 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن شما |
 |
|
|
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الغالي فـــــارس الظلام
يسعدني أن أتابع الحوار معكم:
الأسئلة:
ما هي برأيكم اهم الاسباب و الدوافع التي أدت لوقوع النكبة ؟ كيف كان لاجدادنا ان يتفادوها ؟
نكبة فلسطين عام 1948 م هي نفي وإقتلاع وإجبار شعب على ترك منازلهم وأراضيهم وقراهم ومدنهم،
وهي أكبر عملية سلب لممتلكات ومقتنيات في التاريخ.
تحدثنا في مشاركة سابقة عن الأسباب والدوافع التي أدت الى حدوث النكبة، ونتابع الحديث ونجيب على سؤال: هل كان بإمكان أجدادنا تفادي ماحدث؟ في مقارنة بسيطة بين دور وحجم الإعلام في تلك المرحلة والوقت الحالي، نرى أن الخبر لكي يصل الى العامة يحتاج الى أيام، وأحيانا لايصل، وكان هناك وسائط بسيطة لنقل الاخبار، وهي الصحف المحلية والراديو إن وجد، ولم يكن الوعي السياسي كما هو عليه اليوم، فما كان يحاك من مؤامرات واتفاقيات دولية كانت في معظمها سرية ولم يكشف النقاب عنها الا بعد عدة سنوات من تنفيذها، وكانت مصالح الدول الكبرى تملي عليها بعض المواقف كما فعلت بريطانيا في وعد بلفور المشؤوم، والتي كانت الحرب العالمية الاولى قد انهكتها مالياً وعسكرياً وكان عدوها لا يزال قوياً جداً كانت بحاجة الى نفوذ اليهود في اميركا لا لاقراضها مئات الملايين فحسب، بل لادخال اميركا بكل امكانياتها الى الحرب، وقد حققت مصلحتها المشتركة باخراج بربطانيا في هذا الجزء من العالم، ثم كانت لكل منهما مصلحة اخرى، فمصلحة اميركا هي في الاصوات الانتخابية التي يملكها يهود اميركا والواقعين تحت نفوذهم، ولا زالت تنهج ذات النهج الى اليوم، فكيف لإجدادنا أن يلموا ويعرفوا دهاليز السياسة بغياب عوامل المعرفة من وسائل إتصال وإعلام وقيادات حقيقية وطنية فاعلة، وكيف لهم تفادي شئ لايعلمون عنه شيئا وبالتالي لايعرفون أبعاده ونتائجه.
كبف كانت الحياة بالمخيمات؟ و هل تختلف كثير عن ما يعيشه اهلنا اليوم في المخيمات حتى و ان كان مفهومه تغير بين خيمة الماضي و مخيمات الحاضر ؟
الحياة في المخيمات تختلف عن بعضها بحكم مكان تواجدها، فمخيمات الأردن ليست كالمخيمات الموجودة في غزة أو سوريا أو لبنان الخ.. وحتى في الدولة الواحدة أيضا تختلف عن بعضها،
لازالت الى اليوم بعض المخيمات الفلسطينية تفتقر الى أدنى وسائل العيش الإنساني ( غياب المرافق الصحية وأبسط الخدمات ) ولا زالت المخيمات حديثة العهد تحاكي في واقعها مخيمات اللجوء الاولى كمخيم الوليد حاليا والذي يضم أبناء شعبنا المطرودين من العراق، وخيام المقدسيين المطرودين من بيوتهم في القدس، وأهل غزة الذين دمرت منازلهم وينتظرون حملة الإعمار، وقبلهم أهلنا في جنين وغيرها ..
مأساة شعبنا لاتنتهي مادام العدو الصهيوني وأعوانه وأذنابه يخططون لابادة هذا الشعب الأبي الصابر الصامد، ومن الطبيعي أن يسعى الفلسطيني لتحسين ظروف حياته أينما وجد، وقد عرف عنه المثابرة والاجتهاد والتفوق في كل المجالات، وعلينا أن نكون أقوياء ونثبت وجودنا في كل المجالات والمحافل، ولننظر الى اللوبي الصهيوني الامريكي على سبيل المثال، كيف يتحكم بالسياسة الداخلية والخارجية لامريكا من مركز قوة نتيجة سيطرته على الاقتصاد.
ما هي رؤيتكم لحرب الفرقان ؟
عندما فشل العدو الصهيوني من تحقيق نصر على شعبنا في غزة من خلال حصاره وتجويعه ومنع كل وسائل العيش والعلاج عنه، حاول كسر صموده وإرادته في عدوانه العسكري الوحشي على القطاع، ولكنه فشل فشلا ذريعا باعترافه هو، وعجز جيش الاحتلال الصهيوني من تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة وغير المعلنة، وقد كشفت هذه الحرب حقيقة المؤامرة ومن يقف وراءها ممن يدعون أنفسهم محور الإعتدال وسعيهم للقضاء على المقاومة تمهيدا لفرض الحل النهائي على شعبنا عن طريق المفاوضات العبثية، وأثبتت هذه الحرب على أن إرادة الصمود وفي أحلك ظروف الحصار قادرة بقوة الإيمان والعزم والإرادة أن تحقق النصر على أقوى الجيوش المجهزة بأحدث الأسلحة والمدعومة من الغرب ومعسكر محور الإعتدال، انها باختصار بداية هزيمة وانهيار الكيان الصهيوني وخطوة نحو الانتصار وتحرير الأرض الغتصبة.
