[رشيد الميموني]

الأخت الفاضلة ناهد
أنا حين ألقيت بالمسؤولية على الأسرة ، فإنني أردت بذلك الإشارة إلى الدور الهام و الحاسم الذي تعلبه في تنشئة الصغار و تربيتهم ، بحيث أن هؤلاء الصغار حين يبدأ احتكاكهم بخارج البيت يجب أن تكون لهم مناعة أولية و تربية محكمة .. هنا يتمثل دور المعلم الذي يأتي دوره . ولكي أنصف المعلم حتى لا أقول إني أدافع عنه ، فإني أجده يواجه صعوبات و عراقيل في توجيه هذا الطفل أوذاك مادام قد أتى هذا الأخير من البيت بمجموعة من المفاهيم التي تكون في بعض الأحيان منغرسة في وجدانه مادام الأبوان يمثلان القدوة و المثل الأعلى لهم .
أعطيك مثالا : حين يرى الطفل أبويه يرميان بورق الحلوى أو غيره في الشارع بدل صندوق القمامة فإنه عقله يصير مبرمجا على أن هذا شيء عادي . فإذا جاء المعلم و نبه إلى هذا التصرف السيء يصطدم التلميذ بفكرتين متضادتين .
سألتني سلمى يوما وهي تحتفظ بورق الحلوى مشوارا طويلا قبل أن نجد صندوق القمامة :"أبي .. لكن الشارع مليء بهذا." وكان علي أن أنبهها إلى أننا لا يجب أن نكون مثل الآخرين المهملين لرونق الشوارع . وهذا المثل ينطبق على كل ما يقوم به الطفل من تصرفات ومنها رمي الكتب .
شكرا و إلى اللقاء إن شاء الله