عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 06 / 2009, 41 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
محمود حامد
شاعر

 الصورة الرمزية محمود حامد
 




محمود حامد is on a distinguished road

مسافة وردة تكفي

[align=justify]
مسافة وردةٍ ما بيننا تكفي
مسافة خطوةٍ تكفي
مسافة رعشةٍ في العشبِ
نختصرُ الطريقَ، ونلتقي أبدا
*
مسافة خطوةٍ والنَّخْلُ
ينهض بيننا غَرِدا
أَمُدُّ إليك نَهْرَ قصائدي
ينسابُ نهرُ ندى.
*
نسيمك أم رفيف الرُّوحِ
يسري غُنْوةً في العُمْرِ
فيما بيننا نبضٌ،
ويشتعلُ الزَّمانُ صدى.
*
وحيداً آخرَ اللَّيْلِ
الذي يمتدُّ للفجرِ
وحيداً مثلَ آخر ضحكةٍ
مَرَّتْ على النَّهْرِ
وحيداً..
مثل ريشةِ طائرٍ في الرِّيحِ
راحلة إلى ما تشتهي ريحٌ،
ولا تدري.
أُراجعُ كُلَّ ما خطَّ النَّهارُ
بدفترِ العُمْرِ
وحيداً كَيْفَ،
والوطنُ الذي يمتدُّ
بين الثَّغرِ والثَّغرِ
ألم يتركْ مسافة وردةٍ
بيني وبينكِ.
دون أن ندري!!؟
*
مسافة وردةٍ تكفي
لتشعلَ في أنينِ الثَّلْجِ
كُلَّ ضراوةِ الصَّيْفِ
لتنهضَ أيُّ شَمْسٍ من دمي،
أو شهقةِ السَّيْفِ
مسافة وردةٍ وأجيءُ،
تلتصقُ الأصابعُ بالأصابعِ
حين يشتعلُ الهوى،
والكفُّ بالكفِّ.
*
أيعتذرُ النَّخيلُ عن الغناءِ فمن
يَرُدُّ إلى القصيدةِ صوتَها،
ويُعيدُ عَذْبَ البوحِ في الكلماتْ!!؟
أيعتذرُ الفُراتُ عن الصَّهيلِ غَداةَ
ينتفضُ الأنينُ بجرحِه الصّادي،
ويصرخُ في الرِّياحِ: فُراتْ!!!؟
*
متى يمتدُّ عبر الضفتينِ دمي،
ويعبر فوق جسر الصُّبْحِ صوتي!!؟
آهِ يا تلويحةَ الكفَّينِ
لحظةَ يستفيقُ العِشْق
في الأعماقِ مجنوناً،
ويندهُ: آت
متى يا أُمَّةً نلتمُّ بعد شتات!!؟
أتصحو.. آهِ يا حُزْنَ السِّياجِ
يفيقُ وردُ دمي
ليغتسلَ النَّدى بالوَرْدِ،
ثُمَّ ينام
ويشتعلُ البنفسجُ في
وميضُ المُقلتينِ يمامْ!!؟
*
متى سيمرُّ صوتُ الأطلسيِّ
مُعاتباً بردى:
أما من لحظةٍ
تحت انكسارِ الياسَمينِ
نَمُدُّ خيمَتنا،
ونرحلُ في عُيونِ الشَّامْ
إلى حيث العُروبةُ زفرةٌ وخُزامْ!!؟
*
أتعتذرُ العُلَيَّا هذهِ اللَّيله،
وتُغلقُ بابَها وتنام!!
فلا تأتي عصافيرُ المساءِ،
ولا تجيءُ الُقبَّراتُ، وتصمتُ الأصوات!!؟
أيختصرُ الغمامُ حديثَهُ الورديَّ للأنهارِ،
ثُمَّ يقولُ أيَّ كلامْ!!؟
سلاماً أيّها الوطنُ الذي
يُغري القصيدةَ أن تُغني،
للنَّدى يُغري أنينَ الرَّملِ
أن يصحو
سلاماً للقوافي وهي تشردُ من أصابعنا
كسربِ حَمامْ
سلاماً أيُّها الصَّوْتُ الحزينُ على
فراقِ النَّخْلِ.. ألف سلامْ
*
أيمكنُ أن تَصُدَّ الرِّيحُ
ثرثرةَ العصافيرِ
فتوصد كلَّ نافذةٍ بوجهِ التَّمْتَماتِ،
وتستقيلُ من الغناءِ بلابلُ السُّورِ!!؟
أيمكنُ أن تكفَّ عن البُكاءِ سَواقِيَ الدُّورِ،
وأن يُلْغي سحابُ الفَجْرِ
هذا الوَمْضَ في النُّورِ!!.؟
مسافة وردةٍ وأجيءُ،
تذبحني القصيدةُ حين لا تأتي
مسافة وردةٍ وأجيءُ من صوتي
لأشعلَ فيكَ كُلَّ حرائقَ الصَّمْتِ
*
أيمكنُ أن يَصيرَ الحُزْنُ
قُبَّرةً تُغني، والنَّدى جدول!!؟
أيمكن أن يَصيرَ البَوْحُ
في هذا الذي يأتي
هو الأجمل!!؟
لنبدأ خُطْوةً نحوَ اللِّقاءِ
فأيُّنا الأَوَّلْ!!؟
أيمكنُ أن تَمُرَّ أصابعُ الأنهارِ
فوق ضفافهِا،
فيضيءُ عُشْبُ الماءِ،
أَيُّ مسافةٍ في الحُلْمِ تجمعنا
ستختصرُ الدُّروبَ بنا،
وأَيُّ مسافةٍ في الحزنِ تجمعنا
هي الأطول
فلا تَقبلْ بشيءٍ
لا يخصُّ الرُّوحَ يا صاحِ،
ولن أقبلْ
*
هو الوطنُ الذي يمتدُّ فيما بيننا
هذا النَّخيلُ على ضفافِ الرُّوحْ
هو الحُلُمُ الذي يرقى صُعوداً
مثلما ترقى فراشاتُ الأغاني
سُلَّماً في الرِّيحْ
هو الأملُ الذي يأتي
لتنهضَ من أَنينِ الرَّمْلِ سُنبلةٌ
فتقرأُ مَجْدَ أُمتنا
على سَيْفٍ أبيٍّ رائعٍ،
وكتاب كِبْرٍ للضِّيا مفتوح.
***
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمود حامد غير متصل   رد مع اقتباس