{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.}
ما انطباعكم حول تهديدات اليهود بضرب ايران و غزة من جديد ؟
هل تعتقدون ان المناورات الحالية للجيش الاسرائيلي مرتبطة مباشرة مع مع احتمالات الحرب ا انها مجرد تخويف للعامة خصوصا و ان الايام المقبلة سيقوم العدو باكبر مناورات تشمل كافة كيانه ؟
لازالت دولة الاحتلال تعيش في غطرسطها وعلى أحلامها في فرض سيطرتها وشروطها على المنطقة والعالم، لم لا واليهود يسيطرون على الإدارة الأمريكية كما وعلى الكونغرس ووسائل الإعلام الامريكية. وعلى سبيل المثال: السيطرة على الكونغرس ، يمكن الإشارة إلى الرسالة التي أرسلت للرئيس أوباما، ووقعها 76 عضوا من مجلس الشيوخ من أصل 100، طالبوا فيها بدعم عملية التسوية على قاعدة تفهم مطالب الدولة العبرية ، وعلى رأسها المطالب الأمنية.
نتذكر في هذا السياق البحث الذي تحول إلى كتاب ونشره الأكاديميان الأمريكيان "ستيف والت" و"جون ميرشايمر" عام 2006 بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" ، والذي ركز على دور اللوبي الصهيوني في التحريض على احتلال العراق ، ومن ثم التحريض على الحرب الجديدة ضد إيران رغم أن هذه الأخيرة لا تهدد الولايات المتحدة حتى لو امتلكت السلاح النووي..، فالأمريكان يدركون أنها حرب لا تعنيهم ، وأنهم سيدفعون ثمنا باهظا لها ، سواء شنوها بأنفسهم أم شنتها الدولة العبرية، والذين يعارضونها لا يكفون عن التحذير من الرد الإيراني الذي يتوقع أن يكون كبيرا ، بخاصة ضد جنود أمريكا في العراق ، فضلا عن مصالحها في الخليج وأماكن شتى من العالم.هي معركة ضد مصلحة أمريكا من دون شك ، لكن النفوذ اليهودي يفرض مواقفه ، بما فيها تلك التي تنطوي على تهديد للمصالح الأمريكية ، وإذا كان بوش يلبي المطلوب عن قناعة وحب ورضا من منطلقات عقائدية ، فإن أوباما يفعل ذات الشيء بدافع الخوف.
وما زيارة رئيس الحكومة الصهيونية مؤخرا لأمريكا، الا لمناقشة موضوع تدمير المنشآت النووية الإيرانية على أساس أن العقوبات المفروضة على طهران لم تأت بنتيجة، وأن القوة هي السبيل الوحيد لمنعها من تطوير قدراتها النووية.
لقد كانت المواقف التي أعلنها نتن ياهو خلال حملته الانتخابية وخطابه في الكنيست لنيل الثقة بحكومته واضحة حول اعتبار البرنامج النووي الإيراني خطراعلى وجود "إسرائيل"، وأن التقديرات السائدة على الساحة الدولية باتت تتعامل مع مسألة قيام " إسرائيل" بتدمير المنشآت النووية الإيرانية على أنها أمر واقع.
واذا أخذنا بعين الإعتبار أيضا تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي في اليونان وجبل طارق، وغاراته على السودان، كل ذلك يشير الى النية المبيتة للعدوان، وأنها مسألة وقت بانتظار الضوء الأخضر من إدارة أوباما.
وأما عن غزة.. هي شوكة في حلقهم، وعثرة في طريق تنفيذ خططهم لتمرير الحلول الاستسلامية، فليس بعيدا عليهم استعمال كل السبل والوسائل لارغام حماس على التنازل وقبول شروطهم، وقد كان هذا واضحا عندما أعلن العنصري المتطرف أفيجدور ليبرمان أنه من الصعب تحقيق أي تقدم في محادثات السلام!! مع الفلسطينيين!! طالما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وعلى الفلسطينيين!! أولا وقبل كل شئ التصدي { للمقاومة الفلسطينية في القطاع } للإرهاب والسيطرة على غزة ونزع سلاح المقاومة، ودون هذا لن نستطيع التحرك قدما.
نسنتج من كل المواقف والتصريحات، وانطلاقا من الفكر الصهيوني المعروف، ومن سيطرة حكومة متطرفة على زمام الامور، تضم حزب الليكود، وحزب اسرائيل بيتينا بزعامة العنصري المتطرف أفيجدور ليبرمان، وحزب العمل برئاسة إيهود باراك وحزب شاس الديني الأصولي لليهود الشرقيين، وحزب البيت اليهودي وهو أحد أحزاب المستوطنين، أنهم جميعا متعطشون للحرب وسفك الدماء ، ولذا فإن تهديداتهم بضرب إيران والعدوان على غزة هى أمر جدي ويجب التعامل معه على هذا الأساس.
هناك احتمال بسيط أمام تورط وغرق أمريكا في العراق وأفغانستان والأزمة المالية أن تحرص على عدم الانجرار والتورط في حروب جديدة تسعى لها دولة الإحتلال، وخاصة مع إيران وسوريا وحماس على الأقل في هذه المرحلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.