته، فإننا سنجد أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تعرّض هو وصحابته لنفس ما تعرض له الشعب الفلسطيني من تعذيب وتهجير. فهل ياترى كانت هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحابته الى المدينة هروبا وجبنا؟
هل لك ان تضع لنا احصائية عن عدد اللاجئين الفلسطينين في الخارج.
وان تضع لنا بطريقة بسيطة حجم معانات اللاجئين في لبنان والاردن وسوريا وكل العالم.
لكي تصل المعلومة لاخواننا في فلسطين التاريخية؟
أقدم فيما يلي احصائية عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم، وتعتبر تقريبية لصعوبة وضع احصائية دقيقة كباقي الدول المستقرة.
بلغ التعداد العالمي الكلي للفلسطينيين 10.574.521 نسمة تقريبا نصفهم أو أكثر لايحملون جنسية.
أهم المناطق التي يتواجدون فيها مع عدد اللاجئين:
3.760.000.نسمة على أرض فلسطين
2,700,000.نسمة في الأردن
1,318,000.نسمة داخل الخط الأخضر مايطلقون عليهم عـــــ48ـرب
405,425....نسمة في لبنان
400,000....نسمة في تشيلي
280,000....نسمة في السعودية
200,000....نسمة في أمريكا
70,245......نسمة في مصر
54,000......نسمة في هندوراس
50,000......نسمة في الكويت، حسب احصائية 1990
50,000......نسمة في البرازيل
37,000......نسمة في الإمارات العربية المتحدة
35,000......نسمة في العراق حتى عام 2003
30,000......نسمة في قطر
27,000......نسمة في ليبيا
24,000......نسمة في اليمن
23,000......نسمة في كندا
15,000......نسمة في استراليا
12,000......نسمة في كولومبيا
200.000....نسمة في اوروبا .. حسب المجلس الأوروبي ..موزعين كالتالي
في: ألمانيا 80000 - الدنمارك 20000 - بريطانيا 15000 – السويد 9000 وفرنسا 3000 ولكن للأسباب السابقة الذكر فإنه بحكم المؤكد أن العدد الإجمالي أكبر من ذلك بكثير حيث تشير بعض التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين في ألمانيا وحدها يتجاوز ال 200000 وفي بريطانيا حوالي 50000 وكذلك الدول الأخرى والتي لم يشملها تقدير المجلس الأوروبي والتي يتواجد بها عدد لا بأس به من الفلسطينيين كهولندا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وغيرها.
أما عن المعاناة.. يصعب عليّ فصل معاناة قسم من شعبي عن القسم الآخر، فشعبنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. ولابد وأن أشير الى أن الجانب الايجابي في التعامل مع الفلسطينيين أيضا موجود في بعض الدول كسوريا مثلا وحسب تجربتي الشخصية، فهي مثال على حسن الضيافة والمعاملة لدرجة عدم وجود أي فارق بين فلسطيني وسوري الا في الحفاظ على هوية الانسان الفلسطيني وحقه في العودة.
