عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 06 / 2009, 57 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد علي الهاني
شاعر - أستاذ بارز

 الصورة الرمزية محمد علي الهاني
 





محمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond reputeمحمد علي الهاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: توزر-تونس

مُحَمَّدٌ واحِدٌ…. مُحَمَّدٌ مُتَعَدِّد - شعر: محمد علي الهاني (تونس)


[motr]مُحَمَّدٌ واحِدٌ…. مُحَمَّدٌ مُتَعَدِّد
[/motr]






كان اسمُهُ ... محمَّدَا

وكان كان صوتُهُ المسكونُ بالرّعودِ

يجرَحُ المدَى

وقلبُهُ المشحونُ بالبروقِ كان نوْرسًا

جناحُهُ مُصفّقٌ ...

والشّمسُ فوق رأسهِ

تشدو لَهُ

والنّخلُ باقةٌ

تردِّدُ الصّدى.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا

لم يعرِفِ الكُتَّابَ في حياتِهِ...

لكنَّهُ في دفتر الرّياحِ

يقرأُ الخِيامَ جُرحُهُ،

ويكتُبُ القصائِدَا.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا...

وفي مُخيَّمٍ الأسى

قد وُلِدَا.

و كان في العراءِ

شِبْلاًغاضبًا

سلاحهُ عُصَيَّةٌ،

ألغامُهُ حجارةٌ

وصحْنُ أُمِّهِ الوحيدُ خُوذَةٌ،

وكان جِذْعُ نخلةٍ محروقةٍ حصانَهُ،

وخصْمُهُ فزّاعة الطيورِ

في حقل الرَّدى.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا...

أربعةٌ إخْوَتُهُ

و ذات ذاتَ ليلةٍ مجروحةٍ بالانفجار اسْتُشُهِدُوا

في غابة الألغامِ

واحِدًا

فواحِدًا ..

فواحِدًا ...

فواحِدَا....

فلمْ ...

لمْ يبْكِهِمْ.....

لكنَّهُ توعَّدَا.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا

و ذات ليلٍ هائجٍ...

اَلبدرُ كان أسودَا

رأى أباهُ المُقْعَدَا

يجُرُّهُ الجنودُعاريًا

فصاح :" يا أبي! ... "

ومَدَّ نحوهُ اليَدَا

فداسهُ كلْبُ الْعِدى...

لم يبْكِهِ...

لكنَّهُ تَوَعَّدَا.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا

و ذات ذاتَ هجمةٍ وحشيّةٍ

رأى بِأُمِّ عيْنِهِ في خِربَةٍ

- أوّاهُ !-أُمَّهُ التي تفرّدتْ بحزنها

مبقورةً.... مَفْقُوءَةَ الْعَيْنَيْنِ

صاح : " أُمِّـ ...!"

صدّهُ العِدى

لم يبْكِها ...

لكنَّهُ تَوَعَّدَا.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا

و كان في العراءِ

شِبْلاً واعدًا

ويَوْمَ جاور النّجومَ أهلُهُ ووالِداهُ اسْتأْسَدَا.

وودّع النّخيلَ والزّيتونَ واللّيمون ،

قَبَّلَ التّرابَ ، وارتدى حزامَه النّاريَّ ،

سار فوق جرحهِ...

وفي معسكرِ الجُنَاة أزْهرتْ خيوطُ فجرِهِ؛

فَفَجَّرَ المكانَ والزمانَ ... فَجَّرَ العدى

واسَتُشْهِدَا.

***

كان اسمُهُ محمَّدَا

وكانَ كانَ واحدًا وأوْحَدَا

ويَوْمَ فاضَتْ رُوحُهُ تَعَدّدََا

وأنْبَتَتْ سنبلةٌ من دمِهِ

في كُلِّ قلبٍ ودَمٍ محمَّدَا

في كُلِّ قلبٍ ودَمٍ محمَّدَا.





[motr]شعر:محمد علي الهاني - تونس[/motr]



*كتبت بتوزر سنة 1983 ، ونشرت بمجموعتي الشعرية " أينعت في دمي وردة " -الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب، بغداد 1989.
* تمّ تجويدها بتوزر في 18 جوان 2009.






نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد علي الهاني
 
خارِجٌ من لَظَى تَعَبِــي
داخلٌ في سماءِ الفـرحْ
اِغْـرِزُوا فــيَّ أنْيابَكُمْ
إِنَّ جُرْحِـيَ قوسُ قُزحْ

محمد علي الهاني - تونس
محمد علي الهاني غير متصل   رد مع اقتباس