العزيز ( سامر عبد الله )
وجهة نظر :
( أسجل هنا ... أنا لست بناقد .. أنا قارئ )...
إن جميع الأجناس الأدبية التي تتبناها الذات الإنسانية للكاتب هي حالة تراجيدية بحته لا يحق لنا إطلاقاً التطاول عليها ولا النيل من خصوصيتها ويجب علينا احترامها أيما احترام..
إنطلاقاً من الركيزة والعقيدة الأولى التي تبني الروح الأدبية للكاتب وهي السلوك الأدبي .
وإن لحظات ذروة توهج أي كاتب لا تتبلور في شكل أو قالب أدبي معين والجمال لا يخفي نفسه إن جاء في حلة الشعر المقفى أو القصيدة المنثورة أو على شكل خاطرة وربما رواية ..!
والنص الأدبي في النهاية لا يقيم وإنما يعاب لا أكثر، لأنه عبارة عن حروف صماء جلُّ ما تقوم به _ هذه الحروف _ أنها تدس شيفرة في ذهن القارئ
فإن امتلك هذا القارئ نفس قاعدة بيانات الكاتب وصلت رسالته واضحة تماما
وإذ اختلفت قاعدة البيانات بينها يصل ما تيسر من هذه الرسالة ..
وشتانَ أن يلتقي كاتبان على مذهب ونظرة أدبية واحدة ..وكما يقال دائماً المعنى في قلب الشاعر أما ( عبارات الشكر والثناء الجوفاء التي لاتزيد ولا تنقص النص والتي ربما أراد مرتكبوها المرور والمجاملة أحيانا فهذه هي آفة النقد على الإنترنت )، وبالمقابل عبارات الهجوم اللاذع وغير المبني أيضا على أسس علمية وتحليلية للنص أيضا مرض من نوع آخر ، وهنا تصح العبارة ( لكل كلمة أذن .. وربما كانت كلماتي ليست لأذنك ) ..
أنا أفكر الأن بتحليل للنص ( رغم قصور معرفتي بهذا النوع الأدبي ) إلا أني سأحلل من وجهة نظري كقارئ وليس كناقد ..
لتحليل أي نص أدبي يجب وضع خطة منهجية سليمة واكتشاف مواطن القوة ومواطن الضعف في هذا النص ( أدبيا ) من خلال التدرج في الطرح السليم وبحيادية بحتة بغض النظر عن اسم الكاتب ..
1 ـ نأتي لمتابعة الأفكار وهل أتت عميقة أم سطحية ؟ مرتبة أم مشوشة ؟ هل بينها ترابط يقويها ويؤكدها وهل في النهاية فيها قيم انسانية عامة .... ؟
وأنوه هنا أنه ممكن أن يختلف النقاد فيما بينهم حول النص وذلك استاذا الى الشيفرات المرسلة من الكاتب والتي قد تلاقي استحسانا عند البعض او استهجانا عند البعض الأخر ..
أنا رأيت هنا في هذا النص ( مانوليا ) فكرة واضحة من أول النص الى أخره
وهي بوح شجي واسترسال في المعناة من علاقة انثوية واسقاط التناقضات العامة الموجودة في الواقع عليها والتي يخشى الكاتب أن تصيبه هذه الاسقاطات بالجنون لإختلاف مفاهيم الأشياء العامة ... فقديما كان القلق فقط أما الأن فهو القلق والخوف والإرتباك من المفاهيم الخاطئة التي بدأت تسود .
(( مُذ كنتِ مضغة في البرزخ
الأعلى
كان قلقي عليكِ
يكبر كالقرنفل
يوما بعد منفى... ))
ثم
(( صرتُ بين نارين
من عبء الحكمة
فقد أقتل بالغليون والأفيون
وحق الشعوبِ
في التزوير والتهريبِ
وما هو مشاع ْ
مُذ صارَ النواح
غناء الحمائم على مزمار ِالجنود
هززتُ الطرف َلأعي َما أرى
وأحصن نفسي من الجنون...وجننتْ ))
2 ـ أسلوب الكاتب في التعبير كان بألفاظ سهلة وليست غريبة على الأذن تضمنت الرمزية أحيانا كثيرة ..
(( لأحاول معرفة
كيفية الرقص على أحلام
الذباب ))
وأيضا ..
(( والجرحى بمن تحتويهم السنابل )) .
3 ـ نأتي الأن للحديث عن الصور الجمالية في النص من تشبيهات واستعارات كنايات وتأمل وووو .. والتي أراها كثيرة جدا وربما هي من أخفت دور الموسيقى الداخلية للنص والتي كانت شبه مفتقرة .. وأنا برأيي الشخصي هذا لا يعيب النص ..
هذه الصور كانت صادقة في نقل تداعيات الكاتب وانثيالاته ..
(( كان قلقي عليكِ
يكبر كالقرنفل ))
(( صرتُ أحبك ِحدّ الرماد
والاحتراق ))
(( ودفعتُ بكلتا قصائدي
ألا تموتي بكسر ِالوزن ))
4 ـ عاطفة الكاتب كان جياشة ومتقدة ورطته أحيانا في استخدام العبارات الضبابية والتي قد لا يعرف كنهها القارئ العادي ..إلا أن هذه العاطفة كانت سامية وفيها تحليق ووضوح بحيث جعلتني أعرف أن الكاتب كان حزينا أو سعيدا عندما كتبها وأجزم أنه كان قلق وحزين .
(( وأحصن نفسي من الجنون...وجننتْ ))
(( وتشذبتُ بالمداراتِ))
لأهادن العمر
بالأمنيات
فالوجع يشبه ))
5 ـ أما لموسيقى الداخلية للنص فكما أسلفت طغت الصور الجمالية على الموسيقى الداخلية للنص النثري لكنها لم تعيبه ( برأيي )
عزيزي الأخ سامر ..
أظن أنه وبعد هذه النظرة السريعة للنص أستطيع القول أني رأيت بوح شجيا استفزني جدا .. وأظن أن هذه إحدى مزايا الكتابة استفزاز القارئ ،
إذًا .... كلماتك كانت لأذني
دم طيبا ...
تحياتي
رعد يكن