أما الجانب الآخر فإن الواقع والملموس مما يعانيه الفلسطينيون اقسى واشد الما من الكتابة عنه، ولكن سأستعرض بعض من هذه المعاناة كنماذج فقط حيث لايمكن حصرها هنا:
في لبنان، حيث قدم الشعب اللبناني تضحيات جسيمة في سبيل القضية الفلسطينية، كانت الازمة الاخلاقية واللإنسانية في التعاطي مع اللاجئين الفلسطينيين، حيث امتنعت، وقبل ان يجف حبر الاتفاقيات الموقعة مع الانروا وحتى الان، عن تمكين اللاجئ الفلسطيني من حقوقه المدنية الاساسية. وبإستثناء حق الاقامة وعدم الطرد ومنح وثيقة السفر فإنه حرم من كل الحقوق المدنية والانسانية الاخرى، اذ حرم الفلسطيني من الالتحاق بالمدارس الرسمية اللبنانية او العلاج في المستسفيات التابعة للدولة كما حرم من العمل في مؤسسات الدولة و73 مهنة في القطاع الخاص وتشمل الطب والهندسة والتعليم والصحافة والبنوك والفنون ........ الخ. وتعاملت مع اللاجئين المقيمين قانونيا وشرعيا كأجانب مقيمين وفرضت من 1995 الى 1998 التأشيرة المسبقة على حاملي الوثائق اللبنانية لدخول لبنان والخروج منه وكذلك حرمان اللاجئ الفلسطيني من تملك محل أو سكن وقررت تجيير كل الأملاك التي يملكها فلسطينيون، قبل صدور القرار، ملكا للاوقاف اللبنانية ولا يحق لمالكها بيعها او توريثها، واستظلت الحكومات اللبنانية بيافطة محاربة او منع التوطين ( لمآذار) آذار / آذار / مارسة سياساتها اللاانسانية والمناهضة للاتفاقيات الموقع عليها. كما تشهر ورقة التهويل بالتركيبة الطائفية للنظام السياسي اللبناني كلما وضع وضع اللاجئين موضع مباحثات او نقاش، ولم يمنع التواجد السياسي والعسكري الفلسطيني في لبنان 1969 الى 1982 من استمرار هذه السياسات الرسمية اللبنانية تجاه اللاجئين والتي استفحلت بعد 1982 حيث مورست سياسات تهجير واسعة ومحاصرة محكمة على المخيمات الفلسطينية بمراقبة الدخول اليها والخروج منها ومنع دخول اي من مواد البناء الى بعض المخيمات. وقد خلقت هذه السياسات سلوكيات تمييز يومية ضد الفلسطينيين الموجودين على أرض لبنان.
في مصر فرضت تأشيرة الدخول على الفلسطينيين حاملي الوثائق المصرية وقررت في ثمانينات القرن الماضي حرمانهم وابناءهم من حق المساواة مع المواطنين المصرين في التعليم وفي التملك،، ومصر ترفض وتمنع دخول أي فلسطيني بشكل عام ولو كان يحمل جنسية أخرى.
وفي العراق بعد الاحتلال الامريكي شنت حملة سياسية معادية للفلسطينيين الذين لا يتجاوز عددهم 30 الف نسمة بدأت بطردهم من مخيمات او سكن كانت مخصصة لهم ثم في الملاحقة ومداهمات البيوت وحملات الاعتقال الواسعة
ان سياسة القهر (المآذار) آذار / آذار / مارسة على اللاجئين لم تقتصر على دول اللجوء، فالدول العربية (خاصة دول النفط ) نهجت سياسات تمييزية ضد الفلسطينيين حاملي وثائق السفر، وفرضت التأشيرة المسبقة على كل حاملي الوثائق ووضعت لمنحها شروطا متشددة، وتعرض الفلسطينيون في المنافذ الحدودية الى (مآذار) آذار / آذار / مارسات تحط من إنسانية الانسان رغم ان التأشيرات المسبقة تكون مطبوعة على الوثائق ومكتملة الشروط بالاضافة التهديد الدائم لهم بالطرد من العمل ومن البلاد التي يقيمون بها.
ان التعامل مع مواطني الدول في العلاقات الدولية يكون في كثير من الاحيان انعكاسا للعلاقات بين حكومات هذه الدول، واذا ما اتخذت دولة اجراء ما حول وضعية مواطني دولة اخرى تكون المعاملة بالمثل، وتقوم هذه الدولة بالدفاع عن مصالح مواطنيها وحقوقهم وكرامتهم. واعتبرت مصالح وحقوق اللاجئين الفلسطينيين امانة لدى كل دولة من الدول المضيفة للاجئين، الا ان قدر الفلسطينيين ان الدول المؤتمنة على هذه المصالح والحقوق كانت هي من ينتهكها ولا تجد حكومة دولة غير مضيفة من يرد على اجراءات لا انسانية تتخذ ضد اللاجئين، لان مانحي الوثائق لا يجدون انفسهم معنيين بالرد. و القيادة الفسطينية كانت تتحاشى خوض معارك هامشية لتحافظ حسب اعتقادها على علاقات غير متوترة مع الحكومات العربية، ولكن هذه الحكومات كانت للاسف مفتقدة لحس المسؤولية الاخلاقية والانسانية تجاه مواطنين قدر عليهم الخروج من وطنهم دون ان ينسوه او يتخلوا عن حقهم بالعودة اليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يتبع >>>