[حسن الحاجبي]

أديبتنا الغالية : هدى نور الخطيب
السادة و السيدات أعضاء و عضوات منتدى نور الأدب الأغر
ما سأعرض له اليوم هو على جانب كبير من الأهمية , وأرجو من أخوتكم أن تصيخوا السمع إلى نبض القلب الآتي من أرض المملكة المغربية الشريفة .
في البداية , أزف إلى علمكم أن السلطات المغربية قد انتبهت إلى خطورة الأمر فقامت بسحب مجلة إسرائيل ماغازين من السوق , وألزمت الشركة الناشرة بعدم معاودة توزيع المجلة المذكورة مستقبلا . وهذه شجاعة أدبية لا يمكننا إلا أن نباركها كمثقفين , مهنئين أنفسنا على ثباتنا على جادة الحق ومنهج المقاطعة .
لكن من يضمن لنا أن الخطاب الصهيوني الذي أغلقنا دونه الباب , لن يدخل علينا من النافذة ؟
فالخطاب الصهيوني خطاب صفيق لا يتمتع بأدنى ذرة من الحياء أو الكرامة . يكد صباح مساء في محاولات متكررة لإيجاد ثقب في جدار مناعتنا , في إصرار عجيب وتلوينات مختلفة ومتجددة . فتارة تحت شعار الثقافة , وتارة تحت شعار السلام الخادع , و أخرى تحت شعار المصير المشترك , لكن العيب فينا نحن معشر العرب الذين انبهر فريق منا بشعوذة بني صهيون , فتنادوا بالتطبيع الكامل و الشامل مع دولة إسرائيل الشقيقة ؟ وكان لابد لإسرائيل أن ترسل إليهم إشارات الرضا و الثناء , وذلك ما كان فعلا حين أفردت هذه المجلة المسماة ’ إسرائيل ماغازين ’ صفحاتها للحديث عن المناضلين المعتدلين , و التنويه بشجاعة التقدميين الذين ينبذون الإرهاب , ويبذلون الجهود الحثيثة من أجل إعادة النظر في المناهج التربوية و النظم التعليمية بالبلاد العربية ’ وإعدادها لتلائم دعوات السلم و التعايش الزائفة الصادرة عن جمهور المطبعين والمزمرين ’ على حساب حق مشروع وقضية تاريخية , و مقابل فتات من وعود لا تسمن ولا تغني من جوع .
هؤلاء المطبعون العرب الداعمون للفكر الصهيوني هم أعداء الداخل الذين وجب التصدي لهم بكل حزم و صرامة .
وحين أطلقت ندائي للتعبير عن الرفض القاطع للتطبيع الثقافي مع الصهاينة كنت واثقا من أنني سأدق به أبواب قلوبكم جميعا , وذلك ماكان حيث أبت الفاضلة هدى نور الخطيب إلا أن تضع له استطلاعا يزيده ثباتا و متانة .
ولكن ...أثناء التعليقات على الموضوع , هناك من المتدخلين من أطلق العنان لسيل من السب والقذف المجاني في حق اليهود بصفة عامة , ونعتهم بأقذع النعوت التي لا تنم عن موقف حصيف أو نظرة معينة بقدرما تعكس نوعا من الحقد الدفين و الكره المجاني الذي لا سبيل إلى تبريره . وأنا على يقين تام أن علامات الدهشة بدأت ترتسم على وجوه العديد منكم وأنتم تتابعون معي خطابي هذا ...
مهلا معشر الإخوة والأخوات . في المملكة المغربية توجد بجميع المدن الكبرى أحياء خاصة باليهود المغاربة تسمى عندنا بالملاح , وفي القرى والمداشر الأمازيغية توجد أيضا دواوير لليهود تسمى بلغتنا الأمازيغية أسرير . وعلى امتداد قرون وقرون , كان لليهود تواجد مريح في النسيج السكاني المغربي , لم تشبه شوائب الإختلاف , ووصل الأمر إلى حد تسمية وزراء منهم في عدد من حكومات المملكة ’ وإنزالهم المنزلة الرفيعة . لكل ما سبق أود التوضيح أن الفرق واضح بين اليهود كأمة لو جنحت إلى السلم لجنحنا له , وبين الصهيونية كمشروع إستيطاني بغيض , يمتح من العنصرية المقيتة والإستعلاء الغاشم , ويغمس قلم خطابه في محبرة الظلم و العدوان . ونحن بلا مواربة نقول للفريق الأول سلام عليكم معشر يهود , ونقول للفريق الثاني خسئتم آل صهيون .